بئر لحلو 13 غشت 2019 ( واص ) - نبه رئيس الجمهورية الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي ، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى قلقه الشديد إثر إقدام سلطات الاحتلال المغربية على جلب مجموعة من عملاء الأمن والمخابرات المغربية وإسكانهم في موقع قرب "الطريق المعبد" الذي أقامه المغرب بشكل غير قانوني عبر المنطقة العازلة في منطقة الكركارات جنوب الصحراء الغربية ، كما قامت السلطات المغربية مؤخراً ببناء كوخ لإيواء المجموعة المذكورة ؛ وهي على وشك تشييد مبانٍ غير قانونية إضافية في المنطقة.
وأكد رئيس الجمهورية في رسالته أن وجود عملاء مغاربة في المنطقة العازلة يعد انتهاكاً خطيراً لوقف إطلاق النار والاتفاقية العسكرية رقم 1، وهو أيضاً عمل استفزازي ومزعزع للاستقرار من شأنه أن يؤجج الوضع المتوتر أصلاً ويزيد من تهديد الأمن في المنطقة.
ودعا السيد إبراهيم غالي مجلس الأمن الدولي إلى التصرف بحزم في وجه محاولة المغرب الجديدة تغيير الوضع القائم في المنطقة العازلة ، مؤكدا أنه إذا لم يتم كبح جماح هذه الأعمال المغربية فإنها ستهدد السلام والأمن في الإقليم وتقوض عملية الأمم المتحدة للسلام الهشة أساساً في الصحراء الغربية.
نص الرسالة :
بئر لحلو 12 غشت 2019
السيد أنطونيو غوتيرش الأمين العام للأمم المتحدة
أكاتبكم بقلق شديد لأبلغكم بتطور جديد قد تكون له تداعيات خطيرة على وقف إطلاق النار الذي تشرف عليه الأمم المتحدة في الصحراء الغربية.
على مدار اليومين الماضيين ، قامت السلطات المغربية بجلب مجموعة من عملاء الأمن والمخابرات المغربية وإسكانهم في موقع بقرب "الطريق المعبد" الذي أقامه المغرب بشكل غير قانوني عبر المنطقة العازلة في منطقة الكركارات جنوب الصحراء الغربية. كما قامت السلطات المغربية مؤخراً ببناء كوخ لإيواء المجموعة المذكورة وهي على وشك بناء مبانٍ غير قانونية إضافية في المنطقة.
إن وجود عملاء مغاربة في المنطقة العازلة يعد انتهاكاً خطيراً لوقف إطلاق النار والاتفاقية العسكرية رقم 1، وهو أيضاً عمل استفزازي ومزعزع للاستقرار من شأنه أن يؤجج الوضع المتوتر أصلاً ويزيد من تهديد الأمن في المنطقة.
ونحن في جبهة البوليساريو ندين بشدة انتهاك المغرب الخطير لوقف إطلاق النار، وندعوكم وندعو مجلس الأمن إلى ضمان قيام المغرب وعلى الفور بإزالة كل عملائه من المنطقة العازلة وتفكيك أي منشآت له في المنطقة. كما ندعو بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) إلى مراقبة الوضع على الأرض عن كثب لضمان امتثال المغرب التام لالتزاماته بموجب وقف إطلاق النار والاتفاقيات العسكرية ذات الصلة. إن الأحداث الأخيرة في المنطقة العازلة تؤكد من جديد الحاجة إلى وجود دائم للمراقبين العسكريين للبعثة في المنطقة لضمان التقيد الصارم بوقف إطلاق النار والاتفاقيات ذات الصلة.
