بيروت (لبنان)، 24 ماي 2023 (واص) - شدد أكاديميون وإعلاميون على ضرورة العمل المشترك بين النخب العربية للضغط على الأنظمة الحاكمة والمؤسسات الدولية للعمل على إنهاء الاحتلال المغربي للأراضي الصحراوية ، جاء ذلك خلال ندوة نظمتها اللجنة العربية للتضامن مع الشعب الصحراوي عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد .
وفي هذا السياق حذر رئيس اللجنة العربية للتضامن مع الشعب الصحراوي محمود الصالح من الاستمرار في التعاطي مع القضية الصحراوية على انها قضية ثانوية في أجندة الاهتمام العربي، في وقت كانت ومازالت الجمهورية العربية الصحراوية عضوا مؤسسا في الاتحاد الأفريقي.
المحلل السياسي الجزائري سعدان محفوظ شعيب تطرق في مداخلته إلى القضية الصحراوية وجذورها التاريخية وكذا التناقضات السياسية والتاريخية للنظام المخزني في المغرب الأقصى من خلال اتهام الجزائر دائما بإنشائها ودعمها لجبهة البوليساريو سنة 1975 ، في الوقت الذي يعلم العالم كله أن جبهة البوليساريو كان تأسيسها سنة 1973 لمواجهة وكفاح الصحراويين في مواجهة الاحتلال الإسباني ، وأمام ضربات المقاومين الصحراويين خضع المغرب لوقف إطلاق النار سنة 1991 على طاولة مفاوضات واحدة مع المناضلين الصحراويين .
الدكتور جمال تراكه مدير مخبر بحث الأمن القومي الجزائري "الرهانات والتحديات" قال : تعود هذه الذكرى لتأكد صلابة وقوة الشعب الصحراوي في الاستمرار في الكفاح من أجل طرد المحتل المغربي كما طردوا المستعمر الإسباني وسيندحر الاحتلال المغربي تحت ضربات الجيش الصحراوي بعد العودة إلى الكفاح المسلح .
وأضاف " فبعد بطلان دعوى المغرب بتبعية الصحراء الغربية له راح يناور من خلال عرقلة مخطط الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير مصير، ليتأكد مرة أخرى أن نظام المخزن المغربي التوسعي لا يفهم إلا لغة الحديد والنار وكما انسحب من الاراضي الجزائرية التي احتلها عام ١٩٦٣ تحت نيران بنادق الجيش الشعبي الوطني الجزائري سيفرض الشعب الصحراوي منطقه على هذا الغاصب المحتل.
ويجب علينا كنخبة عربية - يقول المتحدث - من أكاديميين ومناضلين وحقوقيين بالوقوف مع هذه القضية العادلة باعتبارها قضية تصفية استعمار كما تصنفها الأمم المتحدة في كل هيئاتها من مجلس الأمن إلى الجمعية العامة وهي آخر مستعمرة في إفريقيا ،وعدالة القضية الصحراوية لا تقل عن عدالة القضية الفلسطينية فالضمير الحي ومبادئنا الانسانية وحق الجوار ورابطة الدم والتاريخ كلها تفرض علينا دعم الشعب الصحراوي في كفاحه لتقرير مصيره و استقلاله ،وما اللجنة العربية للتضامن مع القضية الصحراوية وهي لجنة غير مسبوقة في العالم العربي إلا خطوة وقفزة في اتجاه ما يجب أن يقدمه العرب لهذه القضية العادلة ونتمنى أن تكون اللجنة القاطرة التي تقود النضال التضامني للأمة العربية مع أشقائهم الصحراويين.
الدكتور رشيد هيدوكي بجامعة 20 أوت بولاية سكيكدة تطرق للقضية في بعدها التاريخي وكذا المراحل التي قطعتها القضية الصحراوية من أيام الاستعمار الإسباني وما بعده والمؤامرة المغربية والالتفاف المغربي على الشرعية الدولية والقوانين الدولية ومماطلة المغرب وسعيه لإتباع سياسة ربح الوقت على حساب شعب مظلوم وبلد محتل، داعيا إلى ضرورة تكاثف الجهود للنخب العربية وكذا الاحزاب والمنظمات والعمل على توضيح وتعريف أكثر بهذه القضية وسط الشعوب العربية وكذا الهياكل الرسمية للجامعة العربية وتحميل النظام المغربي كامل المسؤولية لما حدث ويحدث لهذا الشعب المضطهد والمحتلة أرضه.
