ولاية أوسرد 12 أكتوبر 2018 (واص) - القى اليوم الجمعة رئيس الجمهورية ، الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي كلمة خلال احتفال الشعب الصحراوي بمئوية الزعيم الجنوب افريقي نيلسون مانديلا .
وفي مايلي نص الكلمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة والأخوات،
نلتقي اليوم في مناسبة عظيمة، لها دلالات تتجاوز بلدينا جنوب إفريقيا والجمهورية الصحراوية، لتشمل قارتنا إفريقيا بل والبشرية جمعاء.
نلتقي في هذا المكان حيث يخلد الشعب الصحراوي ويكرم شخصية فذة وعظيمة، الرئيس المناضل والزعيم الإفريقي والرمز الإنساني الخالد، نلسون مانديلا.
خلال زيارة الدولة التي قادتنا إلى جنوب إفريقيا شهر يوليو المنصرم، أبلغنا فخامة الرئيس رامابوسا قرار الجمهورية الصحراوية، بكل فخر واعتزاز، المشاركة في الاحتفالات العالمية المخلدة لمئوية ماديبا، وفاء لإرث هذا الرجل الذي سخر حياته دفاعاً عن الحرية والسلام.
إن علاقاتنا في جبهة البوليساريو مع حزب المؤتمر الوطني عريقة ومتجذرة، وتعود أولى اتصالاتنا بالزعيم ماديبا خلال تواجده في السجن، عن طريق رفيق دربه المناضل أولييفر تامبو، الذي قام بزيارة الجمهورية الصحراوية في ثمانينيات القرن الماضي.
وخلال تلك الزيارة التاريخية، قررنا العمل معاً في طار معاهدة مفتوحة ودائمة بين الحزب الوطني الإفريقي وجبهة البوليساريو.
وقد وصلت هذه العلاقات إلى أعلى درجات القوة والثقة. وعلى سبيل المثال، وفي إطار كفاحنا المشترك لتحرير إفريقيا من كل أشكال الاستعمار والتمييز العنصري، سلمنا للمؤتمر الوطني الإفريقي 40 مصفحة، غنمها جيش التحرير الشعبي الصحراوي من القوات الملكية المغربية الغازية، حصلت عليها هذه الأخيرة من نظام الميز العنصري الحاكم في جنوب إفريقيا آنئذٍ، الذي كانت تربطه علاقات وطيدة بدولة الاحتلال المغربي.
وعلى إثر التحول الديمقراطي والانتصار التاريخي الذي قاده ماديبا، بحكمة وبراعة ونجاح، لصالح جنوب إفريقيا، بكل مكوناتها، اصبح هذا البلد الصديق المحامي الشرش عن القضية الصحراوية، المرافع عن كفاح الشعب الصحراوي وحقه في الحرية والاستقلال في كل المحافل الدولية، مثل الوحدة الإفريقية/الاتحاد الإفريقي، وعدم الاتحياز والأمم المتحدة وغيرها.
وقد وجه الرئيس مانديلا الدعوة إلى الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز في أكثر من مناسبة، على غرار تنصيبه رئيساً للبلاد سنة 1994 وتسليمة الرئاسة إلى الرئيس تابو امبيكي سنة 1999، إضافة إلى زيارته في منزله في اسويتو أثناء فترة العلاج وغيرها.
وقد بعث الرئيس ماديبا السد ألفريد آنزو، وزير الخارجية حينها، للقيام بزيارة تاريخية أخرى إلى الجمهورية الصحراوية، ساهمت في توطيد علاقات الأخوة والصدقة بين البلدين. في مئوية مانديلا وبعد ستة وعشرين عاماً من إطلاق سراحه التاريخي، نفخر اليوم في الجمهورية الصحراوية بالعلاقات الوطيدة التي تربطنا بجمهورية جنوب إفريقيا، والتي تزداد قوة ومتانة كل يوم.
في مئوية مانديلا، وبعد 28 عاماً من إطلاق سراحه التاريخي، نفخر اليوم في الجمهورية الصحراوية بالعلاقات الوطيدة التي تربطنا بجمهورية جنوب إفريقيا، والتي تزداد قوة ومتانة كل يوم.
فالشعب الصحراوي، على غرار كل الشعوب الإفريقية، كان ولا يزال وسيبقى يعتبر أن القضايا والمثل والمبادئ التي آمن بها ودافع عنها ماديبا، هي نفسها التي يؤمن بها وسيبقى متشبثاً بها.
ولكن مانديلا لم يقتصر على الدفاع عن إفريقيا الحرة الموحدة، بل اصبح رمزاً عالمياً بتبنيه لقيم إنسانية شاملة، من حرية وديمقراطية وتسامح وغيرها من القيم التي تمكن شعوب الأرض من أن تعيش في محبة وتعاون وسلام واستقرار.
أود قبل الختام أن أتوجه بالتحية والترحيب إلى كل الأشقاء والأصدقاء الذين حضروا معنا في هذه المناسبة، لأخص بالذكر الأخوة من جنوب إفريقيا، بلد ماديبا، ومن الجزائر وزمبابوي وأوغندا وناميبيا، من المشاركين في الندوة الدولية الأولى لحركات التحرر والأحزاب والقوى الإفريقية، الذين قرروا تلاوة البيان الختامي لندوتهم الناجحة بامتياز خلال حفل التكريم هذا.
ذلكم هو ماديبا، الزعيم الخالد الذي استحق مكانته في المقدمة بين عظماء إفريقيا والعالم، وله نقف اليوم وقفة إجلال وتقدير وعرفان وتعهد بالمضي على درب الكفاح لانتصار تلك المثل والأهداف التي ناضل من أجلها، وفي مقدمتها تمكين الشعب الصحراوي من حقوقه المشروعة في استكمال سيادة دولته، الجمهورية الصحراوية، على كامل ترابها الوطني.
شكراً والسلام عليكم . (واص)
090/105/110