قاعدة الشهيد هداد العسكرية 10يناير 2018(واص)- القى مساء اليوم الأربعاء رئيس الجمهورية ، الأمين العام لجبهة البوليساريو كلمة على هامش اختتام الندوة السنوية للعلاقات الخارجية والتي انعقدت ايام من ال08الى ال10يناير الجاري تحت شعار"مراجعة الأداة ومواجهة التحديات"
وفي مايلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوات والإخوة في جهاز العلاقات الخارجية،
الحضور الكريم،
نأتي اليوم على ختام الندوة السنوية للعلاقات الخارجية، بعد ثلاثة أيام من الجلسات والنقاشات المعمقة، تحت شعار مراجعة الأداة ومواجهة التحديات.
في البداية، أود أن أشيد باحتضان قاعدة الشهيد هداد العسكرية لهذه الندوة، بكل ما يحمله هذا المكان من دلالات الصمود والبطولة والملاحم التاريخية التي صنعها جيش التحرير الشعبي الصحراوي. كما أهنئ مجدداً كل العاملين في الميدان الدبلوماسي، ومن خلالهم الشعب الصحراوي قاطبة، بحلول السنة الجديدة 2018.
لقد كانت السنة المنصرمة متميزة حقيقة في الفعل الوطني عامة، وفي الميدان الدبلوماسي بشكل خاص، وحققت خلالها القضية الصحراوية انتصارات ومكاسب مهمة.
ونحن إذ نهنيء شعبنا ونحيي الجهود المبذولة من طرف الجميع، كل من موقعه، نسجل بارتياح بأن القضية الوطنية، بتحقيقها لكل تلك الإنجازات، إنما تجسد ميدانياً حقيقة تقدمها المستمر ومضي الشعب الصحراوي في مسيرة التحرير بلا ملل ولا كلل ولا ركون للترقب أوالانتظار.
ولا شك أن التقارير والعروض والنقاشات التي شهدتها هذه الندوة قد وقفت على هذه المكاسب وبالتفصيل وعلى كل الساحات. ومن المعالم البارزة خلال الفترة المنصرمة العمل المتواصل على مستوى القارة الإفريقية، حيث كان على الدبلوماسية الصحراوية أن تخوض مواجهات شرسة لإفشال محاولات دولة الاحتلال المغربي المتكررة للنيل من مكانة الدولة الصحراوية في المنظمة القارية.
وقد وقعت تلك المحاولات في مناسبات عديدة، كما حدث في مالابو ومابوتو وكيغالي والقاهرة وأديس أبابا وأبيدجان وغيرها. وهنا نسجل الانتصار الذي حققته القضية الوطنية في قمة الشراكة الأوروبية الإفريقية في ساحل العاج. ونحن ننظر إلى تلك المحطة باعتبارها تحولاً مهماً في الصراع، ونأمل صادقين أن تشكل انطلاقة حقيقية لعهد جديد، يتم فيه إنهاء نزاع الصحراء الغربية، بالاحتكام إلى الشرعية الدولية، المجسدة في ميثاق الأمم المتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي.
وإننا نوجه النداء إلى المملكة المغربية من أجل العمل معاً على حل النزاع المغربي الصحراوي، بما يضمن احترام الحدود الموروثة غداة الاستقلال، وبالتالي التعايش بين بلدين جارين عضوين في الاتحاد الإفريقي، المملكة المغربية والجمهورية الصحراوية، في كنف الاحترام المتبادل وحسن الجوار والتعاون لخدمة مصالح شعبينا وشعوب المنطقة والعالم.
وقد تعززت النجاحات المحققة على مستوى الجبهة القانونية والقضائية، خاصة على الساحة الأوروبية. وإننا بالمناسبة لنندد بالنهب المغربي للثروات الطبيعية الصحراوية، ونوجه نداءنا إلى الاتحاد الأوروبي من أجل تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه حل عادل، ديمقراطي ودائم للنزاع، من خلال الالتزام بقرار محكمة العدل الأوروبية والمبادئ والقيم التي تأسس عليها الاتحاد.
وبهذه المناسبة، نطالب مفوضية الاتحاد بالتوقف الفوري عن المحاولات غير المبررة للقفز على هذا القرار، وخاصة فيما يتعلق باتفاق الصيد البحري بين المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي والذي لا يجب أن يشمل المياه الإقليمية للصحراء الغربية، لأن ذلك سيكون انتهاكاً صارخاً للقرار وللقانون الأوروبي والدولي عامة، باعتبارالصحراء الغربية والمملكة المغربية بلدان منفصلان ومتمايزان.
