الشهيد الحافظ، 21 نوفمبر 2021 (واص) - دعت الأمانة الوطنية للجبهة في بيان توج أشغال دورتها العادية الخامسة الشعب الصحراوي الى التجند ومضاعفة المجهودات من اجل إنجاح برامج ومهمات المرحلة الدقيقة التي يجتازها شعبنا لربح الشوط الأخير من حربنا التحريرية واستكمال سيادة الجمهورية الصحراوية على كامل ترابها الوطني.
نص البيان :
الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب
الأمانة الوطنية
بيان
برئاسة الأخ ابراهيم غالي، الأمين العام للجبهة ورئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، اجتمعت الامانة الوطنية للجبهة في دورتها العادية الخامسة، يومي 19 و20 نوفمبر 2021، في ظروف استثنائية يميزها تأجيج الشعب الصحراوي لكفاحه التحريري كرد فعل مشروع للدفاع عن النفس لصد العمل العدواني الذي أقدمت عليه قوات الاحتلال المغربي على التراب الوطني المحرر بتاريخ 13 نوفمبر 2020.
تناولت الأمانة الوطنية بالدراسة والتحليل والإثراء تقرير مكتبها الدائم الذي قدم إحاطة شاملة لمختلف أوجه الفعل الوطني على كافة الأصعدة، حيث سجلت بارتياح التقدم الحاصل في مجمل الميادين الاجتماعية والاقتصادية والإدارية والدبلوماسية ونوهت باستمرار البرامج والخدمات الضرورية رغم ظروف الجائحة وحالة الحرب والشح الموضوعي في الوسائل والإمكانيات.
تلقت الأمانة الوطنية بفخر واعتزاز تقريرا مفصلا عن حصيلة سنة من العمل القتالي المتميز لجيش التحرير الشعبي الصحراوي البطل وما ألحقه من خسائر بشرية ومادية معتبرة بصفوف جيش الاحتلال المغربي ومواظبة أبطالنا على الفعل الوطني اليومي وعلى طول حزام العار وهو ما لم يفلح المحتل في نكرانه أوالتكتم عليه.
وفي هذا الإطار، فإن الأمانة الوطنية لا يسعها إلا أن تشيد أيما إشادة بأبطال جيش التحرير الشعبي الصحراوي وتنحني إجلالا أمام أرواح شهدائنا الأبرار.
إن الأمانة الوطنية لا يمكنها إلا أن تحيي وبحرارة الشعب الصحراوي وتشيد بإصراره وتجاوبه مع كل مراحل الكفاح الوطني وتسابقه للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل تحقيق تطلعاته في الحرية والاستقلال واستكمال سيادة الجمهورية الصحراوية على كامل ترابها الوطني.
وتخص الأمانة الوطنية جماهير شعبنا في الارض المحتلة بالتحية والعرفان وهي تواجه بصدور عارية آلة القمع المغربي المخزني الجهنمية التي تواصل حملتها الشرسة الهادفة إلى إبادة العنصر الصحراوي والقضاء على هويته الوطنية. وفي هذا الإطار، تشيد الأمانة الوطنية بصمود الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية وتطالب بإطلاق سراحهم فورا وبدون شروط كما تطالب بالكشف عن مصير المفقودين. ولا يفوت الأمانة الوطنية أن توجه تحية نضالية إلى المناضلة الجسورة سلطانة سيدابراهيم خيا، وعائلتها الصامدة التي أصبحت رمزا للمقاومة والنضال السلمي البطولي. وتهيب الأمانة الوطنية بكافة جماهيرنا بالحذو حذوها وابتكار أساليب كفاحية جديدة في تحدي الاحتلال ومقاومته.
وتتوجه الأمانة الوطنية بالتقدير والتحية للجاليات الصحراوية في الدول المجاورة وفي الشتات على مرافقة ودعم الكفاح الوطني وتدعوها لمضاعفة نضالاتها وإسهامها كرافد من روافد النضال والمقاومة.
إن الأمانة الوطنية لتشجب بأشد العبارات السلوك المغربي المتهور المعبر عنه على أعلى مستوى والمتمثل في اتباع استراتيجية مبيتة لإقحام قوى أجنبية ليس فقط بهدف استمرار العدوان على الشعب الصحراوي وحقوقه وثرواته وإنما للزج بالمنطقة قاطبة في أتون الحرب واللااستقرار.
إن المواقف المغربية المعبر عنها مؤخرا هي تسفيه لمجهودات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وزرع عراقيل إضافية أمام العملية السلمية، وتقويضها من أساسها. إن آخر ما أضافه الاحتلال المغربي لسجله الإجرامي الحافل هو تسخيره لآلة القتل والدمار لتصفية المدنيين الصحراويين العزل، بل وتوسيع نطاقه ليطال مواطني الدول المجاورة في ممارسة واضحة لإرهاب الدولة.
إن الأمانة الوطنية وهي تستعرض مواقف التأييد المساندة لقضية شعبنا العادلة لتقف وقفة إجلال وإكبار أمام الموقف المبدئي للجزائر الشقيقة، حكومة وشعبا، بقيادة فخامة الرئيس عبد المجيد تبون، وتعرب عن ارتياحها لمستوى متانة علاقات الأخوة والصداقة والجوار بين الشعبين والدولتين الصحراوية والجزائرية.
كما تثمن الأمانة الوطنية العلاقات الأخوية التي تربط الشعبين والدولتين الصحراوية والموريتانية والمبنية على حسن الجوار والأخوة والتعاون والمصير المشترك.
