الشهيد الحافظ 12 سبتمبر 2017 (واص) - بين قبوله بميثاق تأسيس الاتحاد الإفريقي ومصادقته على بنوده , وبين المضي في سياسة التغول وابتكار مزيد من فنون التملق والبلطجة والتسول , تحاول المملكة المغربية استعادة ماضيها الاستعماري عبر بوابة مطاطية باطنها الضحك على التاريخ الإفريقي العريق , من خلال زعزعة الأمن والاستقرار وزرع الأشواك أمام تنمية القارة , وظاهرها تسويق مساحيق دبلوماسية تحترم الأعراف والمواثيق الدولية .
هنا تستوقفنا العديد من الأحداث والمشاهد الأخيرة لتشريح هذه الدبلوماسية التي تدشن مع وزيرها الجديد ناصر بوريطة فصلا من فصول المغالطات المغربية المحكومة في النهاية بفشل تتناسب درجة حرارته وهزالة نتائجه تناسبا طرديا مع درجة التخطيط والتنفيذ والاستثمار وحتى المردود .
يراود ناصر بوريطة حلم بأن يصنع ما لم يصنعه غيره وهو الطامح إلى إرضاء القصر , لكنه المحاصر كذلك بحقائق التاريخ والجغرافيا على أرض الواقع بعد حادثة الكركارات , وعلى مستوى التعاطي مع الأمم المتحدة باستئناف المفاوضات , وإصرار طاقمها الجديد على التقدم في حل القضية , وتطارده على مستوى اوربا خيبات امل تواجه دبلوماسيته بعد صفعة المحكمة الأوربية , وتأكد الاوربيين أن الارهاب الذي يستهدفهم قد ولد في المغرب ، وبعدما بدى واضحا للاتحاد الإفريقي وفي مختلف محطاته بدءا من ملابو مرورا بدكار , واجتماع مجلس الأمن والسلم الإفريقي , وصولا الى الشراكة مع اليابان في مابوتو أن المغرب بات عنصر تقسيم للقارة وعنصر ازعاج واستياء لم تعد تحتمل خرجاته ولا زلاته التي اصبحت كثيرةوصار من الواجب وضع حد لها.
في ظل هذه الكماشة التي تضيق يوما بعد يوم حول بوريطة ومن وراءه القصر عادت دبلوماسية التسول المغربية الى اعتماد البلطجة ,كأسلوب لفك حصار الحقائق أو على الأقل لتوريط أطراف أخرى والزج بهم في مواجهة فوبيا حقيقة القضية الصحراوية , لتحضر أمامنا واقعة الوزير الشرطي بوريطة في القمة الاخيرة بالموزمبيق ومنع السفيرة الصحراوية خديجتو المخطار من دخول البيرو , من خلال شراء ذمم برلمانيين عن حزب فوخي موري .
وكالعادة وكما تشهد الحقائق بشراء الذمم وبالتوظيف الردئ لوسائل الإعلام العالمية والمنابر الدولية بادرت دبلوماسية بوريطة للحديث عن نصر وهو في حقيقة الامر فقاعة من الهواء بالعاصمة الموزمبيقية مابوتو , واليوم تجعجع بالعاصمة ليما بنصر أخر ’ وما بين جعجعة تلك الدعاية , وطحين المواقف الإفريقية الثابتة تجاه القضية الصحراوية ،من جهة ومواقف دول امريكا اللاتينية من جهة أخرى , كان لابد للحقائق أن تظهر وتنجلي بينة واضحة, لتتوالى الردود من البلد المضيف نفسه عبر سلسلة بيانات تندد بالعنجهية المغربية وتعتز برزانة وحكمة الجمهورية الصحراوية وحفاظها على وحدة الاتحاد الإفريقي , جعل منهاعامل توازن واستقرار في أي شراكة مع الاتحاد الإفريقي , وفيما يخص البيرو كنا قد تابعنا مداخلة وزير خارجيتها أمام البرلمان مؤخرا أين جدد اعتراف بلاده بالدولة الصحراوية ودعم هذا التوجه حركة التضامن العارمة مع السفيرة خدجتو المخاطر الذي هو في الاخير تضامن وتآزر مع القضية الصحراوية أصبح يكتسح كل قارات العالم وهو مايزعج المغرب ويجعل من سياسته الخارجية سياسة بلطجة.
لقد تأكد العالم الذي مضى بعيدا مع شوط التضليل المغربي وتشويه الحقائق أن الدولة الصحراوية عضو مؤسس للاتحاد الإفريقي , وأي شراكة باسم هذا الكيان لن تكون إلا بحضور أو موافقة جميع الأعضاء , وأن من دخل من نافذة الاستجداء لن يستطيع صد الباب أمام من وضع حجر الأساس وواكب البناء ليتفيأ ظلال صرح طالما حلمت به أجيال إفريقيا التي قاومت الاستعمار , وحاربت الجهل والتخلف والفقر والأمية لتنعم شعوبها بالأمن والاستقرار والتنمية , فلن تسمح لأي كان أن يعيق مسيرتها التنموية , مثلما تأكد العالم أن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية تتمتع باعتراف دول أمريكا اللاتينية , وتحظى بقدسية واحترام كبير هناك ,
المُعطيات، تفرض طرح تساؤلات في العمق حول أفق التكتيكات الجديدة التي تلجأ لها دبلوماسية البلطجة في فصلها الجديد , إضافة إلى التساؤلات حول أدوار سياسية عجزت سياسة بوريطة عن انتزاعها في أوج الاستهداف الذي حلمت بالنجاح فيه ,
وما جرى في البيرو تنظر إليه دبلوماسية التسول المغربي على أنه محطة ينبغي استثمارها مرة لإضاعة الوقت، ومرة لكسبه، ومرة لتمريره، ودائما كان الهدف هو محاولة إحداث فرق على الأرض سعت منظومة البلطجة عبثا لتحقيقه بغاية استثماره كانتصار بساحة أمريكا اللاتينية .
هناك تساؤلات أكثر أهمية تغيب عن أذهان الكثيرين وتكاد تتمحور حول موضوع واحد هو الأساس، حيث تلتقي كل الإجابات على يقين أنّ مشروع استهداف الدولة الصحراوية في الاتحاد الإفريقي وعلى مستوى أوربا وبأمريكا اللاتينية قد سقط.
و عندما يسقط المشروع سقوطا مدويا على نحو ما حصل لدبلوماسية جربت الكذب والتضليل والنفاق , ثم استعانت بالبلطجة لتغيير وجه الحقيقة , فلم تفلح , فعادت لشراء الذمم وتوظيف الفساد والفاسدين في بلدانهم ستفشل كذلك لا محالة لان العالم مجمع على إدانة واستنكار هذا السلوك وهذا الأسلوب.
علينا أن نعتز بأن الدولة الصحراوية أفشلت كل هذه الدسائس بالأصالة عن نفسها وبالإنابة عن أحرار العالم، وبالتعاون مع دول الاتحاد الإفريقي ، لتتعزز القضية الوطنية من جديد بتجذير مكانتها وفرض احترامها وتوسيع دائرة دعمها القاضي باحترام الشرعية الدولية والإقرار بحق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال .(واص)