الشهيد الحافظ 04 يونيو 2019 (واص) - أكدت خطبة العيد أن نعمة الأمن لا يعدلها شيء ولا يذوق حلاوتها إلا من ذاق مرارة الخوف ، "فالفتن لها أثر كبير في حياة الأفراد والمجتمعات، فهي سبب في إراقة الدماء، وانشقاق صفوف الناس، والعقوبة في الدنيا والآخرة ، ومن هذه الفتن وأَشدِّها خطراً دفعُ الناس نحو الصراعات وبثُّ الشكوك في ما بينهم ابتغاء الاضطراب وفساد ذات البين، وذهابُ الأمن وتعطيلُ مصالح الناس قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ).
ودعا الخطباء إلى وجوب ترك أسباب الفتن بكل أنواعها ، ومن أخطرها النميمة التي هي داءٌ وَبيل وشرٌّ خطير يُولِّد أعظمَ الشرور، ويُنتِج أشد المفاسد، يفكك الأسر ويهدم البيوت ويوقِد الفتن ويُثِير النعَرات وتفسد بسببه العلاقات وتسوء الظنون ، وهو مرضٌ خطيرٌ من أمراض القلوب وآفات اللسان وأدواء المجتمعات، وعصرُنا في إعلامه واتصالاته ومواصلاته ساعَدَ على انتشاره وزاد في آثاره.
وأكد الخطباء أن استخدام هذه التقنيات في بث الإشاعات بين الأفراد والأسر والمجتمعات من الأخلاق الذميمة، التي توقع الإنسان في النميمة، وتفسد بين الأحبة، وتقطع أواصر المودة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ألا أخبركم بشراركم؟ المشاءون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون للبراء العنت) وهم الذين يطلبون للبريء السالم المشقة والفساد ، يريدون أن يلطخوا المطهرين السالمين بما عافاهم الله منه من الآثام والعيوب.
وأشارت خطبة العيد إلى أنه "للتعامل مع هذه التقنيات آداب وأخلاقيات أهمها: أن ينوي المسلم الاستعانة بها على الطاعات، وقضاء الحاجات مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنما الأعمال بالنيات» ولقوله عز وجلَ "وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً".
( واص ) 090/100