وتسجل الأمانة الوطنية وتقدر عاليا المواقف التاريخية للقارة الافريقية التي احتضنت كفاح الشعب الصحراوي وتبنت قضيته كآخر قضية تصفية استعمار في القارة. وبهذا الخصوص، تشيد الأمانة الوطنية بمواقف الدعم والتضامن المعبر عنها من قبل العديد من الدول الإفريقية على غرار جنوب إفريقيا التي استقبل الشعب الصحراوي وزيرة خارجيتها الأسبوع المنصرم. كما تسجل الأمانة الوطنية التزام الاتحاد الإفريقي ومساهمته الفعلية بالشراكة مع الأمم المتحدة لإيجاد حل عادل ودائم للنزاع بين الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية، وهو ما تجلى في التوصية الأخيرة لمجلس السلم والأمن الإفريقي المصادق عليها في 9 مارس 2021.
وعلى خلفية صدور الحكم التاريخي للمحكمة العامة للاتحاد الأوروبي المؤرخ في 29 سبتمبر 2021، فإن الأمانة الوطنية تسجل بارتياح حكم المحكمة بإلغاء الاتفاقيتين الموقعتين بين الاتحاد الأوروبي ودولة الاحتلال واللتين تشملان تراب الصحراء الغربية. كما أن المحكمة كرست أهلية الجبهة كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي للمرافعة عن حقوقه والدفاع عن مصالحه. وفي هذا الإطار، فإن الأمانة الوطنية تعتبر أن الاستئناف الذي قام به المجلس الأوروبي بمعية إسبانيا وفرنسا مصدر قلق عميق إذ يؤكد تواطؤ بعض الأطراف الأوروبية مع الاحتلال المغربي لمواصلة النهب اللاشرعي لخيرات الشعب الصحراوي ووضع عراقيل إضافية أمام تصفية الاستعمار من الاقليم وإطالة الحرب العدوانية التوسعية.
إن الأمانة الوطنية توجه نداء عاجلا إلى كافة الشركات الأجنبية التي ورطهتا سلطات الاحتلال المغربي للانسحاب الفوري من تراب الصحراء الغربية التي تشهد حربا مستعرة إذ يعتبر وجودها في الاقليم خرقا سافرا لمقتضيات القانون الدولي.
إن الأمانة الوطنية، وإذ تذكر إسبانيا بمسؤولياتها القانونية والأخلاقية التي لا تسقط بالتقادم تجاه تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، فإنها تستغرب بعض سلوكات وتصرفات الحكومة الاسبانية التي تنم عن خضوعها لإملاءات دولة الاحتلال وابتزازها. وفي ذات السياق، فإن الأمانة الوطنية تحيي بحرارة مواقف الشعوب الاسبانية وقواها السياسية والنقابية، وحركة التضامن مع كفاح الشعب الصحراوي وقضيته العادلة.
وإذ تذكر كذلك بالدور السلبي الذي طالما لعبته فرنسا منذ نشوب نزاع الصحراء الغربية، فإن الأمانة الوطنية لن تتوقف عن مطالبتها، اليوم وهي على أعتاب رئاسة الاتحاد الأوروبي بالاضافة إلى عضويتها الدائمة في مجلس الأمن الدولي، بأن تساهم بشكل إيجابي وبناء في استتباب السلم والأمن في المنطقة من خلال تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في الحرية والاستقلال.
وإثر دراستها للتوصية الأخيرة لمجلس الامن الدولي فإن الأمانة الوطنية تدعو بإلحاح إدارة الرئيس جوزيف بايدن إلى الانخراط بشجاعة ووضوح أكثر في العملية السلمية في الصحراء الغربية بما ينسجم مع المواقف التقليدية للولايات المتحدة النابعة من تاريخها المعادي للاستعمار والقائم على قيم الحرية وحقوق الانسان والشعوب وسيادة القانون.
إن الأمانة الوطنية تؤكد من جديد أن جبهة البوليساريو والمملكة المغربية، طرفا النزاع في الصحراء الغربية، والأمم المتحدة وشركاؤها الاتحاد الإفريقي، مرتبطون جميعا باتفاق وحيد حظي بمصادقة مجلس الأمن الدولي بالاجماع، وهو خطة التسوية الأممية الإفريقية لسنة 1991 وبالتالي فإن جبهة البوليساريو لا يمكنها أن تتعاون مع أي مسعى خارج هذا الإطار الشرعي المتفق عليه.
وفي هذا الإطار، فإن أي مجهود أو مبادرة لا تهدف إلى استكمال تطبيق خطة التسوية، من خلال التنفيذ الكامل لمأمورية المينورصو، سيكون خروجا عن هذا الاتفاق، وبالتالي، فهو بمثابة تنكر لحق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في الاستقلال وتقرير المصير المكرس في ميثاق الأمم المتحدة وكافة قراراتها ذات الصلة.
إن الأمانة الوطنية، وعلى ضوء التطورات المتسارعة في الكفاح التحريري تهيب بكافة جماهير الشعب الصحراوي أينما تواجدت للتجند الدائم ومضاعفة المجهودات من اجل إنجاح برامج ومهمات المرحلة الدقيقة التي يجتازها شعبنا لربح الشوط الأخير من حربنا التحريرية واستكمال سيادة الجمهورية الصحراوية على كامل ترابها الوطني.
كفاج، صمود وتضحية لاستكمال سيادة الدولة الصحراوية . (واص)
090/105/500