مدريد 17 نوفمبر 2018 (واص)- تظاهر اليوم عشرات الآلاف من الصحراويين وأعضاء الحركة التضامنية مع شعبنا بالعاصمة الإسبانية مدريد للتنديد باتفاقية مدريد الثلاثية ومطالبة الدولة الإسبانية بتحمل مسؤولياتها التاريخية.
المظاهرات انطلقت من محطة اطوتشا وسط العاصمة الإسبانية مدريد. انتهت بساحة "إسبانيا" الرمزية وسط العاصمة،
وبعد أن جاب المتظاهرون أبرز شوارع العاصمة الإسبانية مرددين شعارات مؤيدة لكفاح الشعب الصحراوي وحاملين الأعلام الوطنية الصحراوية ولافطات مطالبة الدولة الإسبانية بتحمل مسؤولياتها تجاه مستعمرتها السابقة.
وبعد أن انتهت المظاهرة الحاشدة بساحة "إسبانيا" تداول على منصة الخطابة بعض قادة الحركة التضامنية ونشطاء حقوق الإنسان بالارض المحتلة.
الناشط الحقوقي الصحراوي، حسنة ادويهي، ذكّر في مداخلته الدولة الإسبانية بدورها التاريخي الذي لم تلعبه منذ خروجها المذل من بلادنا المحتلة.
من جهتها، ممثلة الجبهة بإسبانيا، خيرة بلاهي اباد، توجهت، في مطلع مداخلتها، بعميق شكرها للحركة التضامنية الإسبانية مع شعبنا التي لا زالت تواصل دعمها رغم تخاذل الدولة الإسبانية وتبنيها طرح الإحتلال المغربي، وهو الحراك، تضيف الأخت خيرة بلاهي، الذي كسر جدار التخاذل والصمت الرسمي الإسباني كلما حل تاريخ الرابع عشر من نوفمبر من كل سنة. كما ذهبت عضو الأمانة الوطنية إلى أن الدولة الإسبانية لا زالت هي المسؤولة عن معاناة الشعب الصحراوي، ليس فقط لأنها وقعت اتفاقية مدريد المشؤومة سنة 1975 والتي باعت بموجبها الشعب الصحراوي، بل لأنها متورطة في مواصلة معاناته من خلال صمتها عن انتهاكات المغرب لحقوق الإنسان ببلادنا المحتلة، وتسهيلها نهب ثروات شعبنا الطبيعية عن طريق الاتفاقيات مع المفوضية الأوروبية.
وأوضحت الدبلوماسية الصحراوية أنه ما لم يحصل الشعب الصحراوي على استقلاله فإن مسؤولية إسبانيا عن الإقليم لن تسقط حسب مواثيق الأمم المتحدة وحتى المحكمة الوطنية الإسبانية، مبرزةً أن تناقض أوروبا، صاحبة المصالح مع مبادئها التي تأسس عليها الاتحاد، يتضح من خلال رفضها تطبيق أحكام محكمة العدل الأوروبية حول ثروات الشعب الصحراوي ما اوقعها في مناقضة قوانينها ودستورها الذي يؤكد مسؤوليها التاريخية تجاه الشعب الصحراوي.
إلى ذلك، أكد رئيس تنسيقية الجمعيات الإسبانية المتضامنة مع الشعب الصحراوي، بيبي تابواظا، أن الشعب الصحراوي يواصل كفاحه وهو يسير في الطريق الصحيح، مضيفاً أن الانتصارات تتواصل ضمن معركة الحرية. كما حثّ الأحزاب السياسية الإسبانية للكف عن سياسة موالاة الإحتلال المغربي، مشيراً إلى أن الأحزاب الإسبانية اعتادت التضامن مع القضية الصحراوية لما تكون في المعارضة وعندما تصل للحكم تغير خطابها ومواقفها.
وفي ختام كلمته طالب، بيبي تابواظا، الدولة الإسبانية بإلغاء اتفاقية مدريد.
البيان الختامي للمظاهرات ندد بانتهاك المغرب لحقوق الإنسان ببلادنا المحتلة وخاصة معاملته السيئة لسجناء الرأي الصحراويين بسجون الإحتلال المغربي، مندداً بمحاولة المفوضية الأوروبية تجاوز قرار محكمة العدل الأوروبية الأخير الذي أكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن الصحراء الغربية هي أرض منفصلة عن المغرب وأن الأخير لا علاقة ولا سيادة له عليها.
كما وجه البيان نداءً للشركات الإسبانية التي تشارك في تسويق المنتجات الصحراوية عن طريق المغرب إلى الكف عن نهب ثروات شعب محتل.
وقد دعا البيان المفوضية الأوروبية للتفاوض مع ممثل الشعب الصحراوي الوحيد، جبهة البوليساريو، وتوقيع اتفاقيات اقتصادية وتجارية معها بما أنها تمثل الشعب الصحراوي قاطبةً، داعياً بعثة المينورسو لإدراج مراقبة حقوق الإنسان بالمناطق المحتلة ضمن صلاحياتها.
وأشاد ذات البيان بدور المناضلين الصحراويين المدافعين عن حقوق الإنسان في وجه انتهاكات المحتل المغربي. كما عبر البيان عن تقدير الحركة التضامنية لدور المرأة الصحراوية في بناء الدولة ومسار الكفاح الوطني.
وفي ختام البيان وجهت الحركة التضامنية مع شعبنا خالص التقدير للشعوب الإسبانية على دعمها المتواصل لحق الشعب الصحراوي في الاستقلال رغم تخاذل الحكومة وتواطئها مع المغرب. وقد اختتمت المظاهرة بحفلٍ موسيقي نشطه فنانون صحراويون وإسبان.