Skip to main content

النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لقيام الوحدة الوطنية

Submitted on

ولاية أوسرد 12 أكتوبر 2018 (واص) - القى اليوم الجمعة رئيس الجمهورية ، الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي كلمة خلال إشرافه على الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ 43 للوحدة الوطنية .
وفي مايلي نص الكلمة :
كلمة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لقيام الوحدة الوطنية، ولاية أوسرد،  12 أكتوبر 2018
بسم الله الرحمن الرحيم
الضيوف الكرام،
الأخوات والإخوة،
أود في البداية أن أرحب كل الترحيب بكل ضيوف شعبنا الأعزاء الحاضرين معنا في هذا اليوم العظيم، من كل بقاع العالم، آملين لهم طيب المقام بين ظهران الشعب الصحراوي .
ها هو الشعب الصحراوي يخلد اليوم الذكرى الثالثة والأربعين لقيام الوحدة الوطنية. وإننا لا نبالغ إذا قلنا بأن الوحدة الوطنية هي أم المكاسب الكبيرة والكثيرة التي حققها الشعب الصحراوي في معركته من أجل الحرية والاستقلال .
وإذا ما استحضرنا تلك الظروف التي ميزت الحدث، فيمكننا إيجازها في أنها  أجواء قاتمة، ملبدة بغيوم التحضيرات للغزو والاجتياح والتكالب ومناوراتقوى الاستعمار والاحتلال. كان فيها كفاح الشعب الصحراوي، الذي لم تمضِ على اندلاعه سوى سنتين ونصف، مهدداً بالوأد والإجهاض، من خلال خطة خبيثة، تروم تقسيم البلاد والعباد، والقضاء الجذري على العنصر الصحراوي، وجوداً وتاريخاً وكياناً وهوية وثقافة .
وإننا ونحن نتوقف عند حكمة ونجاعة القرار التاريخي الذي اتخذته الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، بقيادة مفجر ثورة العشرين ماي الخالدة، الشهيد الولي مصطفى السيد، ونتوقف عند حماسة التجاوب وسرعته من لدن كل مكونات الشعب الصحراوي، فإننا نقف وقفة تقدير وإجلال لكل أولئك الذين ساهموا في هذا الإعلان التاريخي، متوجهين بالتحية إلى الذين لا زالوا يواصلون معنا مسيرة الكفاح، ومترحمين على الذين رحلوا عنا، أوفياء لعهد الوحدة والصمود، من أمثال الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز، ومن خلالهم على كل شهيدات وشهداء القضية الوطنية .
الأخوات والإخوة،
بهذه الوحدة المتجذرة وهذه المقاومة الباسلة وبهذا الصمود المنقطع النظير صنع الشعب الصحراوي تاريخاً ناصعاً ومجداً تليداً، وها هو يواصل اليوم معركته المصيرية، وقضيته العادلة لا تنفك تحصد المكاسب والانتصارات. على الواجهة الوطنية الداخلية، يتواصل البناءالمؤسساتي للدولة الصحراوية، وتتعزز تجربة التسيير الوطني لمختلف المجالات والقطاعات، رغم الظروف الصعوبات الموضوعية، المترتبة عن واقع الغزو والتشريد واللجوء. وجيش التحرير الشعبي الصحراوي، المرابط في الميدان لإنجاز مهمته الرئيسية، ألا وهي استكمال التحرير، يقف اليوم على أهبة الاستعداد لحماية الأراضي المحررة، ومواجهة المخاطر والتحديات الناجمة، خاصة، عن السياسات التوسعية العدوانية لدولة الاحتلال المغربي، التي لا تتوانى عن استعمال المخدرات في حرب قذرة، تدعم وتشجع عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية، وتهدد السلم والاستقرار في المنطقة والعالم .
وها هي جماهير الشعب الصحراوي البطلة في الأرض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية تواكب مسيرة الكفاح، في خضم المقاومة السلمية البطولية، عبر فصول انتفاضة الاستقلال المباركة. كل أساليب دولة الاحتلال وسياساتها القمعية الوحشية لم ولن تقود إلا إلى مزيد من النضال والصمود والتحدي .
وفي الذكرى الثامنة لملحمة اقديم إيزيك، نرفع تحية التقدير والتضامن والمؤازرة إلى الانتفاضة وفعالياتها، ونطالب الأمم المتحدة بالتعجيل بإطلاق سراح معتقلي اقديم إيزيك ومعتقلي الصف الطلابي والمعتقلين الإعلاميين وامبارك الداودي ويحي محمد الحافظ إيعزة وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية
وعلى مستوى القارة الإفريقية تترسخ يوماً بعد يوم مكانة الجمهورية الصحراوية، كعضو مؤسس، يتمتع بحقوقه ويضطلع بواجباته، داخل الاتحاد الإفريقي. ونحن نحيي بقوة تشبث المنظمة القارية الصارم بمبادئ القانون التاسيسي للاتحاد وقراراته، وندين بشدة محاولات متكررة من طرف المملكة المغربية للمساس من هذه المبادئ والقرارات، نطالب الاتحاد الإفريقي باتخاذ خطوات ملموسة لوضع حد لمثل هذا الاستهتار المغربي بمكانة المنظمة وهيبتها ومصداقيتها .
وعلى الساحة الأوروبية، تكرست بشكل نهائي الوضعية القانونية للصحراء الغربية، باعتبارها بلداً منفصلاً ومتميزاً عن المملكة المغربية، بأكثر من قرار واضح وصريح من محكمة العدل الأوروبية، التي أكدت بطلان أي اتفاق بين الاتحاد والمملكة المغربية يمس الأراضي أوالمياه الإقليمية للصحراء الغربية، ولا شرعية أي استغلال لثرواتها الطبيعية، دون استشارة وموافقة الشعب الصحراوي
