الشهيد الحافظ 30 ماي 2018 (واص) - يصادف يوم غد الخميس ، الذكرى السنوية الثانية لرحيل الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز ؛ فقد رحل الرئيس الشهيد والمناضل الكبير محمد عبد العزيز في 31 ماي 2016 بعد صراع مرير مع المرض ، وذلك بعد أن رسخ نهجا ثوريا صلبا ، وتمسكه بالثوابت الوطنية وفي مقدمتها التمسك بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي والتي قادها طيلة أربعين سنة.
فقد رحل الشهيد محمد عبد العزيز ، لكنه ترك إرثا نضاليا ومنجزات وطنية لا زالت قائمة تنهل منها الأجيال لمواصلة الكفاح من أجل التحرر وبناء أسس الدولة الصحراوية ، فمحمد عبد العزيز كان زعيما ملهما ، شارك وساهم في التعريف بقضية شعبه العادلة في مختلف المحافل الدولية والإقليمية.
ويسترجع الشعب الصحراوي يوم 31 ماي في مخيمات اللاجئين والأراضي المحررة وفي المناطق المحتلة وفي كافة تواجده، قيم ومسيرة زعيم ومناضل فذ اجتمعت فيه كل خصال الرجل الصحراوي الأبي والحريص على وحدة شعبه وانعتاقه من قبضة الاستعمار الغاشم ، كيف لا وهو الذي عاش كل الصعاب التي كابدها الصحراويون منذ بداية الاحتلال المغربي والحرب التي تخوضها جبهة البوليساريو من أجل التحرير ، إلى مرحلة اللجوء التي تتواصل لأكثر من أربعة عقود.
وطيلة سنوات عمره التي ناهزت الـ68 عاما ظل الرئيس الراحل ثابتا على قناعته الراسخة بأن مستقبل الشعب الصحراوي لابد أن يكون أكثر إشراقا مثلما أكده السيناتور الأمريكي جيمس إينوف في رسالته التأبينية.
ولم يكن الرئيس الراحل محمد عبد العزيز مجرد رئيس دولة ، بل كان رائد الكفاح السياسي وأيقونة الدفاع عن حقوق الشعب الصحراوي الشرعية وكل حقوق الشعوب المظلومة التي تصبو إلى التحرر والاستقلال بعد مشوار حافل بالنضالات والمبادئ والقيم الإنسانية.
مسيرة 39 سنة وتمسك بالمبادئ المؤطرة لنضال الشعب الصحراوي
وخلال أكثر من 39 سنة (30 غشت 1976 و31 ماي 2016) قضاها رئيسا للدولة الصحراوية وأمينا عاما لجبهة البوليساريو ، حافظ محمد عبد العزيز على المبادئ الثابتة والمتزنة التي تؤطر نضال الشعب الصحراوي حيث تمكن رفقة شعبه من تحقيق انتصارات دبلوماسية وقانونية عديدة في وجه المحتل المغربي ، كما استطاع بفضل حكمته ورجاحة عقله ، أن يدفع عن شعبه الشبهات التي حاول المستعمر إلصاقها به تشويها لكفاح شعب يحمل قضية عادلة.
ففي 12 نوفمبر 1984 أصبحت الجمهورية الصحراوية عضوا في منظمة الوحدة الإفريقية آنذاك (الاتحاد الإفريقي حاليا) وتم انتخاب الرئيس الراحل محمد عبد العزيز نائبا لرئيس المنظمة القارية في نفس السنة قبل أن ينتخب مرة أخرى لنفس المنصب عام 2002.
وسيبقى نضال الرئيس الشهيد الراحل محمد عبد العزيز نبراسا يضيء درب الشعب الصحراوي نحو الحرية والاستقلال ، مثلما أكدته عديد الشخصيات في تعزية الشعب الصحراوي ؛ حيث أن "النضالات الكبيرة للفقيد ستبقى على الدوام نبراسا يضيء طريق الشعب الصحراوي ويلهم قياداته نحو الأهداف التي يتطلع إليها وأقرتها المجموعة الدولية من خلال مواثيق الأمم المتحدة".
وفي هذا السياق ، أكدت الرئيسة السابقة لمفوضية الاتحاد الإفريقي السيدة نكوسازانا دلاميني زوما في بيان أصدرته باسم الاتحاد الإفريقي عقب الإعلان عن وفاة الرئيس محمد عبد العزيز أن نضال الرجل "سيبقى دافعا لمواصلة مسيرة الشعوب نحو التحرر".
وبالمناسبة تحتضن قاعة المحاضرات بوزارة الثقافة تخليد الذكرى الثانية لرحيله.
( واص ) 090/105.