سفيان مراكشي مدير مكتب قناة الميادين في الجزائر ركز أيضا على ضرورة تقوية الإعلام لمواجهة حملة التضليل وكذا التغييب للقضية الصحراوية عربيا ودوليا وضرورة استغلال كل الإمكانيات وجل الطاقات لدعم ومساندة هذه القضية وتحقيق الهدف الأساسي وهو تنظيم الاستفتاء ونيل الاستقلال.
الدكتور رشيد علوش من كلية العلوم السياسية في الجزائر ركز على نقطة حالة الانغماس في التطبيع من طرف نظام المخزن و توظيفه لمجموعة من الأدوات بهدف تزييف وعي الشعوب العربية تجاه قضية الصحراء الغربية وبالتالي على النخب العربية التي تتبنى مبادئ تقرير المصير و تصفية الاستعمار، وتوضيح نقاط التقاطع في المعاناة التي يشترك فيها الشعبين الفلسطيني و الصحراوي باعتبار أن الممارسات الاستيطانية المنتهكة لحقوق الشعبين تتشابه.
و بالتالي - يضيف المتحدث - تقع المسؤولية على عاتق النخب العربية لإعادة التعريف بالقضية على المستوى الشعبي نظرا لحالة التغييب التي تتعرض لها قضية شعب عربي يبحث عن تقرير مصيره و إزالة التزييف المخزني على القضية التي عمل على توظيف كل إمكاناته وتحالفه مع الكيان الصهيوني بهدف تصوير قضية الشعب الصحراوي على أنها شأن داخلي مغربي و ليست قضية شعب عربي مستعمر يبحث عن تقرير مصيره و هو الحق غير القابل للتصرف أو التقادم.
الدكتور محمد بوساحية جامعة 8 ماي بولاية قالمة سلط الضوء على الموقف الدولي الصامت والخجول وربط ذلك بالدور البارز للدول الداعمة للاستعمار والمساندة له بحكم أن أغلبها كانت دولا استعمارية خلال القرن الماضي ، وكذا السعي الدائم للنظام الملكي في المغرب لإستعمال أسلوب شراء الذمم والمواقف على حساب الوضع البائس للشعب المغربي اقتصاديا واجتماعيا والادعاء دائما بأن الوضع الداخلي في المغرب متقدم ومستقر في الوقت الذي تنكشف كل مرة ألاعيب ورشاوى النظام المغربي وكل مرة تنفجر قضية في هذه المنظمة أو تلك متعلقة بفساد لوبيات مرتبطة بالنظام المغربي وداعميه الإقليمين والدوليين .
الرئيس السابق للجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي محرز العماري أثنى على هذه المبادرة المتميزة التي تعد من المبادرات المهمة والنشاطات الدائمة للجنة العربية للتضامن مع الشعب الصحراوي ومع شعبها، داعيا إلى ضرورة تكثيف عقد هذه اللقاءات لكي يتكلل ذلك بعقد مؤتمر دولي أو عربي لنصرة ودعم القضية الصحراوية.
الناشط الحقوقي الجزائري سليمان أحمد، دعا إلى ضرورة توفير كل أشكال الدعم والسند للقضية الصحراوية وتقديم طلبات رسمية باسم المنظمات والأحزاب العربية لمختلف هياكل ومؤسسات الجامعة العربية بضرورة فتح نقاش والإصغاء للموقف الصحراوي وتنظيم زيارات رسمية للمسؤولين الصحراويين إلى مختلف العواصم العربية والعالمية لشرح وتوضيح معاناة وآلام الشعب الصحراوي في مواجهة آلة القمع والاحتلال المغربية.
أمين سر اللجنة العربية للتضامن مع الشعب الصحراوي من الأردن هيفاء مساعدة قالت: إن استمرار التعتيم الاعلامي على قضية الشعب الصحراوي، يدفع النظام المغربي الى التمادي في عدوانه واستمرار احتلاله للأراضي الصحراوية، ويطيل أمد هذا الاحتلال، وعلينا كقادة للرأي العام العربي أن نحشد كل الطاقات للضغط على الأنظمة العربية أولا وعلى المنظمات الدولية للتحرك بشكل عاجل لتنفيذ القرار الدولي في الاستفتاء على حق تقرير المصير لأبناء الشعب الصحراوي. (واص)
090/105.