تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

البيان الختامي للمؤتمر ال 14 لجبهة البوليسا ريو يعبر عن اعتزازه بالمكاسب المحققة

نشر في

عبرالبيان الختاميللمؤتمر الرابع عشر لجبهة البوليساريو عن  اعتزازه بالمكاسب  المحققة  في الميدان الدبلوماسي وفشل المغرب الذريع في المساس من الوضعية القانونية للصحراء الغربية كقضية تصفية استعمار .

 نص البيان الختامي :

انعقد المؤتمر الرابع عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ,مؤتمر الشهيد الخليل سيد امحمد في الفترة الممتدة بين 16 و20 ديسمبر 2015 بولاية الداخلة , تحت شعار " قوة تصميم وإرادة لفرض الاستقلال والسيادة" وسط حضور العديد من الوفود الصديقة  الحكومية والحزبية وشخصيات وممثلين عن المجتمع المدني من إفريقيا ,أوروبا ,أسيا,أمريكا اللاتينية, والعالم العربي

وخص المؤتمر بالتحية المشاركة المتميزة لوفد الجزائر الشقيقة كما حيا المشاركة المعتبرة للأحزاب والمجتمع المدني الموريتاني.                                                        

  و شهد المؤتمر حضورا كبيرا لممثلين عن امتدادات الجسم الوطني  الصحراوي في مخيمات العزة والكرامة  ومن جيش التحرير الشعبي الصحراوي والمناطق المحتلة من الصحراء الغربية والمناطق المحررة والجاليات مما عكس التفاف كل الصحراويين وتشبثهم بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي وقائدة كفاحه من اجل التحرير والاستقلال.                         

ومثل انعقاد المؤتمر في آجاله المحددة بالداخلة , الولاية  الأكثر  تضررا  جراء الفيضانات  الكارثية التي اجتاحت  مخيمات اللاجئين الصحراويين , شهر أكتوبر الماضي تحديا كبيرا  أظهر  من خلاله الصحراويون صور رائعة من التلاحم والتكافل والتضامن.

وناقش المؤتمر التقريرين الأدبي المالي اللذين قدمتهما الأمانة الوطنية للجبهة ,كما تناول بالدرس والتحليل   مجموعة من الوثائق أعدتها اللجنة الوطنية التحضيرية  كانت خلاصة  للنقاش الوطني الذي امتد  لعدة أشهر صب في الندوة الوطنية ثم المؤتمر.

وتميزت النقاشات التي شهدها المؤتمر في جلساته العامة ولجانه المتفرعة  بحضور هام للمرأة والشباب وسط  أجواء من الحرية والممارسة الديمقراطية التي تعتمدها الجبهة كاسلوب يساهم  في إشراك المواطنين في نقاش الشأن الوطني الذي  كان محل تمحيص وتدقيق شامل وقف من خلاله المؤتمرون على مناحي الضعف  التي تعوق المسيرة النضالية لشعبنا وايجاد البدائل لمعالجتها وكذا  كبريات الانجازات المحققة وسبل استثمارها وتنميتها باعتبارها  تشكل رصيدا ثمينا يقوي عوامل  الصمود والاستماتة  في  فرض حق  الشعب الصحراوي الثابت   في تقرير المصير والاستقلال.

 وإذ وقف المؤتمر على الرصيد الهام من المكاسب التي يمتلكها شعبنا في جميع الميادين القتالية .التنظيمية .السياسية .الدبلوماسية .الإعلامية .الثقافية والاجتماعية فقد  ثمن عاليا  تكريس اجماع الشعب الصحراوي على  تحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال وبناء دولة المؤسسات  وتمسكه بعرى الوحدة الوطنية  وتشبثه بالجبهة الشعبية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الصحراوي ومعبرا عن إرادته وصانعا  وحاضنا لمكاسبه وقائدة كفاحه الوطني.

وعبر المؤتمر عن  اعتزازه بالمكاسب  المحققة  في الميدان الدبلوماسي وفشل المغرب الذريع في المساس من الوضعية القانونية للصحراء الغربية كقضية تصفية استعمار والتعاطف الدولي  الكبير مع الجبهة الشعبية وتنامي العلاقات  الدبلوماسية للدولة الصحراوية مع العديد من دول العالم وحضورها البارز على المستوى الإفريقي الذي ترجمته المواقف المتقدمة لهذا ا الاتحاد و دعمه واحتضانه   للقضية   باعتبار الصحراء الغربية أخر مستعمرة  في إفريقيا.

 لقد بات الاتحاد الإفريقي وهو شريك الأمم المتحدة في مسلسل السلام , داعما قويا للقضية الصحراوية وهو ما تجلى في العديد من المناسبات و تأكد في مؤتمرات القمة ودورات  مجلس السلم والأمن الإفريقي وفي الاستشارة القانونية التي أصدرها الاتحاد وتعيينه للرئيس الموزمبيقي الأسبق السيد " جواكيم  شيصانو " ممثلا خاصا لمتابعة الملف بالإضافة لمواقف برلمان عموم إفريقيا والدور الكبير الذي تلعبه مفوضية الاتحاد بكل هياكلها في تقديم الدعم السياسي والقانوني والإنساني للقضية الصحراوية.

