باريس 05 يوليو 2021 (واص) - أكد عضو الأمانة الوطنية وزير الشؤون الخارجية السيد محمد سالم السالك، أن إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بخصوص الاعتراف للمغرب بسيادته المزعومة على الصحراء الغربية مقابل التطبيع مع الكيان الصهيوني، يتعارض كليا مع موقف المجتمع الدولي، مشيرا إلى وجود بعض المؤشرات التي تدل على تراجع إدارة الرئيس الحالي جو بايدن عن قرار سلفها.
وأبرز الوزير في حوار مع إذاعة فرنسا الدولية، أن "قرار ترامب الانفرادي يتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي، الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الإفريقي، محكمة العدل الدولية ومحكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي" مشيرا إلى أن "كل هذه المؤسسات لا تعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية".
وأضاف "لا أعتقد أبدا أن إعلان ترامب يستطيع أن يغير الحدود أو يقضي على وجود شعب بأكمله، ويصادر حقوقه في وضح النهار، فهذا يساوي العودة إلى قانون الغاب" وأشار إلى أن "ترامب لم ينتهك فقط القانون الدولي وكافة قرارات الأمم المتحدة بقراره هذا، بل انتهك المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة، ولا أعتقد أن لهذه الأخيرة مصلحة في رؤية أي دولة تغير حدود الدول المجاورة والإستيلاء على الأراضي باستعمال القوة".
وأكد السيد محمد سالم السالك، أن "المغرب يريد إجبار الاتحاد الأوروبي وإسبانيا على اتباع نهج الرئيس السابق دونالد ترامب، حيث اتخذ مسألة استقبال الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي للعلاج في إسبانيا "ذريعة" لابتزاز الدول المجاورة وخاصة إسبانيا، بهدف الحصول على اعترافها بسيادته المزعومة على الصحراء الغربية، كما استخدم الهجرة غير الشرعية والمخدرات "كورقة ضغط" لنفس الغاية؛ حيث أن 80 بالمائة من القنب الهندي في أوروبا تأتي من المغرب.
وأشار رئيس الدبلوماسية الصحراوية إلى وجود مؤشرات على تغيير محتمل في الموقف من جانب الإدارة الأمريكية الحالية بشأن قرار ترامب "إدارة الرئيس جو بايدن لم تصادق على قرار ترامب" مستشهدا بالإعلان الأخير لوزارة الخارجية الأمريكية الذي تحدث عن وجود اختلاف جوهري بين الإدارة الحالية وإدارة ترامب السابقة.
وبخصوص فتح بعض الدول قنصليات في الصحراء الغربية، أبرز وزير الشؤون الخارجية "تفتح جزر القمر أو أي بلد آخر قنصلياتها في الصحراء الغربية، لن يغير من الأمر شيء، هذا قرار سياسي وعلى الدول الإفريقية احترام الميثاق التأسيسي للاتحاد الإفريقي" مضيفا "نعرف جيدا ماذا يفعل المغرب لإقناع بعض الدول بفتح قنصلياتها في الصحراء الغربية".
وحول الوضع الميداني، قال السيد محمد سالم السالك أن "الخطوط تحركت وأن الكفاح المسلح مستمر ويحصد الأرواح يوميا" مضيفا "ليست هناك معركة كبيرة بعد لكنها ستأتي".
وبعد أن تطرق إلى اتفاق السلام الموقع بين طرفي النزاع (المغرب والبوليساريو) عام 1991 تحت رعاية الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية(الاتحاد الإفريقي حاليا) أكد الدبلوماسي الصحراوي أنه "على فرنسا والاتحاد الأوروبي لعب دور إيجابي، لأن ضمان السلام والأمن في شمال وغرب إفريقيا مرتبطين بالأمن في الصحراء الغربية" ، ودعا المغرب إلى ضرورة احترام حدود جيرانه، مشيرا إلى أن إطالة أمد هذا النزاع من شأنه أن يخلق مشاكل وصعوبات للاتحاد الأوروبي.
( واص ) 090/700/100