الجزائر، 18 فبراير 2021 (واص) - قال السفير الصحراوي بالجزائر ، عضو الأمانة الوطنية السيد عبد القادر الطالب عمر أن النظام المغربي يمارس تصعيدا وانتهاكا لحقوق الإنسان ، بصورة غير مسبوقة، على المدنيين الصحراويين العزل في المناطق المحتلة ، إلى جانب تحويل منازل المناضلين والنشطاء إلى سجون وعسكرة الشوارع.
وأوضح عبد القادر الطالب عمراليوم الخميس في تصريح لـ(وأج) أن النظام المغربي ومنذ خرقه لاتفاق وقف اطلاق النار في 13 نوفمبر 2020، باعتدائه على الصحراويين العزل في ثغرة الكركرات غير الشرعية، يمارس تصعيدا غير مسبوق على المدنيين والمناضلين والنشطاء في المناطق المحتلة، مردفا "وإلى جانب التعتيم الإعلامي الذي يمارسه واستماتته في تكميم أفواههم يقوم بالاعتداء عليهم، ومحاصرة منازلهم وتحويلها إلى سجون وعسكرة الشوارع وغلق الأحياء، ومنع التواصل والزيارات ما بين الناس".
وتوقف المسؤول الصحراوي عند الاعتداء الأخير الذي تعرضت إليه المناضلة الصحراوية سلطانة سيدابراهيم خيا، التي "رغم ما تعرضت له من تنكيل وحصار متواصل لمنزل عائلتها واعتداء لم يثن إرادتها، واستطاعت أن تنقل صورة المعاناة الحقيقية للصحراويين في المناطق المحتلة,، إلى الرأي الدولي، " مردفا "نحيي هذا النموذج من النضال فهي نقلت الصورة التي تغضب النظام المغربي، والمتمثلة في تصميم الصحراويين وقوة إرادتهم وصمودهم".
وشدد السيد عبد القادر الطالب عمر على أن "ما يغيض النظام المغربي هو فشله أمام ضربات قوات جيش التحرير الشعبي الصحراوي، الذي ضرب في عمق التراب المغربي"، الأمر الذي دفعه إلى "تحويل ذلك إلى اعتداءات ضد المدنيين الصحراويين العزل".
وأشار السفير إلى وسائط التواصل الحديثة التي مكنت من إخراج صور عن الاعتداءات والانتهاكات التي يمارسها النظام المغربي في المناطق المحتلة، رغم التعتيم الذي يحرص على إبقائه، مستطردا "لكن هذا يبقى غير كاف".
كما أبرز الدبلوماسي الصحراوي أنه وإلى جانب ما تعرضت إليه سلطانة سيدابراهيم خيا, "هناك العديد من المناضلين الصحراويين الذين تعرضوا للاعتداءات والتعذيب والتنكيل، وهناك أيضا من تم اختطافهم ولم تعثر عليهم عائلاتهم إلا بعد أسابيع، جثثا في مستشفيات في المدن المحتلة,، إلى جانب خطف الأطفال القصر".
وطالب عبد القادر الطالب عمر المنظمات الدولية بزيارة الأراضي الصحراوية الموجودة تحت الاحتلال المغربي، "المفوضية السامية لحقوق الإنسان قررت مرات عديدة أن ترسل بعثات لزيارة المناطق المحتلة، والعديد من المنظمات الأخرى المهتمة بنصرة حقوق الانسان، والآن الأمر أضحى ضروريا لتقف على هذه الحقائق التي يتنكر لها النظام المغربي".
وحمل السفير الصحراوي بالجزائر ما يحدث من تجاوزات في المناطق المحتلة، الأمم المتحدة ومجلس الأمن والبعثة الأممية للاستفتاء في الصحراء الغربية "المينورسو"، موضحا أن هؤلاء "يتحملون كافة المسؤوليات، فهم باقون في غفلة عما يحدث، وينظرون في اتجاه آخر، في تقاعس وصمت وغض طرف مفضوح".
وأضاف المتحدث "الرسالة التي بعث بها رئيس الجمهورية ، الأمين العام للجبهة السيد ابراهيم غالي، حمل فيها المسؤولية عما يمكن أن ينجم عن هذا الوضع، للأمم المتحدة ومجلس الأمن والمينورسو، وكذا عن التصعيد والظلم والتنكيل الممارس في حق الصحراويين في الأراضي الصحراوية المحتلة"، مواصلا "وعليهم أن يتحملوا أيضا حق الصحراويين باستعمال كل أساليب الدفاع عن النفس، لحماية أنفسهم والمواطنين".
ودعا السفير الصحراوي الرأي العام الدولي إلى تناول حقائق ما يحدث في الأراضي الصحراوية المحتلة، وأن "يظهر هذا التواطؤ المكشوف والمفضوح للأمانة العامة للأمم المتحدة مع الاحتلال المغربي، بسكوتها وعدم قيامها بدورها على اعتبار أن قضية الصحراء الغربية إقليم يقع تحت مسؤولية الأمم المتحدة".
وأعرب الدبلوماسي الصحراوي عن أمله في أن "يفعل الإتحاد الأفريقي قراراته المنبثقة عن القمة الاستثنائية لـ "اسكات البنادق"، على أن تقوم الدولتين العضوتين في الإتحاد الأفريقي، الجمهورية الصحراوية والمغرب، بمفاوضات من أجل ايجاد سبيل لاتفاق وقف اطلاق نار جديد، على أسس جديدة لتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير مصيره، مواصلا "وذلك لإعطاء مصداقية وفاعلية واحترام للهيئة الإفريقية، ومنع خلق سوابق من قبل بلد مارق وخارج عن القانون يخل أمام الملأ بكل القوانين ويبقى دون حساب".
وأكد السفير الصحراوي على ثقة الصحراويين في الإتحاد الأفريقي، "انطلاقا من موقفه وقراراته"، ولكن يضيف "هياكله التنفيذية مطالبة بتفعيل القرارات لفرض الإنضباط على جميع الأعضاء". (واص)
090/105/700.