وبالمناسبة، فإن جبهة البوليساريو، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، لتندد بالمحاولات المشبوهة التي تقودها بعض الأطراف على مستوى الاتحاد الأوروبي للتحايل على القانون الأوروبي والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وفي الوقت نفسه، وانطلاقاً من هذه المرجعية القانونية، فإننا نطالب بالوقف الفوري لعمليات النهب المغربي للثروات الطبيعية الصحراوية، مع التأكيد بأن جبهة البوليساريو منفتحة للحوار مع الاتحاد الأوروبي وغيره حول مختلف القضايا ذات الصلة، بما يضمن الاحترام الكامل لحقوق الشعب الصحراوي وسيادته على ثرواته الطبيعية
إن المجتمع الدولي، عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة ولجانها وقرارات مجلس الأمن الدولي، قد أبدى حزماً وإصراراً واضحاً على الحفاظ على الطابع القانوني للقضية الصحراوية، باعتبارها قضية تصفية استعمار، يجب حلها بتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في الاستقلال، على غرار كل الشعوب والبلدان المستعمرة. وقد حان الوقت لإنهاء معاناة هذا الشعب الذي صبر وصمد وتعاون طويلاً. حان الوقت لوضع حد لسياسة التعنت والعرقلة التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربي. لقد تم الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الجيشين، الصحراوي والمغربي، لغرض وحيد،هو تنفيذ خطة التسوية الأممية الإفريقية لسنة 1991، والتي تشكل الحل الديمقراطي العادل الذي حظي بتوقيع الطرفين ومصادقة مجلس الأمن الدولي. ومن هنا، فإننا نوجه نداءنا إلى المجلس لتمكين المينورسو من تأدية المهمة التي كلفها بها، ألا وهي تنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي، واتخاذ الخطوات اللازمة التي تصون بشكل قاطع الوضع القانوني للصحراء الغربية وسلامتها الإقليمية، وتوقف المحاولات المغربية لاستخدام المينورسو كأداة لتشريع احتلال عسكري لا شرعي
 إننا نحذر من أن  التغاضي عن المساعي المغربية المكشوفة لحصر مهمة المينورسو في جزئية وقف إطلاق النار، سيشكل انتهاكاً صارخاً للمعايير الأساسية والمبادئ العامة المطبقة على عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، وبالتالي تهديداً خطيراً لمسار التسوية ومن ثم للسلم والاستقرار في المنطقة
الأخوات والإخوة،
في سنة تخليد الذكرى الخامسة والأربعين لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، والثالثة والأربعين للوحدة الوطنية الصحراوية، يخلد الشعب الصحراوي كذلك مئوية الرئيس نلسون مانديلا. إنه عربون محبة ووفاء وتقدير إلى ماديبا، هذا المناضل والرمز الجنوب إفريقي والإفريقي والعالمي الخالد، ورسالة تشبث بالأهداف والقيم النبيلة التي يمثلها
ومن هنا أيضاً، فإن الشعب الصحراوي يتشرف أيما تشريف باحتضان الندوة الدولية الأولى لحركات التحرر والأحزاب والقوى الإفريقية. إنه لمبعث فخر واعتزاز للشعب الصحراوي أن تكون لجبهة البوليساريو، كحركة تحرير وطني، مكانتها ودورها، إلى جانب شقيقاتها الإفريقية، في مسيرة القارة وكفاحها من أجل التحرر والانعتاق. إن انعقاد هذه الندوة لهو تأكيد على القناعة الراسخة بأن حرية إفريقيا لن تكتمل ما لم يتم إنهاء الوضعية غير القانونية، المتمثلة في وجود احتلال عسكري مغربي لا شرعي لأجزاء من تراب الجمهورية الصحراوية
دعوني إذن أوجه أصدق عبارات الترحيب بالوفود الشقيقة التي تشارك معنا مختلف هذه الفعاليات. من الجزائر، التي قدمت للعالم ثورة نوفمبر المجيدة، مكة الثوار وقبلة الأحرار التي آوتهم وآزرتهم، كما تفعل اليوم مع كفاح الشعب الصحراوي، بدعمها اللامحدود وموقفها المبدئي الراسخ،المؤسس على الدفاع المستميت عن الشرعية الدولية، وفي مقدمتها حق الشعوب في تقرير المصير والاستقلال. كما أرحب بضيوفنا من جنوب إفريقيا، بلد نسلون مانديلا، ومن قلاع الثورة والمقاومة وحركات التحرر في أنغولا وأوغندا وناميبيا والموزمبيق وزمبابوي
الأخوات والإخوة،
بعد ثلاثة وأربعين عاماً، ها هو الشعب الصحراوي يجسد بالفعل وحدته وإجماعه والتفافه على أهدافه الوطنية المقدسة في الحرية والاستقلال، في إطار  تنظيمه الوطني الثوري، ممثله الشرعي والوحيد، طليعة كفاحه الصدامية، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب. الوحدة الوطنية مفخرة الشعب الصحراوي وسلاحه البتار الذي يخوض به حربه التحريرية ويواجه به مؤامرات ودسائس المحتل الغاصب. لا خوف على الشعب الصحراوي ما استمسك بعروة الوحدة الوطنية الوثقى، ولا نهاية لكفاحه ومقاومته وصبره وصموده إلا باستكمال سيادة دولته، الجمهورية الصحراوية، على كامل ترابها الوطني
وحدتنا وحدة من حديد، وستظل سائرة،
قوة، تصميم وإرادة، لفرض الاستقلال والسيادة . (واص)
090/105