الجزائر، 22 مارس 2017 (واص) - دعا السفير الصحراوي لدى الجزائر، ، عضو الأمانة الوطنية السيد بشرايا حمودي بيون، اليوم الأربعاء، الإتحاد الإفريقي إلى ضرورة أن يلعب دورا أكبر في حل القضية الصحراوية في ظل حالة الجمود التي تعيشه على مستوى الأمم المتحدة، معتبرا أن غياب المغرب عن جلسة مجلس السلم والأمن الإفريقي "إخفاق في أول اختبار له" بعد إنضمامه للإتحاد القاري.
وأكد السيد بشرايا، خلال مداخلته في ندوة صحفية نظمتها اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان، لعرض الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال المغربي في المناطق الصحراوية، "أن الأمم المتحدة لم تتمكن بعد 40 سنة من فرض حل عادل من أجل تسوية نزاع الصحراء الغربية كونها آخر قضية تصفية استعمار في إفريقيا"، مجددا "التأكيد على أن القيادة الصحراوية مستعدة لأي جلسة مفاوضات جديدة مع المحتل المغربي للخروج من حالة الركود التي تعيشها الأزمة."
وحسب السفير الصحراوي فإن حالة الركود التي تعرفها القضية الصحراوية، خلقت نوعا من "خيبة الأمل" لدى الشعب والقيادة الصحراويين، والتي لم تتوان ولن تتوقف لحد الساعة في مطالبة الهيئات الأممية في الإسراع لإيجاد حل لتصفية الاستعمار من المناطق الصحراوية المحتلة ومنح الشعب حقه في الاستقلال وتقرير المصير.
كما حمل بشرايا بيون، "مجلس الأمن الدولي، مسؤولية ما يحدث في الصحراء الغربية من انتهاكات لحقوق الإنسان ونهب للثروات الصحراوية وكذا مسؤولية عدم تحميل بعثة تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية "المينورسو" لمهامها وتمديدها لمراقبة حقوق الإنسان" وذلك كما قال، "بسبب استخدام فرنسا لحق النقض الدولي الذي ما فتئت تستعمله لمنع أي تسوية سلمية خدمة لمصالحها الشخصية والمصالح المغربية".
ولهذه الأسباب - يضيف السيد بشرايا- ، ترى القيادة الصحراوية اليوم أن قضية الصحراء الغربية أصبحت "قارية إفريقية" أكثر منها أممية وهو ما يستدعي - كما قال- أن يلعب الاتحاد الإفريقي ومفوضية السلم والأمن دورا فعالا وجديا في حل قضية الصحراء الغربية.
أما عن غياب المغرب رغم الدعوة الرسمية للمشاركة في اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي أعتبره السفير ، إخفاقا" في أول اختبار له بعد انضمامه إلى الاتحاد الإفريقي ، مؤكدا أن تركه الكرسي شاغرا دليل على "عدم استعداده" للتعامل مع قضية الصحراء الغربية خشية منه الضغوط التي ستمارس من الهيئة في قضية منح تقرير المصير للصحراويين.
وأكد الدبلوماسي الصحراوي ، أن غياب المغرب يتناقض مع تصريحات الملك محمد السادس التي أدلى بها خلال القمة الإفريقية الأخيرة التي جرت في شهر يناير والتي أكد فيها نية بلاده في التعاون بشكل بناء مع الإتحاد الإفريقي من اجل التوصل الى السلم و الأمن و الاستقرار في القارة الإفريقية.
وبما أن المغرب التزام باحترام العقد التأسيسي للاتحاد الإفريقي فهو ملزم بأن يحضر بمقتضاه الى جانب الجمهورية الصحراوية من اجل الإجابة على انشغالات أعضاء مجلس السلم و الأمن للاتحاد الإفريقي، كما أن للاتحاد الإفريقي، السلطة القانونية للضغط على المغرب لاحترام محتوى الميثاق.
وفي حال مواصلة المغرب في تعنته وعدم التزامه بالمواثيق للهيئة القارية تسعى الدول الأعضاء - يوضح السيد بشرايا- " لفرض تطبيق قوانين الهيئة الإفريقية من خلال إعادة النظر في عضوية المغرب أو فرض عقوبات ضده".
ويرى السفير الصحراوي ، أن المغرب "أوقع نفسه في ورطة بانضمامه الى الاتحاد الإفريقي وانه لم يقم بالحسابات اللازمة"، موضحا أن "نيته كانت مبيتة منذ البداية حيث أن هذا الانضمام الى الاتحاد لم تكن بدافع تقديم الحل أو مساعدة الاتحاد من أجل الازدهار والتقدم إنما لتشتيت إفريقيا ".
وجدد السيد بشرايا في الندوة الصحفية التأكيد على أن قيادة الصحراء الغربية "مستعدة لأن تدخل في جولة جديدة من المفاوضات مع المحتل المغربي وتحت أي مظلة كانت سواء الأمم المتحدة أو الإتحاد الإفريقي من أجل حل عادل وديمقراطي يعطي للصحراويين حقهم في حريتهم واستقلالهم بدون شروط". (واص)
090/105.