الشهيد الحافط، 4 ديسمبر 2020، واص. كشف السيد البشير مصطفى السيد عضو الامانة الوطنية لجبهة البوليساريو، الوزير المستشار لدى رئاسة الجمهورية المكلف بالشؤون السياسية، ان نهاية الاحتلال حين تتقاطع حرب التحرير و الانتفاضة الشعبية، منبها الى ان المصالحة مع الوطن و محو جميع اخطاء الماضي مرهونة بتلبية نداء 13 نوفمبر، و قال ان الجزائر تسجل اروع المواقف بعد موقف الرئيس بومدين، و اسبانيا تقول الشيِء و نقيضه، و تحدث عن الاتحاد الافريقي و ساحتي الاعلام و الخارجية و ادارة الحرب.
و اكد الوزير الصحراوي في الجزء الثاني من مقابلته مع وكالة الانباء الصحراوية، ان ساحة الارض الارض المحتلة هي واجهة اخرى لمقارعة الاحتلال في خضم حرب التحرير الوطني و ان انتفاضة الاستقلال مشروع وطني تقوده الجماهير من اجل استقلال الوطن و تحرير الارض، و من المؤكد انها ستشهد تطويرا في الاساليب بالموازاة مع حرب التحرير الوطني التي يشنها جيشنا الباسل.
و اضاف ان الاحتلال المغربي لارضنا راحل لا محال، و ان تقاطع و تزامن حرب التحرير الوطني و الانتفاضة الشعبية بالارض المحتلة و الهبة التضامنية الصحراوية ستُعجل بنهاية، لافتا الى ان الشعب الصحراوي لم يخشى الموت و لا يخشى سياط التعذيب طيلة مساره الكفاحي.
و استدل بالتجربة الصحراوية المظفرة، حين انتفضت الجماهير الصحراوية بالزملة ثم اندلاع الكفاح المسلح و استمرار المناهضة الشعبية ضد الاستعمار الاسباني مما عجل برحيله رغم عدم التكافؤ في الموازين.
و في رده على موضوع حماية الانتفاضة و الحفاظ على استمراريتها، قال البشير مصطفى السيد، ان حماية الانتفاضة ستكون باتساع مجالها و مساحتها و تطوير اساليبها و تشتيت نيران العدو تركيزه، بالاضافة الى الرفع من معنوياتها و هذه مهمة سينفذها مقاتلو جيش التحرير الشعبي الصحراوي من خلال دك معاقل العدو و تحطيم احزمته باستمرار، و ستعمل دبلوماسيتنا على حشد الحماية القانونية و السياسية لانتفاضة الاستقلال.
13 نوفمبر... نداء المصالحة و التسامح، و التحرير.
و اشار الى ان تاريخ الثالث عشر نوفمبر 2020، بمثابة النداء الوطني الجامع لكل الصحراويين من اجل التلاحم و التكاتف ضد العدو المغربي و الانخراط في مسيرة التحرير الوطني، مضيفا ان تلبية هذا النداء هي فرصة ايضا لجميع الصحراويين الذي غرر بهم العدو او انخرطوا في توجهاته المعادية لوطنهم، عن وعي او بدافع الخوف، بأن يلتحموا بشعبهم و ان الوطن يسامح الجميع و هذه لحظة لمحو الذنوب و تصحيح الخطأ و التراص مع الشعب الصحراوي في هبة النصر و الاستشهاد.
الجزائر .... مواقف بومدين تعود مع عودة حرب التحرير.
و في تعليقه على ردود الفعل الاقليمية و الدولية لما بعد 13 نوفمبر، قال المسؤول الصحراوي، ان الجزائر الشقيقة سجلت ارفع و اروع موقف منذ موقف الرئيس الراحل هواري بومدين و ان هذا الموقف غير المسبوق جاء من الحكومة و الشعب و الجيش و المجتمع المدني و القوى السياسية و نجحت وسائل الاعلام في تدويله.
موضحا ان الجزائر التي عُرفت بالمجاهرة بمواقفها تجاه شعوب الارض، جددت مناصرتها و تضامنها مع الشعب الصعب الصحراوي و دعم كفاحه العادل من اجل استكمال تصفية الاستعمار من ارضه، لكن القيادة الجزائرية عززت هذا الموقف باعتبار القضية الصحراوية قضية امن و سيادة و هذه رسالة واضحة لكل من يفكر او يخطط للعب بالنار في المنطقة، بان الجزائر مستعدة لحماية حدودها الجغرافية و الامنية و انها قادرة على حماية موقفها و تجسيده.