ولا يمكن أن تمر هذه الفرصة دون أن نتوقف عند صمود ونضالات جماهير شعبنا في الأرض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية التي تخوض غمار انتفاضة الاستقلال، رغم ظروف القمع والحصار. ولا شك أن هذه المقاومة السلمية وملف حقوق الإنسان عامة، على غرار الثروات الطبيعية، تشكل وستشكل محوراً أساسياً في العمل الدبلوماسي الصحراوي من أجل دعمها وحمايتها والكشف عن كل الانتهاكات والتجاوزات المغربيةبشأنها. ومن هنا، نرفع التحية إلى معتقلي اقديم إيزيك، مطالبين بالتطبيق الفوري للقانون الإنساني الدولي في حقهم وفي حق كل المعتقلين السياسيين الصحراويين، وبالتالي إطلاق سراحهم العاجل و، في انتظار ذلك، نقلهم إلى بلادهم الصحراء الغربية.
وبالمناسبة، نعبرعن شديد إدانتنا للانتهاك المستمر من طرف دولة الاحتلال المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار والاتفاقية العسكرية رقم 1، والمتمثل في فتح معبر في الجدار العسكري المغربي في منطقة الكركرات، والذي يشكل السبب الرئيسي والأول في ما تشهده تلك المنطقة من توتر. ونحن إذ نجدد مطالبة الأمم المتحدة باستكمال تصفية الاستعمار من بلادنا، نلح على الإسراع في معالجة الإشكاليات الناجمة عن هذا الخرق السافر، طبقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2351، بما في ذلك إيفاد بعثة تقنية أممية.
الأخوات والإخوة،
إن لدى المناضلين الصحراويين العاملين في الميدان الخارجي أسلحة قادرة على تحطيم كل الممارساتاللاأخلاقية والمناروات الدنيئة التي تلجأ إليها دولة الاحتلال المغربي. فهم مسلحون بقضية عادلة، يسندها الحق والقانون والشرعية الدولية وشعب مظلوم ومؤمن بحتمية الانتصار.
والعمل الدبلوماسي الصحراوي مؤطر بجملة من البرامج والخطط والسياسات التي تعد انطلاقاً من الأهداف العامة للشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال، المجسدة اليوم في مقررات المؤتمر الرابع عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب والبرنامج السنوي للحكومة الصحراوية.
بوجود كل تلك العوامل، لا يبقى على الدبلوماسي الصحراوي سوى الانخراط في مهمته النبيلة بإرادة وصدق، باعتباره أداة نضال وكفاح للشعب الصحراوي، للجبهة الشعبية وللدولة الصحراوية، يجب عليه تحقيق أفضل مستويات الأداء. وهذا الأداء هو بدوره انعكاس لجملة من العناصر الواجب توفرها في تلك الأداة.
وإن العنصر الأساسي هو العمل بروح المناضل الوطني الثوري الملتزم والمنضبط، المتشبع بقيم ومبادئ ثورة العشرين ماي الخالدة، من تفان ونكران للذات وتواضع ويقظة واستعداد دائم للتضحية والعطاء، انطلاقاً من وفاء أبدي لعهد الشهداء وإخلاص للشعب والوطن.
والمطلوب من هذه الندوة ونتائجها هو أن تشكل مساهمة ملموسة، تعكس قناعتنا جميعاً بضرورة الارتقاء بجهاز العلاقات الخارجية لتحقيق نقلة نوعية، تمس كل جوانبه، وخاصة على مستوى الأداة، لجعله في مستوى التحديات والرهانات الكبرى، في ظل التطورات المضطردة التي تشهدها الساحة الوطنية والجهوية والدولية.
وفي هذا الإطار، ومع دخولنا السنة الجديدة 2018، سيكون على الجميع العمل في كنف الصرامة في التعاطي مع جملة الضوابط والإجراءات المركزية، والتقيد بمحتوى البرنامج العام والتعليمات والقرارات والعمل بمسؤولية لتحقيق أفضل النتائج المتوخاة من التعيينات، التي تروم الفعالية وحسن الانتشار، مع التركيز على التوظيف الأمثل للكفاءات والخبرات واختيار أنجع صيغ المتابعة والتنسيق.
إن التحديات كبيرة والمسؤوليات جسام، لكن الآفاق واعدة، وشعبنا لا تزيده الأيام والمعاناة إلا إصراراً وتشبثاً بكفاحه المشروع من أجل انتزاع حقوقه العادلة، وفي مقدمتها استكمال سيادة دولته على كامل ترابها الوطني.
وفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
قوة، تصميم وإرادة، لفرض الاستقلال والسيادة.(واص).
090/97