إن السلطات المغربية بوضوح تخطط لإقامة وجود دائم في المنطقة العازلة في انتهاك لوقف إطلاق النار والاتفاقية العسكرية رقم 1. إن هذه الخطوة الأخيرة تبين أيضاً أن المغرب لا يزال عازماً على توسيع احتلاله غير الشرعي إلى الجزء المتبقي من الصحراء الغربية بما في ذلك مدينة لكويرة في أقصى الجنوب. ولم يكن من قبيل المصادفة أن اختراق المغرب الجديد للمنطقة العازلة قد حدث بعد 40 سنة بالضبط من احتلال المغرب غير الشرعي للجزء الجنوبي من الصحراء الغربية الذي تخلت عنه موريتانيا عقب اتفاق السلام مع جبهة البوليساريو في غشت 1979.
وإذ نظل متقيدين تقيدا كاملاً بالتزاماتنا بموجب وقف إطلاق النار والاتفاقيات العسكرية ذات الصلة، فإننا في جبهة البوليساريو نحتفظ بحقنا المشروع في الرد على جميع الأعمال الاستفزازية التي تقوم بها دولة الاحتلال المغربية التي تهدف إلى زعزعة استقرار في المنطقة العازلة أو أي منطقة أخرى من الإقليم.
وإننا نؤكد من جديد موقفنا المبدئي بشأن وقف إطلاق النار والاتفاقيات ذات الصلة على النحو الوارد في وثيقة مجلس الأمن S/2018/910 / Rev.1 المؤرخة في 24 أكتوبر 2018 ، وفي مراسلاتنا وبياناتنا الرسمية بشأن هذه المسألة.
إن السبب الجذري للتوتر المتزايد في منطقة الكركارات هو وجود الثغرة غير القانونية التي أقامها المغرب عبر المنطقة العازلة والتي تمثل انتهاكاً مستمراً لوقف إطلاق النار والاتفاقية العسكرية رقم 1. فلا اتفاقية وقف إطلاق النار لعام 1991 ولا الاتفاقية العسكرية رقم 1 لعام 1997 شملت أي أحكام تجيز إنشاء ثغرات أو نقاط عبور "للنقل والحركة التجارية" أو أي أنشطة أخرى على طول الجدار العسكري المغربي. كما أنه لم يتم التفاوض على فتح الثغرة لا بين الطرفين ولا بين الطرفين والأمم المتحدة. وجبهة البوليساريو لم تعط أبداً موافقتها على وجود الثغرة الذي يقوض بشكل خطير السلام الهش الذي تم التوصل إليه مع بدء سريان وقف إطلاق النار بإشراف الأمم المتحدة.
وفي أعقاب الأزمة التي سببتها محاولة المغرب القيام ببناء طريق معبد عبر المنطقة العازلة في غشت 2016 ، أقر قرار مجلس الأمن 2351 (2017) " بأن الأزمة الأخيرة في المنطقة العازلة في الكركارات تثير مسائل أساسية تتعلق بوقف إطلاق النار والاتفاقيات ذات الصلة" وشجع "الأمين العام على بحث السبل التي يمكن من خلالها حل هذه المسائل" (الفقرة الثالثة من منطوق القرار).
إن التوتر المتكرر في المنطقة العازلة، كما تثبت ذلك الأحداث الأخيرة، هو تذكير بأن هذه المسائل الأساسية لا تزال دون حل. وطالما لم تتم معالجة السبب الكامن وراء التوتر (أي وجود الثغرة غير القانونية عبر المنطقة العازلة) فإن الوضع في المنطقة سيبقى غير مستقر وسيظل يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين.
ولذلك السبب فإننا ندعوكم وندعو مجلس الأمن إلى التصرف بحزم في وجه محاولة المغرب الجديدة لتغيير الوضع القائم في المنطقة العازلة، فإنه إذا لم يتم كبح جماح الأعمال المغربية فإنها ستهدد السلام والأمن في الإقليم وتقوض عملية الأمم المتحدة للسلام الهشة أساساً في الصحراء الغربية.
لقد بعثتنا نسخة من هذه الرسالة إلى رئيس مجلس الأمن.
وتقبلوا، السيد الأمين العام، أسمى عبارات التقدير والاحترام
إبراهيم غالي الأمين العام لجبهة البوليساريو
( واص ) 090/100