نيويورك 27 سبتمبر2017 (واص)- أكد عضو الأمانة الوطنية وزير الشؤون الخارجية محمد سالم ولد السالك يوم أمس الثلاثاء بنيويورك، أن فرنسا تشكل عائقا أمام السلام في الصحراء الغربية، داعيا الإدارة الجديدة الفرنسية إلى الامتثال للقانون الدولي.
وصرح السيد ولد السالك على هامش اشغال الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة أن "استقلال الصحراء الغربية تعرقله فرنسا التي تتوفر على حق النقض (الفيتو) بمجلس الأمن الدولي".
كما أضاف في تصريح لوكالة الانباء الجزائرية، أن "فرنسا تشكل اليوم عائقا أمام تسوية المسالة الصحراوية رغم التصريحات الرسمية حول جهودها لإرساء السلام في مالي و ليبيا و في المنطقة".
في ذات السياق، اعتبر ولد السالك موقف فرنسا حول هذه المسالة المتعلقة بتصفية الاستعمار "مثيرا للدهشة" في الوقت الذي ما فتئت "تعتبر نفسها مناصرة لحقوق الإنسان و الشعوب".
و تابع قوله أن "إفريقيا قد قامت بواجبها مند وقت طويل إلا انه رغم نداءات رؤساء الدول الإفريقية (لاستقلال الصحراء الغربية)، إلا أن هناك إرادة جلية من فرنسا لعرقلة الاستفتاء و رفض أي دور للاتحاد الإفريقي في تسوية هذه المسالة".
و ذكر في هذا الصدد، بأن فرنسا هي التي أبدت رفضها لتولي بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) مراقبة حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة كما منعت البعثة الأممية من تنظيم استفتاء لتقرير المصير رغم تكليف مجلس الأمن الدولي للمينورسو بذلك.
و أضاف وزير الشؤون الخارجية أن فرنسا تقوم حاليا بعمل كبير لجعل الاتحاد الأوروبي "يلتف على تطبيق محكمة العدل الأوروبية التي تمنع بلدان الاتحاد من المشاركة في نهب و استغلال الموارد الطبيعية الصحراوية".
كما أعرب عن أسفه قائلا "يجب القول للأسف أن السياسة الدولية تتميز بالكيل بمكيالين، حيث يتم في بعض الحالات فرض القانون بالقوة لما يتوافق ذلك مع بعض المصالح و في بعض الحالات يتم عرقلته كما هو الشأن بالنسبة للصحراء الغربية".
و تابع قوله ان "المغرب يعتبر اليوم عنصر زعزعة في منطقة المغرب العربي و إفريقيا الغربية كما انه احد البلدان الاكثر تأخرا في إفريقيا، حسب مؤشرات البنك العالمي و الأمم المتحدة و أول مصدر للقنب الهندي و كذا مصدرا للإرهاب".
كما أكد ولد السالك ان فرنسا و البعض "الذين يريدون تسويق صورة مغرب ديمقراطي يكافح ضد التطرف و الإرهاب ينبغي أن يتحملوا مسؤولياتهم" لأنهم اظهروا بان "دعايتهم تتنافي مع الواقع".
و في معرض تطرقه للمفاوضات المتوقفة بين جبهة البوليساريو و المغرب التي وعد الامين العام الاممي باستئنافها قريبا، من خلال حركية جديدة أشار السيد ولد السالك إلى أن مشكل القضية الصحراوية يكمن في "الانسداد الحقيقي" المستمر على مستوى مجلس الأمن الدولي.
و أوضح انه "اذا لم تمارس ضغوط حقيقية على المغرب فإننا لن نتقدم نحو السلام حيث لا ينبغي على المغرب أن يظل مستفيدا من تواطؤ فرنسا على مستوى مجلس الامن".
و أضاف السيد ولد السالك ان الممارسات المغربية الأخيرة على مستوى الاتحاد الإفريقي الذي انضم إليه مؤخرا "كشفت عن وجهه الحقيقي كمستعمر"، مؤكدا أن على الاتحاد الإفريقي "استخلاص الدروس" حول هذا المسعى الهجومي للمغرب الذي يهدف إلى منع المسؤولين الصحراويين من المشاركة في مختلف المواعيد القارية.
للتذكير ان المغرب الذي يسعى إلى "تهميش" جبهة البوليساريو على المستوى الإفريقي وقد حاول دون جدوى منع الوفود الصحراوية من المشاركة في القمة العربية الإفريقية التي جرت في مالابو و في الندوة الدولية بطوكيو حول التنمية في إفريقيا التي جرت في شهر أغسطس الأخير بمابوتو (الموزمبيق).
و خلص وزير الشؤون الخارجية في الأخير إلى التأكيد بان "المغرب ليس الا تلميذا نجيبا للاستعمار و لا يقوم إلا بإعادة تكرار أساليب و تصريحات المستعمرين و ان مسعاه مآله الفشل".(واص)
090/700/115/110