  واستقبل المؤتمر بارتياح التطورات الايجابية المحققة على الساحة الأوروبية  على غرار قبول الحكومة السويسرية لإعلان الجبهة التزامها بتطبيق اتفاقيات جنيف لعام 1949, والموقف المعبر عنه في تقرير البرلمان الأوروبي الأخير حول حقوق الإنسان  و الذي طالب فيه   بتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير وبإطلاق سراح كافة السجناء السياسيين الصحراويين لدى الدولة المغربية.

يضاف إلى ذلك الانتصار الكبير بإبعاده السياسية والقانونية والمتمثل في قرار محكمة العدل للاتحاد الأوروبي الصادر يوم 10 ديسمبر 2015 والقاضي ببطلان الاتفاقية التجارية حول المنتوجات الزراعية والسمكية المبرمة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب  لكونه يطال  بصفة غير شرعية أراضي الصحراء الغربية مما يتنافى والقانون الدولي. ويشدد المؤتمر على ضرورة حماية ثروات الصحراء الغربية من النهب الممنهج الذي تتعرض له على يد الاحتلال المغربي والشركات والدول المتورطة, مطالبا بوقف أي استغلال لا شرعي لهذه الثروات ومؤكدا ان الممثل الشرعي للشعب الصحراوي جبهة البوليساريو تحتفظ بالحق القانوني في مقاضاة كل شخص طبيعي  أو اعتباري يرتبط بعقود استكشاف أو استغلال أو تورط في سرقة هذه الثروات.

 وفي هذا الإطار يناشد المؤتمر الاتحاد الأوروبي عدم  الانصياع  لمحاولات المغرب الالتفاف على القرار وعرقلة  تطبيقه ويدعوه  إلى المساهمة الايجابية في إيجاد حل  عادل ونهائي لنزاع الصحراء الغربية والمشاركة الفعلية في  عملية السلام  الأممية.

وتدارس  المؤتمر بإسهاب  تطورات مسلسل السلام الاممي المتعلق بالصحراء الغربية الذي تعثر بسبب التعنت الواضح للطرف المغربي ورفضه  استئناف المفاوضات المباشرة  والجادة مع جبهة البوليساريو التي تدعو إليها الأمم المتحدة قصد إيجاد  حل  عادل ودائم  يمر عبر استفتاء حر وديمقراطي   يكفل حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف  في تقرير المصير والاستقلال.

ويعتبر المؤتمر الزيارة المرتقبة للامين العام  للأمم المتحدة  السيد "بان كيمون " إلى الصحراء  الغربية وتكثيف الجهود المعلن عنها من قبل ممثله الشخصي السيد "كريستوفر روس" فرصة جديدة يجب اغتنامها من طرف الأمم المتحدة وبصفة خاصة أعضاء مجلس الأمن لضمان بلوغ مسلسل السلام الغاية التي وجد من اجلها ومن هذا المنطلق تعبر الجبهة الشعبية عن استعدادها للتجاوب البناء مع هذا المسعى.

وإذا كان المؤتمر يدعو الأمم المتحدة إلى استغلال هذه الفرصة فانه ينبه إلى أن مناورات المغرب واستخفافه بمقررات المنتظم الدولي مع تحديه السافر لمساعي الأمم المتحدة  وخروقاته المتكررة لحقوق الإنسان   كلها عوامل  من شأنها إن   تؤدي  إلى انسداد  أفق الحل السلمي   ومن ثم التشكيك في جدوائية الاستمرار فيه مما ينذر  بمآل خطير للأوضاع بما فيها العودة للحرب , الشيء الذي  يستوجب من القيادة السياسية المنتخبة أعطاء أهمية  بالغة وأولوية ملحة للجاهزية القتالية والحربية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي كرد مناسب لهذه الأوضاع الخطيرة التي يتحمل المغرب فيها  كامل المسؤولية.   

لقد اتضح جليا أن المغرب يمثل تهديدا حقيقيا  للأمن والسلم في المنطقة والعالم من خلال سياسته التوسعية ضد الشعب الصحراوي والشعوب المجاورة  وإغراقه للمنطقة بكميات هائلة من المخدرات التي تساهم بطرق مباشرة وغير مباشرة في تغذية عصابات الجريمة المنظمة والمجموعات الإرهابية  .

