نيويورك (الولايات المتحدة)، 02 نوفمبر 2018 (واص) - تعالت النداءات الداعمة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بقوة أول أمس الأربعاء بمجلس الأمن الأممي حيث جددت أغلبية الوفود بكل وضوح تأييدها لحق الشعب الصحراوي الثابت في تقرير مصيره.
و تطرق الوفد الأمريكي الأول الذي قدم تدخل في هذا الشأن بعد التصويت على اللائحة التي تمدد عهدة المينورسو إلى "مقاربة جديدة" للولايات المتحدة فيما يخص تسوية النزاع مؤكدا أنه لا يمكن أن يكون هناك "تلاعب" بعد الآن مع المينورسو و الصحراء الغربية.
و صرح السفير الأمريكي المساعد جونتان كوهن "أولا لا يمكن أن يستمر الوضع على ما هو عليه في الصحراء الغربية و ثانيا علينا أن نقدم كل دعمنا للمبعوث الشخصي كوهلر في جهوده الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي عادل و دائم و مقبول من كلا الطرفين يسمح للشعب الصحراوي بممارسة حقه في تقرير المصير".
و الجدير بالذكر أن التصريح الأمريكي الذي نشر مباشرة بعد المصادقة على اللائحة لا يحمل أي تلميح لمقترح الحكم الذاتي كما يندرج في إطار موقفه المعبر عنه في أكتوبر الفارط خلال أشغال اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار و المتمثل في "تمكين الشعوب المستعمرة من تحديد الوضع السياسي لأراضيها بكل حرية".
و في رسالة موجهة لفرنسا و المغرب "حذرت الولايات المتحدة من كل فكرة يفهم منها أنه تم اجتياز خط الوصول"، مضيفا أن "المسار السياسي "قد بدأ للتو" في حين تطرق ممثل فرنسا إلى "ديناميكية إيجابية يجب الارتكاز عليها" لتبرير طلبها بتمديد عهدة المينورسو بسنة.
و من المؤكد أن مسار جنيف سيكون تحت مراقبة الإدارة الأمريكية. و صرح جونتان كوهن أن اجتماع جنيف لن يكون "حدثا منفردا" و إنما بداية مسار من أجل تسوية النزاع. و وعد أن مجلس الأمن "لن يترك المينورسو و الصحراء الغربية السقوط مجددا في طي النسيان".
و بهذا فإن مجلس الأمن يدعو المغرب إلى العودة إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة لا سيما و أنه عرقل لحد الآن كل مبادرات استئناف المفاوضات، كما أكدت جبهة البوليساريو مرارا استعدادها للمشاركة في مسار التسوية دون شروط مسبقة.
و أكدت عدة وفود على غرار وفد روسيا و السويد و إثيوبيا و المملكة المتحدة و بوليفيا دعمهما الكامل لحل يضمن للشعب الصحراوي حقه في الحرية وتقرير المصير.
وصوتت السويد لصالح اللائحة، معربة عن ارتياحها لاستئناف المفاوضات التي ستبدأ مطلع ديسمبر بجنيف. وأشارت ممثلتها السيدة إيرينا نيوني الى أن بلادها تأمل في تقديم مساهمتها لوضع حد للوضع القائم بالصحراء الغربية.
وأكدت السيدة إيرينا أن "اللائحة 2414 فتحت الطريق لاستئناف المسار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة، في حين أن اللائحة 2440 الصادرة اليوم تعد نقلة ايجابية لاستئناف المفاوضات المباشرة".
وتابعت بالقول "أن الهدف النهائي هو الوصول الى حل سياسي عادل دائم مقبول من الطرفين يتيح تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية".
وذكرت ممثلة السويد أمام مجلس الأمن أن قضية الصحراء الغربية تعرضت الى حد الآن الى"نقص في الاهتمام والإرادة السياسية".
من جانبه صرح ممثل المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة أن "بلاده تدعم عمل المبعوث الخاص هورست كوهلر وتركز على التقدم المحرز للوصول الى حل دائم مقبول من الطرفين يؤدي الى تقرير المصير شعب الصحراء الغربية".
ولدى تدخله خلال الاجتماع، أوضح السفير الروسي فاسيلي نبينزيا أنه ينبغي على المجتمع الدولي ومجلس الأمن "المساهمة في نجاح المسار الذي أطلقه السيد هورست كوهلر. وأنها فرصة فريدة من أجل إحراز تقدم لتسوية قضية الصحراء الغربية".
ومن جهته، صرح ممثل إثيوبيا أن "بلاده لم تفتأ تقول أن حل هذا الخلاف يجب أن يقوم على حل سياسي مقبول من الطرفين يحترم الحق في تقرير المصير الذي ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة"، مضيفا أن "تنفيذ هذا الحق وحده يمكن أن يساعد للخروج من الأزمة".
وأوضح أن إثيوبيا قد امتنعت عن التصويت على النص لأن الملاحظات التي أبدتها بعثتها لم تأخذها الولايات المتحدة بعين الاعتبار. (واص)
090/105/700.