الاتحاد الافريقي ... مواقف جيدة بحاجة الى تأثيرنا و فعلنا.
و بخصوص موقف الاتحاد الافريقي لما بعد 13 نوفمبر، قال البشير مصطفى السيد، بان المنظمة القارية التي نحظى بعضويتها سجلت مواقف جيدة و حرصت على اسماع صوت الشعب الصحراوي حتى قبل الثالث عشر نوفمبر باعتباره صاحب اخر قضية لتصفية الاستعمار في افريقيا، لكن المجتمع الدولي لم يعر الاهمية اللازمة لذلك و عليه تحمل المسؤولية.
و قال انه على الرغم توفرنا على تأييد قوى مؤثرة قاريا الا اننا مطالبين بمزيد من الفعل و التاثير داخل الاتحاد الافريقي لمواجهة محاولات التشويش التي يقوم بها المغرب ضد الموقف الافريقي باستعمال الرشاوى و شراء الذمم و توظيف ما يسميه المغرب "قنصليات اجنبية" في خضم دعايته التوسعية و فرض سياسة الامر الواقع، لافتا الى ان فرنسا تمتلك نفوذا معتبرا في افريقيا و تسخره خدمة للمغرب و سياسته التوسعية، لكن تنشيط دبلوماسيتنا و سفاراتنا و وسائطنا في افريقيا كفيل بجلب مواقف متقدمة لصالحنا، يضيف.
اسبانيا ... الشئ و نقيضه.
و فيما يتعلق بردود الفعل على الساحة الاسبانية، شدد الوزير الصحراوي ان اسبانيا تشهد مواقف و ردود افعال متباينة، و ان اسبانيا الرسمية تقول الشئ و نقيضه، منوها بموقف الاجماع الداعم للشعب الصحراوي و كفاحه العادل من قبل المجتمع المدني الاسباني و الحكومات الجهوية و الراي العام، فيما ينقسم التحالف الحاكم بين جزء مؤيد و اخر بقيادة الحزب الاشتراكي الاسباني، خانع للابتزاز المغربي و متامر على الشعب الصحراوي، و اضاف ان المغرب يبتز جميع الدول الاوروبية بالهجرة و المخدرات و الارهاب.
و في رده على سؤال بخصوص دور الجالية الصحراوية في الهبة لوطنية الاخيرة، اشاد بدورها و حس مكوناتها بتحمل المسؤولية الوطنية و قال ان التعبير الدائم لاعضاء الجالية الصحراوية بالخارج عن الاستعداد للتضحية يعكس قوة توثيق ارتباطها بشعبها و بالجبهة الشعبية و مدى افتخارها بجيش التحرير الشعبي الصحراوي.
ادارة الحرب ... ثراء التجربة و صيغ القيادة.
و في تعليقه على اساليب ادارة الحرب، شدد على ان التجربة الصحراوية في ادارة الحرب ل 16 سنة، ثم تسيير مرحلة اللاحرب و اللاسلم لما يقارب 30 سنة، يؤكد توفر الجبهة على تجربة ثرية في ادارة و تسيير المرحلة باساليب و صيغ مكتسبة من اختبار الحرب و السلام معا، و اكد انه حان الوقت لاستنطاق تجربتنا لما قبل 1991، و العودة الى اسليب قيادة الحرب.
الاعلام و الدبلوماسية ... الاعلام لم يعد سلطة رابعة، و الدبلوماسية الوجه لاخر لعملة الحرب.
و قال البشير مصطفى السيد، ان مرحلة حرب التحرير الان اصبحت تتطلب مواءمة لواقعها على ساحتين مهمتين في مقارعة العدو و دعايته، و يتعلق الامر بميداني الاعلام و الدبلوماسية كواجهتين للمعركة مع العدو، مشددا على انه بات من الضروري العمل على تعبئة الواجهتين بالموارد البشرية و المادية اللازمة و الاستفادة من الهبة الشعبية التي تواكب حرب التحرير و وضع الكفاءة المناسبة للاحتياج الانسب.
و اشار الى انه في حرب التحرير الراهنة، هناك تغير في الاولويات حسب ما تقتضيه المرحلة، اذ لم يصبح الاعلام سلطة رابعة و يشكل مع الدبلوماسية الوجه الاخر للعملة الواحدة في تسويق مشروعية الكفاح و اسبابه و اهدافه.
090/201، واص.