إن المؤتمر وهو يحيي  انتفاضة الاستقلال المباركة بالأرض  المحتلة من الصحراء الغربية ومناطق جنوب المغرب يلفت  انتباه المجتمع الدولي إلى الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي يرتكبها المحتل المغربي ضد الصحراويين العزل والتي طالت الشيوخ والنساء والأطفال  وتعددت بين الاختطاف والتعذيب والقمع والاعتقال  والاختفاء القسري والمقابر الجماعية والقتل ومداهمة المنازل وتخريب الممتلكات  وقطع الأرزاق واستهداف الشباب الصحراوي وترويج المخدرات بين أوساطه.   . 

وإذ يدين المؤتمر كل هذه الانتهاكات والجرائم  فإنه يجدد التأكيد على أهمية  فتح إقليم الصحراء الغربية أمام  المراقبين والصحافة الدولية وعلى الضرورة العاجلة  لتوسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان وحمايتها والتقرير عنها.

ويناشد  المؤتمر المنتظم الدولي بالضغط على المغرب من أجل  إطلاق سراح كافة السجناء السياسيين الصحراويين مستنكرا  الأحكام الجائرة التي أصدرتها محكمة عسكرية مغربية في حق     معتقلي اقديم ايزيك الذين يقضون فترات سجنية تتراوح  بين عشرين سنة والمؤبد خلافا لكل الأعراف والقوانين الدولية.

 وينبه  المؤتمر إلى خطورة  جدار العار المغربي باعتباره جريمة في حق الإنسانية لما يترتب عنه من تشتيت للعائلات الصحراوية على جانبيه وما يشكله من خطر على الإنسان والحيوان والبيئة بسبب ملايين الألغام المنتشرة حوله والأسلاك الشائكة التي تحيط به مما يستوجب تفكيكه و إزالته.

إن المؤتمر إذ يشيد بالموقف التاريخي و المبدئي  والشجاع للجزائر حكومة وشعبا  تحت رئاسة المجاهد فخامة الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" والتي قدمت ولا تزال  تقدم   كافة أشكال الدعم اللامشروط  للشعب الصحراوي في محنته الطويلة ليعبر عن أسمى آيات الشكر والامتنان والعرفان لبلد المليون ونصف المليون شهيد على هذا الموقف المبدئي الذي يعكس الوفاء الدائم لتاريخ الجزائر ومبادئ ثورة نوفمبر المجيدة.

ويعبر المؤتمر عن دعمه  لكفاح الشعب الفلسطيني وتنديده بالقمع  والممارسات الارهابية وبسياسة الاستيطان الاسرائيلى كما يساند قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

 وهو يذكر الدولة الاسبانية  بمسؤولياتها التاريخية والقانونية والأخلاقية القائمة  اتجاه  تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وضرورة وضع حد لمعاناة الشعب الصحراوي المترتبة عن عدم إيفائها   بالتزاماتها وتوقيعها اتفاقية مدريد المشوؤمة سنة1975 فإن المؤتمر  يطالب بالاسراع في  تكوين لجنة من البرلمان الاسباني للتحقيق في ملابسات هذه الاتفاقية.

  وفي ذات الوقت يثمن المؤتمر مواقف ودعم شعوب الدولة الإسبانية والمجتمع المدني الاسباني  للقضية الصحراوية العادلة، كما  يشيد عاليا بحركة التضامن في إفريقيا، في أوروبا وفي أمريكا اللاتينية، واسيا وفي أماكن أخرى من العالم على مرافقتها الدائمة للشعب  الصحراوي ودعمه في  كفاحه العادل  من أجل الحرية وتقرير المصير.

ويجدد المؤتمر النداء للحكومة الفرنسية بالتخلي عن دعمها للمحتل المغربي في غزوه اللاشرعي لبلادنا والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ضد شعبنا وتشجيعها لعرقلة المغرب لمسار الجهود الأممية الرامية إلى إيجاد حل سلمي وعادل للنزاع في الصحراء الغربية.

ويطالب المؤتمر كل الصحراويين والصحراويات أين ما تواجدوا بالتحلي بروح اليقظة الكاملة، وتقوية الوحدة الوطنية كما يدعو القيادة المنتخبة  إلى إعطاء أولوية للجاهزية القتالية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي وتعزيز عوامل الصمود وتقوية الانتفاضة  تحسبا لكل الاحتمالات.

المؤتمر يتقدم بالشكر الجزيل لجماهير وسلطات ولاية الداخلة على احتضانها للمؤتمر  وللجنة الوطنية التحضيرية ولكافة الاجهزة الامنية من درك وشرطة وغيرها  ولمجموعات الخدمات ووسائل الاعلام الوطنية والاجنبية وكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذا الاستحقاق الوطني.

المؤتمر وفي ختام أشغاله صادق على القانون الأساسي للجبهة وبرنامج العمل الوطني وبعث بالعديد من الرسائل كما تبنى مجموعة من التوصيات  وجدد الثقة في الاخ محمد عبد العزيز امينا عاما للجبهة وانتخب  أمانة وطنية أدوا اليمين القانونية أمام المؤتمرين.

قوة تصميم وإرادة لفرض الاستقلال والسيادة

المؤتمر"