بروكسل (بلجيكا) 10 فبراير 2023 (واص) - أدلت الناشطة الحقوقية الصحراوية ورئيسة الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي أميناتو حيدر، ظهر أمس الخميس، بشهادتها أمام اللجنة المكلفة بالتحقيق في قضية التجسس ببرنامج "بيغاسوس" بالبرلمان الأوروبي حول استخدام المغرب لهذا البرنامج المنتج من طرف شركة صهيونية.
وأبرزت أميناتو حيدار والتي كانت أول متدخلة خلال الجلسة العلنية للبرلمان الأوروبي، تفاصيل جريمة الاحتلال المغربي بحقها وحق العديد من المناضلين والحقوقيين والصحفيين، مشيرة إلى أنها تعرضت للتجسس عبر هذا البرنامج. وذكرت أنها تعرضت لكل أشكال الاضطهاد من طرف سلطات الاحتلال المغربي، قائلة " الاحتلال قام بتعذيبي وحبسي تعسفيا وطردي من عملي سنة 2005 وفي شهر نوفمبر 2009 تعرض أطفالي أيضا للتعسف".
وأضافت أن التضييق عليها استمر حتى بعد إخلاء سبيلها، حيث استمر التهديد والمراقبة و ممارسات التعسف ضدها. كما أبرزت أنها كانت ضحية تجسس عبر هاتفيها وبريدها الالكتروني من طرف سلطات الاحتلال المغربي، من خلال برنامج التجسس الصهيوني "بيغاسوس"، حيث كان المغرب يستخدم معلوماتها الشخصية لاستهدافها. وقالت في هذا الصدد "تلقيت رسالة تحذير من طرف شركة "آبل" التي أبلغت منظمات حقوقية دولية بهذه الفضيحة". وبعد الشروع في تحليل معطيات الهاتف من طرف مخبر الأمن الرقمي لمنظمة العفو الدولية " أمنيستي" اتهمت مصالح الاستخبارات المغربية بالتجسس، وهذا بعد أشهر قليلة من الكشف عن واحدة من أكبر قضايا التجسس في العالم.
وأشارت في السياق إلى أن "هذه المنظمة اتصلت بالمغرب وبالشركة الصهيونية إلا أن المغرب قام بالتهجم ضد شخصي وضد منظمة العفو الدولية". وأكدت أنه" بسبب هذا البرنامج تغيرت حياتي، خاصة وأنه يمكن تشغيل الكاميرا والميكرفون عن بعد"، مضيفة " لم أعد أحس بالأمان عند التحدث مع أقربائي كما تأثر عملي في الخارج عند التواصل مع المناضلين والمواطنين الصحراويين".
وطالبت في الأخير، باعتبارها ضحية من ضحايا برنامج التجسس "بيغاسوس"، بفضح كل أعمال الجوسسة التي تورط فيها الاحتلال المغربي، خاصة ضد المناضلين والحقوقيين الصحراويين، كما طالبت "بفتح تحقيق للكشف عن المتورطين في هذه الفضيحة، وعبرت عن استغرابها كون الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لم تدن هذه الفضيحة وهذه الانتهاكات.
وكانت نائبة مدير برنامج التكنولوجيا في العفو الدولية دانا إنغلتون، قد أكدت أن أميناتو حيدار استهدفت ببرنامج التجسس بيغاسوس بعد أشهر قليلة من اكتشاف فضيحة التجسس المغربية، وهو ما اعتبرته "دليلا آخر على أن شركات مثل مجموعة "إن إس أو" (الصهيونية) التي طورت برنامج بيغاسوس، ستستمر في تسهيل ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان ما لم يتم تنظيمها بشكل صحيح".
وتم اتهام المغرب في صيف 2021، باستعمال برنامج صممته شركة الكيان الصهيوني "إن إس أو" وذلك بعد تحريات مكثفة أجرتها هيئة مشكلة من 17 وسيلة إعلامية دولية على أساس البيانات التي حصلت عليها منظمة "فوربيدن ستوريز" ومنظمة العفو الدولية. ويسمح برنامج بيغاسوس، بمجرد تثبيته في الهاتف المحمول، بالتجسس على مستخدم الجهاز من خلال استغلال رسائله أو بياناته أو تنشيط الجهاز عن بعد لغرض التقاط الصوت أو الصورة.
ويأتي استقبال البرلمان الأوروبي للحقوقية أميناتو حيدار بعد إدانته للمغرب في 9 يناير الماضي، لانتهاكه حقوق الإنسان وحرية التعبير والصحافة، وأيضا أياما قليلة بعد استقباله الناشطة الحقوقية سلطانة خيا للحديث عن أزمة حقوق الإنسان في الجزء المحتل من الأراضي الصحراوية.
( واص ) 090/105/700