تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الاحتلال المغربي يواصل عمليات تلغيم الاراضي الصحراوية بشكل رهيب كما ونوعا

نشر في

الجزائر، 29 ماي 2023 (واص) - بينما تتعالى الأصوات الدولية المناهضة للألغام المدمرة للحياة البشرية والبيئة، يتمادى الاحتلال المغربي في جرائمه مستخدما هذه القنابل الموقوتة ضد الشعب الصحراوي و أرضه التي طالها الكثير من التلوث وراح ضحيتها عدد كبير من الصحراويين.
وفي هذا الاطار،  أبرز مسؤول العمليات في المكتب الصحراوي لتنسيق الأعمال المتعلقة بالألغام ،  السيد غيثي النح في حوار مع " واج "  حجم الكارثة التي اقترفتها أيادي المحتل المغربي من خلال زرعها لملايين الألغام المضادة للأفراد بالأراضي الصحراوية المحررة منها والمحتلة،  موضحا أن "المنطقة شهدت تلوثا بيئيا لم يسبق له مثيل مع كل ما يمثله ذلك من أضرار على السكان وعلى الثروة الحيوانية, الى جانب تسببه في منع حرية الحركة التي تكفلها القوانين الدولية والحد من بناء المشاريع والمستشفيات والمدارس واستغلال الاراضي للزراعة ولتنمية الثروة الحيوانية".
وأشار إلى أن الاحتلال المغربي واصل عمليات التلغيم بشكل "رهيب كما ونوعا"، بحيث أنه جعل من الجدار الرملي أطول حقل ألغام في العالم وأكثرها كثافة، كما أنه أضحى الحاجز الوحيد الذي لا يشمل على الالغام فقط بل أيضا على العسكرة والكلاب والسياج والاسلاك الشائكة.
ومع خرقه لاتفاق وقف إطلاق النار في 2020، قام المغرب بزرع ألغام جديدة في الاراضي الصحراوية - يقول غيثي النح - الذي أوضح أن هناك أدلة مادية وخرائط تثبت هذه المعلومات.
وأوضح ذات المتحدث أنه وأمام حجم الكارثة وحجم التلوث وقلة الامكانيات وعدم وجود خبراء مختصين في المجال، فإنه لا توجد خيارات أمام الصحراويين الا القيام بحملات تحسيسية بمخاطر الألغام، مناشدا في هذا الإطار المجتمع الدولي وبالخصوص الدول الافريقية لمد يد العون والمساعدة لنزع هذه الاجسام المميتة التي أكد أنها "لا تشكل خطرا على الصحراويين فحسب، بل تمنع التنمية والتواصل بين سكان المنطقة".
 
ويقول غيثي النح أنه لابد من ان يدفع مشكل الالغام المضادة للأفراد، لإطلاق حملة دولية لتنظيف الاراضي الصحراوية منها، مستطردا أن "هذا لن يعرف النور الا بوقف التعنت المغربي وحمله على الانصياع للقوانين الدولية الانسانية وعبر التعاون مع جبهة البوليساريو والأمم المتحدة والمجتمع الدولي والإتحاد الإفريقي للقيام بحملات التوعية والتحسيس ونزع الالغام".
وبعد أن أدان إصرار المغرب على عدم الامتثال والتوقيع على الاتفاقيات التي تحظر القنابل العنقودية والالغام المضادة للأفراد، طالب المتحدث، المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال من اجل السماح للمنظمات الدولية بنزع الالغام والقيام بحملات تحسيس بخطورتها ومساعدة الضحايا والتكفل بهم طبقا لما تمليه الاتفاقيات والقوانين الدولية.
وعن حجم الخسائر البشرية التي تسببت فيها الألغام، اوضح المسؤول الصحراوي أن الاحتلال المغربي يمنع اي معلومة بهذا الشأن، في محاولة منه للتستر على الضحايا لأنه "في الحقيقة لا يملك ادلة مقنعة لتبرير هذه الحالات، فهو يحتل أرضا ويصر على احتلالها مستخدما الألغام والجدران والاسلاك الشائكة".
وعلى الرغم من حجم العدوان وشراسته - يضيف - فإن جبهة البوليساريو تبقى أول حركة تحرر في العالم والتاريخ تقوم بمنع استعمال الألغام المضادة للأفراد وهي في حالة حرب.
كما أشار إلى قيام جبهة البوليساريو بتفجير 20 ألف و493 لغم مضاد للأفراد، مبرزا تعاونها بشكل كبير وبطريقة شفافة مع كل المنظمات التي تطمح للعمل في مجال الالغام.
وناشد المسؤول الصحراوي، الدول الافريقية مؤازرة شعب بلاده ودعمه في التخلص من هذه القنابل القاتلة. وهنا أشاد ب"ريادة الجزائر في مجال نزع الألغام" وقال انها "من الدول القليلة في العالم التي اخذت على عاتقها نزع الالغام بإمكانياتها الخاصة وهي تقوم بدور ريادي وطلائعي بالاتحاد الافريقي من اجل تحسيس الدول بهذه الآفة ومن اجل العمل سويا لمواجهة ومكافحة الألغام المضادة للأفراد والقنابل العنقودية في كافة ربوع القارة الافريقية". (واص)
090/105/700.