الجزائر، 16 ديسمبر 2021 (واص) - يواصل متحور فيروس كورونا الجديد "أوميكرون" انتشاره في العالم وسط مخاوف من إنعكاساته على نمو الاقتصاد العالمي.
و حذرت منظمة الصحة العالمية من أن "أوميكرون" ربما يكون منتشرا في معظم دول العالم لم تكتشفه بعد, في وقت تم الإعلان أن حالات الإصابة قد تم تشخيصها في 77 دولة.
و تعتبر المنظمة أن هناك احتمالا "مرتفعا" أن "ينتشر أوميكرون عالميا", و إن كانت تجهل حتى الآن العديد من الأمور حوله, مثل شدة العدوى وفعالية اللقاحات الموجودة ضد كوفيد-19 وشدة الأعراض التي يسببها, لكنها اشارت الى أن التغيرات الجينية للفيروس تؤثر على حدته وتجعله أكثر عدوى بكثير من السلالات السابقة.
و أعرب المدير العام للمنظمة, تيدروس أدهانوم غيبريسوس, عن "قلقه من الاستهانة بالمتحور الجديد", قائلا : "بالتأكيد لقد علمتنا التجربة الآن أن الاستهانة بهذا الفيروس يعرضنا للخطر. وحتى إذا ما كان أوميكرون يتسبب في أمراض أقل شدة, فإن الرقم الكبير للحالات قد يضغط مرة أخرى على الأنظمة الصحية غير الجاهزة".
و دفع المتحور الجديد بدول إلى تعليق رحلاتها من وإلى دول جنوب القارة الإفريقية وفرض إجراءات حجر على المواطنين القادمين من تلك الدول, بعد رصد المتحور بجنوب افريقيا للمرة الأولى في نوفمبر الماضي.
و من الدول الأوروبية التي حظرت الرحلات الجوية من جنوب إفريقيا والدول المجاورة لها, بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وسويسرا وروسيا. و أعلنت كندا والولايات المتحدة عدم السماح للمسافرين من تلك الدول بدخول أراضيها.
و في الولايات المتحدة, ذكر مسؤولون أمريكيون بقطاع الصحة إن سلالة "أوميكرون" باتت تشكل الآن 3% من جميع حالات كوفيد-19 المتتالية في البلاد, حيث ارتفعت نسبة العدوى في أوائل ديسمبر الجاري في علامة على الإنتشار السريع لسلالة فيروس كورونا الجديدة, حسب ما ذكرت وكالة بلومبيرغ للأنباء.
كما ذكرت هيئة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أنه تم الكشف عن حالات إصابة بالسلالة في 33 ولاية أمريكية.
من جهته, قال وزير الصحة البريطاني, ساجد جاويد, إن المتحور انتشر بشكل كبير جدا لدرجة أن القواعد لم تعد مؤثرة إلى درجة كبيرة. وتعتبر المملكة المتحدة واحدة من عدة دول شددت إجراءاتها في ظل المخاوف من المتحور الجديد.
و توقعت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني, أن تؤدي الزيادات الأخيرة في التضخم إلى تعقيد أية استجابة سياسية لمواجهة تداعيات "أوميكرون", مما يزيد المخاطر على نمو الاقتصاد العالمي.
و قالت وكالة "فيتش" في تقرير لها, في وقت سابق, إن التداعيات المصاحبة للمتحور سيكون لها تأثير تضخمي إذا أدت عمليات الإغلاق الجديدة أو التباعد الاجتماعي الطوعي إلى تقييد تفاقم نقص سلاسل التوريد العالمية. وتوقعت الوكالة أن" تكون البنوك المركزية حذرة من تأخير تطبيع إعدادات السياسة النقدية استجابة للتداعيات المتوقعة".
و قالت إن حدوث انكماش عالمي كبير مثل ذلك الذي شهده الاقتصاد العالمي في النصف الأول من عام 2020 غير مرجح إلى حد كبير.
و أفاد تقرير "فيتش" بأن العودة إلى مستويات النشاط السابقة للوباء في القطاعات الأكثر تعرضا مثل السياحة والسفر الدولي ستتعطل, وقد يتباطأ تحول الاقتصاد العالمي مرة أخرى إلى الخدمات من استهلاك السلع. وكشف التقرير أن المخاطر الأوسع على النمو ازدادت, حيث من المرجح أن تكون القيود المفروضة على النشاط الاقتصادي أكثر شمولا.
و بناء على المتحور, ستقوم "فيتش" بتحديث توقعاتها الاقتصادية لأكبر 20 اقتصادا في تقريرها الربع سنوي المقبل عن آفاق الاقتصاد العالمي في ديسمبر المقبل.
و كانت الأسواق المالية قد شهدت تراجعا بعد اكتشاف متحور "اوميكرون" في أواخر نوفمبر الماضي.
و بهذا الشأن, ذكرت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين, أن متحور "أوميكرون" قد يشكل خطرا على الاقتصاد العالمي ويتسبب في تباطؤ النمو الاقتصادي ويعرقل سلاسل التوريد, مشيرة الى ان هناك غموضا بشأن تأثير "أوميكرون" على الاقتصاد.
و رجحت يلين أن "اوميكرون" قد يتسبب في نمو التضخم و قد يسهم في تراجع الطلب, ما سيؤدي إلى تباطؤ النمو.
و حسب وكالة "بلومبيرغ" الاقتصادية الأمريكية, فإن هناك عدة سيناريوهات لتأثر الاقتصاد بتداعيات "أوميكرون" ان تسجل موجة عدوى كبيرة في الربع الأول من العام المقبل, و تتسبب بتباطؤ النمو العالمي إلى 2% على أساس ربع سنوي بدلا من 4.2%.
أما النتيجة الحميدة فهي أن الطفرة لا تثبت أنها مهددة لكن ظهورها بمثابة تذكير بأن الوباء سيظل يمثل تهديدا للاقتصاد العالمي ومن المحتمل أن يستمر سنوات قادمة. (واص)
090/105/700.