مركب الحسين التامك (الشهيد الحافظ بوجمعة)،30ديسمبر2016(واص)-أشاد اليوم رئيس الجمهورية ،الامين العام للجبهة السيد ابراهيم غالي بجهود الجهات الشريكة مع العمل الخارجي بما ينسجم مع الأهداف والأولويات الوطنية من أجل الرفع من مستوى التنسيق فيما بينها ،جاء ذلك خلال كلمة ألقاها على هامش الندوة السنوية للعلاقات الخارجية.
نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة والأخوات،
نختتم اليوم الندوة السنوية للعلاقات الخارجية الصحراوية، كمحطة في غاية الأهمية من البرنامج السنوي للحكومة، والتي تميزت هذه السنة بالجمع بين مستويات الاطلاع والتقييم والتكوين والتوجيه، للمساهمة في بلورة التوجهات والخطط المنسجمة مع التطورات والتحديات الراهنة والمستقبلية.
على مستوى الأمم المتحدة، وجراء صمود ومقاومة الشعب الصحراوي، انعكست خيبة أمل دولة الاحتلال المغربي إزاء إقبار ما تسميه الحكم الذاتي في سلوكات النرفزة والارتباك والمواقف المتهورة، بحيث دخلت في مواجهة مفتوحة مع الشرعية الدولية. وقد تجلى ذلك في التهجم على الأمين العام للأمم المتحدة ورفض التعاون معه ومع مبعوثه الشخصي، وصولاً إلى طرد المكون المدني والسياسي للمينورسو.
وإزاء موقف المجتمع الدولي الذي فرض التراجع عن قرار المغرب الذي اعتبره سيادياً ولا رجعة فيه، أقدمت دولة الاحتلال المغربي على خطوة تصعيدية واستفزازية خطيرة من خلال الخرق السافر لاتفاق وقف إطلاق النار في الكركارات.
وعلى مستوى الاتحاد الإفريقي، تعززت مكانة الدولة الصحراوية ومشاركتها المنتظمة في مختلف فعالياته وهيئاته التي أكد الاتحاد تشبثه بميثاقه التأسيسي ومبادئه وقراراته، ورفضه لأي مساس بها، وخاصة في ظل الضجة التي تثيرها دولة الاحتلال المغربي حول الانضمام إلى المنظمة القارية.
وفي الواقع، فإن المملكة المغربية تعتمد في دستورها ما تسميه الحدود الحقة كصيغة زئبقية لا تزال تتسبب في التوتر والخلافات مع بلدان المنطقة. وقد بلغنا أن ملك المغرب أعلن أنه سيحترم الحدود الدولية المعترف بها وفق القانون الدولي.
ونحن إذ نشير إلى أن هذا الاحترام المزعوم يجب أن يتم تطبيقه أولاً على حالة الصحراء الغربية، فإننا نؤكد بأن استكمال الدولة الصحراوية لسيادتها على كامل ترابها الوطني لن يكون نهاية العالم، وإنما سيمثل فتح صفحة جديدة من السلام والاستقرار والديمقراطية والتعاون وحسن الجوار بين الشعبين الشقيقين، المغربي والصحراوي، بما يجسد طموحات شعوب المنطقة في الوحدة والتكامل والازدهار.
وتميزت هذه السنة بالانتصار المهم الذي حققته القضية الصحراوية على الواجهة القانونية القضائية على مستوى محكمة العدل الأوروبية، التي دعمت ترسانة القرارات الدولية التي تؤكد بأن لا سيادة للمغرب على الصحراء الغربية، مما يجعل وجوده فيها مجرد احتلال عسكري لا شرعي، وعززت مكانة جبهة البوليساريو كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي. قرار كهذا يجب دعمه بعمل دبلوماسي وتحسيسي مكثف وشامل، مع كل الفاعلين والمعنيين والحلفاء والأصدقاء من أجل وقف عمليات نهب ثروات بلادنا والمتابعة القضائية للمتورطين من دول وشركات وأفراد.
وبهذه المناسبة نحيي بحرارة انتفاضة الاستقلال ونضالاتها المستمرة، وبشكل خاص أسود ملحمة اقديم إيزيك الذين يتقدمون المقاومة اليوم بإصرار ورفض قاطع لكل مناورات دولة الاحتلال ومحاكمها المفتقدة لكل شرعية، ونشيد بالهبة التضامنية معهم، وطنياً ودولياً، ونطالب بإطلاق سراحهم الفوري غير المشروط، مع امبارك الداودي ويحي محمد الحافظ إيعزة وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية.
الإخوة والأخوات،
إن خصوصية واقعنا ونحن لا زلنا نخوض حرب التحرير الوطني تقتضي التنويع والتحريك، بما يضمن الدعم المتبادل بالخبرات والقدرات والإطارات ما بين الداخل والخارج لخلق التكامل وتطوير مستويات الأداء.
نشيد بجهود الجهات الشريكة في العمل الخارجي ونلح على الرفع من مستوى التنسيق بما ينسجم مع الأهداف والأولويات الوطنية، مع توسيع مجال التحرك في قارات العالم.
إن الدبلوماسي الصحراوي اليوم يجب أن يكون ملماً بتفاصيل الحرب الشرسة التي تشنها دولة الاحتلال المغربي ضد شعبنا، والتي تستهدف الجبهة الداخلية ولا تتوانى عن استعمال أقذر الأساليب.
فجدار الاحتلال المغربي، الجريمة ضد الإنسانية، لم يعد فقط آلة للقتل الوحشي بالألغام المحرمة دولياً وتدمير النبات والحيوان والبيئة، بل أصبح قاعدة لإغراق المنطقة بالمخدرات. إن دولة الاحتلال المغربي، أكبر منتج ومصدر للقنب الهندي في العالم، تلجأ اليوم إلى الاستعمال المخابراتي للمخدرات وصلتها الوثيقة بالإرهاب، بكل ما يحمل ذلك من عوامل التخريب والدمار، أمنياً واقتصادياً واجتماعياً، لشعوب المنطقة. يضاف كل ذلك المحاولات المستمرة لتقليص المساعدات الإنسانية الموجهة للاجئين الصحراويين.
لقد أظهر الشعب الصحراوي إرادته الراسخة في التصدي لكل الاحتمالات، وهو ما أكدته تطورات الكركارات. وإن ما أبداه مقاتلو جيش التحرير الشعبي الصحراوي من روح التضحية والاستعداد للذود عن حرمة الوطن، بشجاعة لا تعرف التردد، يفرض على جهاز الدبلوماسية الصحراوي التحلي بروح المسؤولية والعمل الجاد والمستمر، وهو المعول عليه للحصول على مكاسب وانتصارات ساحقة خلال السنة المقبلة 2017.
كل عام والشعب الصحراوي بخير ومن نصر إلى نصر
قوة، تصميم وإرادة، لفرض الاستقلال والسيادة(واص).
090/97