هافانا (كوبا) ، 26 نوفمبر 2020 (واص) - ألقى رئيس الجمهورية ، الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد ابراهيم غالي أول أمس خلال مشاركته في الملتقى الشباني الدولي عبر تقنية التواصل المرئي عن بعد .
فيما يلي النص الكامل للكلمة :
كلمة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، خلال الملتقى الشباني الدولي: " أفكار رائدة "، المنعقد عبر نقنية التواصل المرئي عن بعد .
كوبا، 24 نوفمبر 2020
باسم شعب وحكومة الجمهورية الصحراوية، وقيادة ومناضلات ومناضلي جبهة البوليساريو، أود بداية ان أعبر عن تحياتي الحارة وتقديري لمبادرة الملتقى الشباني الدولي، المخصص في هذه الطبعة لإفريقيا والشرق الأوسط.
ولكني أود، بشكل خاص، أن أهنئ على التوفيق في تزامن هذا الحدث مع الذكرى الرابعة لرحيل الزعيم فيديل كاسترو. ذلك أنه لا يمكننا الحديث عن قضايا جوهرية بالنسبة للعالم، من قبيل السلام وتقرير المصير وسيادة الأمم وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية وغيرها، دون أن نتذكر، وبكل تقدير وعرفان، الدور المحوري الذي لعبته، بقيادته، الثورة الكوبية والشعب الكوبي البطل في هذا المجال.
ولم يكن عبثاً قول فيديل كاسترو : " إن هذه الثورة ستكون لها آثار خالدة في تاريخ العالم". وإن قارتي، إفريقيا، شاهد مباشر على ذلك الأثر العميق الزاخر بالمعاني. وقد قال فيديل محقاً كذلك بأن " المساهمة في انتصار شعوب إفريقيا سيكون دائماً مصدر اعتزاز". ففي هذه القارة، أظهرت كوبا قناعتها وإصرارها وشجاعتها في الدفاع عن قيم العدل والشرعية والمساواة و، قبل كل شيء، تحرر الشعوب وحقها في تقرير المصير والاستقلال.
لقد ظلت كوبا دائما الطليعة في توفير المساعدة والإعانة لإفريقيا في حربها ضد الأوبئة والأمراض المختلفة، وفي قطاعات أساسية، مثل الصحة والتعليم. هناك مثال باهر، من بين أمثلة أخرى، هو ذلك المجهود الشجاع الذي قام به الأطباء الكوبيون في محاربة داء إيبولا. نحن على ثقة مطلقة اليوم بأن كوبا، بشعبها وشبابها وأطبائها، سوف تقدم مساهمة متميزة أخرى لصالح البشرية جمعاء في تصديها لوباء كوفيد 19.
الأخوات والإخوة:
لقد وعدت الأمم المتحدة الشعب الصحراوي بتنظيم استفتاء يضمن له التعبير والاختيار الحر، الديمقراطي والشفاف. هذا الخيار متضمن في خطة التسوية لسنة 1991، برعاية الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية، أي الاتحاد الإفريقي اليوم. إنها الخطة الوحيدة التي حظيت باتفاق وتوقيع الطرفين، جبهة البوليساريو والمملكة المغربية، ومصادقة مجلس الأمن الدولي.
بعد مرور حوالي ثلاثين عاماً، لم يتوقف الأمر عند عدم تنفيذ الأمم المتحدة لتعهدها، حيث كان الاستفتاء مقرراً خلال سنة، بل إنه تم تسجيل محاولات مفضوحة للتخلي عن الإطار القانوني للنزاع المغربي الصحراوي، ومساعي للبحث عن مخارج غامضة. إن ذلك التوجه، المدعوم خاصة من طرف فرنسا، يروم مصادرة حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال.
هذا الثالث عشر من نوفمبر، أقدمت المملكة المغربية على قرار خطير في سياق من التعنت الواضح، من خلال انتهاك الشرعية الدولية، بشكل عام، واتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته مع جبهة البوليساريو، برعاية الأمم المتحدة، بشكل خاص. إن ذلك التصرف اللامسؤول لم يترك أمام الشعب الصحراوي من خيار سوى العودة إلى الكفاح المسلح ضد قوات الاحتلال المغربي اللاشرعي.
هذا التصعيد العسكري المغربي كان مرفوقاً بحملة قمع وحصار ضد الأراضي الصحراوية المحتلة، حيث ارتكبت القوات المغربية انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في حق المدنيين الصحراويين العزل.
هكذا قررت المملكة المغربية الاعتداء مررة أخرى عل الأمن والاستقرار في هذه المنطقة من القارة الإفريقية. إن الصحراويين، وخاصة الشباب، مصرون على الشروع في مرحلة جديدة من مقاومتهم المقدسة ولكن، وكما برهنوا على ذلك في الماضي، سيتكون في إطار كفاح نبيل، نظيف ومشروع. وفي الوقت نفسه، سنحتفظ بإرادتنا الصادقة في التوصل إلى حل نهائي ودائم، والذي لا يمكن أن يتوج إلا بإحقاق الحق واحترام الشرعية الدولية، بما يضمن للشعب الصحراوي حقه، غير القابل للتصرف، في الحرية والاستقلال. ذلكم هو ضمان السلام الدائم والاستقرار والازدهار لشعوب المنطقة.
لا نزال إذن ننتظر استكمال تصفية الاستعمار من آخر حالاته في القارة الإفريقية، ولكننا نعول دائماً على ذلك الدعم الراسخ وذلك التضامن السخي من أصدقاء وحلفاء الحرية عبر العالم، والذين يجدون خير تمثيل لهم في هذا المنتدى الشباني، بما يحمله من أفكار رائدة، وحيث أعضاؤه، على غرار الزعيم فيديل كاسترو، هم جنود للأفكار.
شكراً جزيلاً. (واص)
090/105/500.