الجزائر 25 ماي 2019 (واص) - أكد السفير الصحراوي بالجزائر، عضو الامانة الوطنية السيد عبد القادر طالب عمر، أن تمسك الاتحاد الافريقي وتشبثه بمقتضيات قانونه التأسيسي، وفي مقدمتها احترام الحدود الموروثة غداة الاستقلال والحق في تقرير المصير، ضمان للسلم والاستقرار في القارة، مستهجنا معارضة المحتل المغربي لمشاركة الاتحاد الافريقي في مسلسل السلام بالصحراء الغربية و ترويجه لدعاية أنه يحظى بدعم افريقيا له.
ولدى مشاركته في الندوة التي نظمها البرلمان الافريقي للمجتمع المدني اليوم السبت بالجزائر العاصمة احياء ليوم افريقيا تحت عنوان "الصحراء الغربية آخر مستعمرة في افريقيا"، ندد السفير الصحراوي باستمرار المغرب في رفض مشاركة الاتحاد الافريقي في مسلسل السلام في الصحراء الغربية، وهو ما يتعارض، كما قال، مع دعايته الاعلامية بأنه كسب افريقيا الى جانبه وهو يكشف أنه نظام قائم على الدعاية". و بالمقابل، حيا السفير الصحراوي، خلال هذا اللقاء الذي احتضنه مقر الجمعية الوطنية للتبادل بين الشباب، دور الاتحاد الافريقي في دعم القضية الصحراوية وحق الشعب الصحراوي المشروع في الاستقلال.
وقال ان الدولة الصحراوية التي احتضنتها منظمة الوحدة الافريقية واعترفت بها كبلد كامل العضوية مع بداية الثمانينات من القرن الماضي هو "انسجام تام مع تاريخ التحرر الذي يطبع التوجهات والعقيدة الافريقية خاصة بعد التأكد من أن النظام المغربي الذي قبل مبدأ الاستفتاء عام 1981 لا زال يناور ضد مسألة تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية".
وأكد أن افريقيا ما زالت على نفس العهد خاصة بعد "عودة المغرب اليها خائبا بعد غياب دام أزيد من 32 سنة حينما اكتشف أنه هو الخاسر وأن افريقيا يزداد تأثيرها الدولي ليعود اليها في محاولة لزرع التفرقة بين دولها وهو ما فشل فيه حتى الساعة". واستطرد الدبلوماسي الصحراوي في نفس السياق أن "ما يدل على فشل سياسة المحتل المغربي هو أن افريقيا لم تحافظ فقط على عضوية الدولة الصحراوية بل أصبحت تفرضها على شركائها الدوليين، كقبول حضور الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بقمة الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي وقمة الاتحاد الافريقي واليابان والاتحاد الافريقي والجامعة العربية. ومن جهة اخرى تطرق السفير الصحراوي امام المشاركين في اللقاء الى "استقالة هورست كوهلر، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء الغربية"، حيث جدد تأسف جبهة البوليساريو ازاء ذلك، موضحا أن "الظرف الذي جاءت فيه استقالة كوهلر تظهر أن مجلس الامن لم يتخذ الخطوات الكافية من أجل ارغام النظام المغربي على الالتزام العملي والدقيق بما تقتضيه مضامين القرارات الاممية، وهو ما يشجع المحتل على التماطل والمزيد من اضاعة أوقت".
وحذر عبد القادر الطالب عمر من الفراغ الذي سيتركه السيد كوهلر الذي تعترف له جبهة البوليساريو ب"جهوده المخلصة لخلق الديناميكية الاخيرة التي تمت في جولات مفاوضات"، معربا عن أمله في أن لا يطول الفراغ الذي سيتركه وأن تتدعم الديناكيمية المسجلة مؤخرا بمواقف حازمة من قبل مجلس الامن حتى لا تتكرر استقالات أخرى وحتى لا يستمر النزاع الى ما لا نهاية. وفي رده عن سؤال بشأن الخطوات التي يمكن لجبهة البوليساريو انتهاجها أمام الجمود الحاصل في مسار السلم والتعنت المغربي، رد السفير بقوله: "نحن على استعداد لمواصلة مسيرتنا الكفاحية في كافة الجبهات الى غاية استكمال السيادة"، مشددا على ان 46 سنة من الصمود دليل على المقاومة والقدرة على الاستمرارية حتى يتم التوصل الى الحل على أساس شرعي يتطابق مع القانون الدولي وتطلع الشعب الصحراوي لبناء دولته المستقلة و ممارسة حقه في تقرير المصير.
وبعد ان جدد ارتياح الجانب الصحراوي لتمديد مهمة بعثة الامم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) لستة اشهر، قال السيد الدبلوماسي الصحراوي أن ذلك "يرتبط بتنظيم الاستفتاء والضغط على المغرب للاسراع في تنفيذه"، مستهجنا في هذا المقام "دور فرنسا وانحيازها الى المغرب الذي لا زال يناور ويتحين الفرص ويستعمل الاكاذيب لعرقلة مسار تسوية النزاع، ويستمر في تضييع الوقت والتراجع عن التزاماته". واعتبر ان مجلس الامن الدولي بتجديده لمهمة "المينورسو" ستة اشهر يكون قد أكد التزامه بالمضي قدما في عملية الامم المتحدة للسلام في الصحراء الغربية، متأسف في نفس السياق ل"عدم مطالبة المغرب بإنهاء احتلاله غير شرعي للصحراء الغربية". واوضح السفير الصحراوي ان عدم تحرك مجلس الامن الدولي يدفع باستمرار المغرب في عناده مما يقوض العملية السياسية التي ما تزال هشة، مشيرا الى ان من بين الاثار المدمرة المترتبة عن صمت مجلس الامن مضاعفة الاحتلال لحجم انتهاكته لوقف اطلاق النار وقمعه الوحشي للسكان الصحراويين بالاراضي المحتلة.
وطالب هنا مجلس الامن برد صارم ومساءلة المغرب عن أفعاله. وبالمناسبة، اوضح نائب رئيس البرلمان الافريقي للمجتمع المدني، علي ساحل، ان ما عانته الشعوب الافريقية من تخلف وعدم استقرار وانتشار الاوبئة والامراض الى جانب عدم وجود تنمية وسوء الصحة والتغذية والتعليم، هي آفات كانت نتاج للاستعمار المتتالي لدولها من البريطاني الى الفرنسي والهولندى وغيره. كما أكد السيد ساحل على ان افريقيا اليوم هي نتاج حركات تحررية عبر القرن الماضي، و أن هذه الحركات مستمرة ما دام هناك قضية لم يوجد لها حل حتى الان، وهي القضية الصحراوية التي تعتبر اليوم قضية مركزية في افريقيا لكونها متعلقة بالتحرر و بتصفية الاستعمار".
(واص) 090/105/700