الشهيد الحافظ ، 30 نوفمبر 2019 (واص) - أوردت جريدة الصحراء الحرة مقالا تحت عنوان " جريدة القدس العربي والهذيان " للكاتب والصحفي الصحراوي لحسن بولسان ، توضح فيه الانحياز المفضوح لجريدة القدس العربي للحكومة المغربية ونقلها وتزييفها للحقائق ، مشيرا المقال إلى أن الجريدة المذكورة رمت بنفسها في مستنقع التواطؤ مع الاحتلال المغربي .
نص المقال :
جريدة القدس العربي والهذيان
مجانبة واضحة للحقائق وتصوير مغلوط لتطورا نزاع الصحراء الغربية ،تتمادى جريدة القدس العربي التي تروج لنفسها بأنها تتمتع بسقف مرتفع من الحرية ، في التطاول على كفاح الشعب الصحراوي . وما هو مدعاة للسخرية إلى حد الهزالة أن تلبس الجريدة رداءا إعلاميا لمتابعتها للقضية الصحراوية وهو في الواقع ضحالة وقصر نظر وخاصة لما تعتمد الجريدة في تغطيتها لواقع مخيمات اللاجئين الصحراويين على مصادر مغربية ، دون أن تصل إلى التحقق الفعلي على مستوى الواقع ، متجاهلة الرأي الصحراوي . رغم أننا لا نجهل أن جريدة القدس العربي ، لا يمكن لها أن تخرج عن سياق " الإعلام الممول "المرادف للرؤية السياسية للقضية الصحراوية ، إلا أننا نوجه رسالتنا هذه للسيد مدير التحرير، متسائلين ماذا يبقى من الثقافة و الإعلامي الصادق إذا لم يقف مع المستضعفين ، أملين أن يتخلص من وخز الضمير، وهو لا يجهل أن الضمير المهني يفرض الالتزام بمواصفات أخلاقية أهمها الصدق ، وتجنب الخداع والكذب والتسويف ؟
إلى السيد حسام الدين محمد مدير تحرير جريدة القدس العربي،
واضح وجلي أن جريدة القدس العربي لم تنجح وللأسف الشديد في الإضاءة على تطورات نزاع الصحراء الغربية من الزاوية الصحيحة،معتمدة على الادعاءات الكاذبة والمعلومات المزيفة والملفقة التي لا تليق بجريدة لطالما قالت بمبادئ المهنية، ورفعت شعار أسمى أخلاقيات مهنة الصحافة . من يتابع معالجة أو تغطية جريدة القدس العربي اليوم لتطورات النزاع الصحراوي المغربي، يلاحظ غياب النزاهة والإنصاف في المعالجة، اعتمادا على التحايل، بعيدا عن توخي الحقيقة، أو ببساطة جارحة، بالتزوير والتضليل، متناسية أن صفة الاحترافية التي تلتصق بها أي وسيطة إعلامية ، لا تكتمل بدون الاستقامة في المعالجة والمصداقية في المعلومات المقدمة .
ما نشرت جريدة القدس العربي في عددها الصادر يوم الثامن والعشرين من شهر نوفمبر من أخبار مزيفة عن مخيمات اللاجئين الصحراويين ،معتمدة على مصادر مغربية، بعيدة عن الحقيقة و متناقضة حتى مع شعار الجريدة التي تؤكد في كل مرة "حق أي كان في الرد على ما تورده في تقاريرها، والتزامها بتتبع الحقيقة من مصادرها، بما يخدم إيصالها للقراء بعيداً عن التوجهات السياسية المختلفة، وبما تمليه قواعد المهنية والموضوعية". كنا نتمنى أن تنتقل جريدة القدس للمناطق المحتلة لتقف على ما يتعرض له الرجال والنساء والأطفال من قمع واضطهاد، كما هو مرحب بها بمخيمات اللاجئين الصحراويين والتحرك بكل حرية للإطلاع على حقيقة الأوضاع ونقلها للرأي العام العربي والدولي ، ونجد في فرصة انعقاد المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليساريو ببلدة التفاريتي المحررة ، مناسبة لنوجه لكم دعوة رسمية لحضور مداولاته والوقوف عن قرب على حقيقة الأراضي المحررة والمناطق العازلة
السيد حسام الدين محمد،
نتمنى أن لا يُفهم عدم مراسلتكم سابقا ضعف أو افتقار للحجج القوية الكثيرة و الدامغة المفندة لأي افتراء أو ادعاء ، وليس من موقع الجهل بالإجابات الشافية والحقوق التي نمتلك للرد على أية مواقف مرتبطة بتشويه قضية شعبنا ،كما حصل في موضوع نشر صورة الرئيس الصحراوي وربطها بملف تطبيع بعض الحكام العرب مع إسرائيل ،ولا نظن أنكم تجهلون ، أن للصورة أهمية تفوق أحيانا أهمية النص ،وقد ثمن وقتها للجريدة ، قرار الاعتذار والتصحيح .
سيدي المحترم ،
إذا كان احترام حرية التعبير كقيمة إنسانية أساسية تنسحب على الجميع، بمعنى حق كتابة المقال يستتبعه حق الرد ، فمن المؤسف أن تمنع جريدة القدس العربي ، القارئ من معرفة وجهة نظر الإنسان الصحراوي ، وأن لا تمنحه حيزا من حرية مأمولة من كل وسيطة تتدعى أنها محترفة ومهنية ،ويقينا تدركون، أن الصحيفة ليست في حجم ورقها وعدد صفحاتها، بل بمصداقية أخبارها، وموضوعية مقالاتها، ومساحة حريتها. (واص)
090/105.