جنيف (سويسرا) 15 سبتمبر 2020 (واص) أكد الأمين العام لجبهة البوليساريو، رئيس الجمهورية الصحراوية ، السيد إبراهيم غالي أن الوضع الحالي في الصحراء الغربية بسبب تعثر مسار التسوية الأممي، يشكل أكثر الحالات وضوحا لفشل الأمم المتحدة في الإيفاء بإلتزاماتها ومسؤولياتها عن السلم والأمن الدوليين على أساس عادل، مشيرا في هذا الصدد أنه وبعد مرور ثلاثة عقود على توقيع إتفاق وقف إطلاق النار ونشر بعثة الأمم المتحدة للإستفتاء في الصحراء الغربية، لم يتم بعد تنظيم هذا الإستفتاء لسبب رئيسي يتمثل في غياب إرادة سياسية حقيقية لدى مجلس الأمن الدولي وتعنت دولة الإحتلال المملكة المغربية.
الرئيس إبراهيم غالي وفي خطاب موجه إلى الندوة الدولية الرقمية التي نظمتها مجموعة جنيف لدعم الصحراء الغربية تحت عنوان (الذكرى الـ60 لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 1514 وتطبيقه في الصحراء الغربية) جدد التذكير بأن الشعب الصحراوي قد أثبت خلال ثلاثة عقود الماضية قوة رهانه على السلام كخيار إستراتيجي، كما تقدمت جبهة البوليساريو أيضا خلالها بمقترحات عملية وضمانات جادة لتسديد نصيبنا من فاتورة السلام والأمن والإستقرار والإزدهار لفائدة لمنطقة وشعوبها.
وأشار السيد غالي أن المملكة المغربية القوة العسكرية التي تحتل أجزاء من الإقليم، بدلا من التعاون بإيجابية مع تلك الضمانات التي قدمتها الجبهة، تمادت وبإستهتار بالشرعية الدولية وقرارتها مما أدى بمسار التسوية إلى النفق المظلم الذي فرض علينا إتخاذ قرارانا الحالي القاضي بمراجعة مشاركتنا في العمسلية السياسية بشكلها الحالي حيث تحولت بعثة الأمم المتحدة (المينورسو) تدريجيا إلى أداة لتوطيد الإحتلال المغربي بدلا من تصفيته، عملا بالقرار 690 الذي أنشأت بموجبه على ضوء توقيع إتفاق وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب عام 1991.
وأمام هذا الوضع غير المقبول، أكد رئيس الجمهورية على أن القيادة الوطنية بصدد إتخاذ الخطوات المناسبة لترجمة هذا الموقف على أرض الواقع ، من أجل تصحيح هذا الوضع الشاذ ، بعودة المينورسو الى سكة مأموريتها الاصلية ألا وهي تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي .
وجدد رئيس الجمهورية التذكير على أن الرهان على السلام والتسوية السلمية ثابت، لكن شريطة أن لا يكون ''السلام المزيف'' حيث تتحول المينورسو إلى مظلة يتم تحت غطائها تعذيب المدنيين الصحراويين ونهب مواردنا الطبيعية وإستمرار المعاناة في اللجوء والشتات وحرماننا من حقنا غير القابل للتصرف في تقرير المصير والإستقلال.
كما شدد السيد إبراهيم غالي أيضا على أن جبهة البوليساريو بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي المالك الحصري لحق تحديد الوضع النهائي للإقليم، تستمد مأموريتها من شعبها المكافح فمثلما أفشلت خطة 1975 الرامية للقضاء علينا واستصغارنا فإنها اليوم في وضع تنظيمي ودبلوماسي وتضامن دولي أفضل قادرة على رفع التحدي وفرض إرادة شعبها في الحرية والإنعتاق ولن تسمح أبدا بإستمرار الوضع الحالي أو أي مسار يقوض حق شعبها في تقرير المصير والاستقلال، مجددا التذكير على أن أي تصور لحل خارج إطار حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير، يظل غير قانوني وسيكون مآله الفشل الذريع.
وفي ختام خطابه، أشاد الأمين العام للجبهة ، رئيس الجمهورية بالجهود الجبارة التي تبذلها البلدان الأعضاء في مجموعة جنيف داخل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، التي باتت اليوم تشكل تجمعا دبلوماسيا مرموقا في المرافعة عن قضية الشعب الصحراوي والمبادئ السامية التي نتقاسمها مع مختلف الشعوب التواقة للحرية والإنعتاق.
(واص) 120/090