ستوكهلم (السويد) 14 أبريل 2018 (وص)ـ تحت عنوان "إكتشاف مقابر جماعية جديدة في الصحراء الغربية" نشرت مجلة "أمنستي بريس" السويدية تحقيقاً من إعداد الصحفية لينا ثيمبرغ، سلطت فيه الضوء على موضوع المقابر الجماعية المكتشفة في الصحراء الغربية، و التي دُفن فيها عشرات الصحراويين العزل الأبرياء على أيدي جنود القوات المغربية إبان إجتياحها للإقليم سنة 1975.
و إستهلت الصحفية التحقيق بأنه بعد غزو المغرب للصحراء الغربية عام 1975 ما زال حوالي 500 صحراوي في عداد المفقودين. و لقد تم العثور على ثلاث مقابر جماعية جديدة بالقرب من الجدار الذي أقامه المغرب في الإقليم، و أن جمعية عائلات و أولياء المفقودين الصحراويين (أفابراديسا) تريد المساعدة للتمكن من التعرف على الأشخاص الذين دفنوا في هذه المقابر.
و جاء في التحقيق أنه في عام 2013 تم العثور على مقبرتين جماعيتين في المنطقة التي تسيطر عليها جبهة البوليساريو شرق الجدار المحصن بالألغام و ترصده الرادارات، والذي بناه المغرب في الصحراء الغربية المحتلة ليحتمي من هجمات مقاتلي البوليساريو.
و إستطردت الصحفية، أن عملية الحفر و إستخراج هياكل الأشخاص من المقبرتين تم بإشراف خبراء إسبان من جامعة بيلباو. حيث إستخرج فريق الخبراء ثمان أجزاء هيكلية لثمان رجال، إثنان منهم قاصرين. كما أكد الفريق أن الأشخاص الثمانية قد قتلوا رمياً بالرصاص.
وكان الرجال الثمانية من البدو الرحل الذين كانوا يرعون إبلهم و أغنامهم عندما إعتقلتهم في 12 فبراير 1976 قوة عسكرية مغربية. و حسب شاهد عيان، يبلغ من العمر 13 عاماً آنذاك، أنه أُلقي القبض عليه مع اثنين من الرجال الثمانية، و قد تم قتلهما بالرصاص أمام عينيه، تضيف المجلة.
و قد تمكن أقارب الأشخاص الثمانية المفقودين من التعرف على بعض الملابس والممتلكات الشخصية والوثائق التي كانت بحوزة الضحايا. كما تم التأكد من هويتهم عن طريق تحاليل الحمض النووي.
و كتبت المجلة أنه تم إكتشاف ثلاث مقابر جماعية أخرى بالصحراء الغربية. و كما كان الحال مع المقبرتين السابقتين ، كونها توجد قريبة جداً من الجدار المغربي و في منطقة محاطة بالألغام، ذلك يصعب من عملية وصول فريق الخبراء و الشهود إليها. كما أن التكلفة المالية و الخدمات اللوجستيكية تفوق قدرة منظمة محدودة الموارد مثل أفابراديسا.
و أشارت المجلة أنه حسب رئيس أفابراديسا فإن بعثة الأمم المتحدة للإستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) تبرر عدم تقديمها للمساعدة في عملية إستخراج الضحايا من المقابر الجماعية المكتشفة مؤخراً بعدم حصولها على موافقة المغرب، و بأن هذا الأمر ليس جزءً من مهمتها. أما اللجنة الدولية للصليب الأحمر فإنها تتحجج بأمور قانونية. و في كلتا الحالتين هو شيء محبط، حسب رئيس أفابراديسا، تضيف المجلة.
و ذكرت المجلة أن العديد من منظمات حقوق الإنسان كمنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش منعت في السنوات الأخيرة من إمكانية زيارة الصحراء الغربية المحتلة من قبل المغرب، مثلما منعت السلطات المغربية نواب من البرلمان الأوروبي من زيارة الإقليم.
لقد أعطى إكتشاف المقابر الجماعية الأولى في عام 2013، و من ثم التعرف على الضحايا الموجودين بها، أملاً لعائلات أزيد من 500 مفقود صحراوي في إمكانية معرفة مصيرهم، إلا أن ذلك الأمل سرعان ما تبدد بسبب الصعوبات و العراقيل التي يعرفها هذا الملف، لاسيما و أن أغلب المقابر موجودة بمحاذاة الجدار المغربي أو في الجزء المحتل من الصحراء الغربية.
و ختمت الصحفية تحقيقها بالإجابة التي تلقتها من اللجنة الدولية للصليب الأحمر حول سبب عدم مشاركة المنظمة في عملية البحث و إكتشاف المقابر الجماعية في الصحراء الغربية، و التي كان مفادها أنه "كما تعلمون، هذه مسألة صعبة ومعقدة. نشاركهم هذا القلق وسنواصل بذل قصارى جهدنا لمتابعة مسألة المفقودين وعائلاتهم"، تقول أوريلي لاشانت من اللجنة الدولية. (واص)
090/110