تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

كلمة رئيس الجمهورية أثناء تسلمه لمهامه

نشر في

الشهيد الحافظ 12 يوليو 2016 (واص) – ألقى رئيس الجمهورية ، الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي اليوم الثلاثاء كلمة برئاسة الجمهورية أثناء تسلمه لمهامه كرئيس للجمهورية وأمينا عاما لجبهة البوليساريو .
نص الكلمة :
كلمة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، بعد أداء اليمين الدستورية. مقر الرئاسة، 12 يوليو 2016
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة والأخوات، أعضاء الأمانة الوطنية والحكومة وأركان جيش التحرير الشعبي الصحراوي  والمجلس الوطني والمجلس الاستشاري والمجلس الدستوري والمجلس الأعلى للقضاء وإطارات الدولة والحضور الكريم،
منذ أيام قليلة فقط انتهى الحداد الرسمي بعد رحيل الشهيد الرئيس محمد عبد العزيز. وإننا لنود هنا أن نترحم على روحه الطاهرة الزكية، سائلين العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، مع النبــيــيـن والشهداء والصديقين، وجازاه عنا خير الجزاء. إن ذكراه لن  تزول أبداً ومكانته لن تتزحزح قيد أنملة من ذاكرة الشعب الصحراوي، كبطل وزعيم ورمز خالد، قاد مسيرة حافلة على مدار أربعين سنة، وعمل على بناء أسس الدولة الصحراوية الحديثة، على درب القائد المؤسس، شهيد الحرية والكرامة، الولي مصطفى السيد، وكل شهداء القضية الوطنية الأبرار.
ومع أننا بصدد واجبات ومسؤوليات وطنية، إلا أنني أود في المستهل أن أتقدم، باسمكم جميعاً، بجزيل الشكر والتقدير إلى الأخ خطري آدوه، رئيس المجلس الوطني الصحراوي، الذي تولى مهمة الأمين العام للجبهة ورئيس الجمهورية في فترة صعبة من تاريخ كفاحنا الوطني، وأن أهنئه على نجاحه في تسيير هذه المرحلة المتميزة، بأحزانها وصعوباتها، وصولاً إلى عقد المؤتمر الاستثنائي الذي شهد نجاحاً تاريخياً، بشهادة الجميع، بما حظي به من مشاركة وطنية ودولية، وبما عكسه من روح المسؤولية والإجماع.
كما أود أن أتوجه بالشكر والتهنئة كذلك إلى الأخ عبد القادر الطالب عمار، الوزير الأول، على نجاحه هو الآخر، وبمجهودات حثيثة، في تسيير الشأن العام أثناء فترة مرض الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز.
وأنا على يقين أننا لم نكن لنحقق هذا الإنجاز الوطني، اليوم وغداً، لولا روح الانسجام والتعاون النضالي المخلص من طرف جميع مكونات الجسم الوطني، بدءاً من الهيئات القيادية في الأمانة الوطنية والحكومة، التي قدمت الصورة النموذجية للمسؤولية، مروراً بجيش التحرير الشعبي الصحراوي، وانتهاءً بالقاعدة الشعبية الواسعة التي، كعادتها، تجاوبت بكل حماسة واندفاع وكانت في مستوى اللحظة التاريخية. وهذه مناسبة لنتوجه بالتحية إلى إطارات ومقاتلي الجيش الصحراوي وإلى كل مناضلات ومناضلي الجبهة والجماهير الصحراوية العريضة، وبطلات وأبطال انتفاضة الاستقلال والمعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية.
إن أداء اليمين الدستورية اليوم لا يمكن أن يمثل سوى محطة أخرى من محطات النضال والكفاح، فما هو إلا تكليف بمسؤوليات كبيرة ومهام جسيمة، علينا أن نعمل جميعاً، في التزام وانسجام، على تحقيقها بنجاح، على درب بلوغ الهدف الأسمى، ألا وهو استكمال سيادة الدولة الصحراوية المستقلة على كامل ترابها الوطني.
وفي سياق العمل على تنفيذ أولويات المؤتمر الرابع عشر للجبهة، المتعلقة بالتنظيم السياسي وجيش التحرير الشعبي الصحراوي وعوامل الصمود والمقاومة السلمية والجبهات الدبلوماسية والقضائية والقانونية والحقوقية والثفاقية والإعلامية وآليات التسيير والرقابة وملف المرأة والشباب، فإن من أولوياتنا الحفاظ على المكاسب العظيمة التي حققتها الدولة الصحراوية، بفضل تضحيات شعبنا الجسام، على جميع الواجهات والمستويات، وتعزيز مكانتها الجهوية والقارية والدولية، وتقوية علاقاتها مع الحلفاء والأشقاء والأصدقاء، وتكريس مكانتها كعامل توازن واعتدال واستقرار في المنطقة والعالم.
لا ريب أننا مقبلون على العديد من التحديات التي تفرضها ظروف ومعطيات المرحلة، داخلياً وخارجياً، بما في ذلك المترتبة عن الموقف التصعيدي المتعنت لدولة الاحتلال المغربي، ولكن، وبعون من الله، ووحدة وإصرار الشعب الصحراوي، وبمجهود وتعاون الجميع، لا بديل إلا الانتصار ولا مآل إلا الاستقلال.
قوة، تصميم وإرادة، لفرض الاستقلال والسيادة، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. (واص)
090/105.