تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

لا يمكن لإسبانيا أن تتهرب من مسؤولياتها بالصحراء الغربية (صحيفة إسبانية )

نشر في

مدريد ( إسبانيا ) 09 نوفمبر 2015 ( واص ) - أبرزت صحيفة الموندو الإسبانية في افتتاحية لها يوم السبت الماضي ، أنه تمر أربعون سنة هذه الأيام على أحد الفصول الأكثر مدعاة للخجل في السياسة الخارجية الإسبانية (المسيرة الخضراء التي نظمها الحسن الثاني ملك المغرب حينئذ ، ودفعت بالحكومة الفرنكوية إلى ترتيب الانسحاب من الصحراء الغربية التي كانت تحت الوصاية الإسبانية منذ بدايات القرن العشرين).

 

تمر أربعة عقود وهذا الحدث تسبب في جرح لم يندمل بعد والذي يضع بلدنا -تقول الصحفية- أمام مسؤولياته كمستعمر سابق للإقليم ، كما يسمم العلاقات الجيوسياسية في المغرب العربي ؛ في الواقع المغرب وبقوة الأفعال المستهلكة يتصرف تحت سيادة مزعومة على الإقليم وهو الأمر الذي لا يعترف ولا يقر به المجتمع الدولي.

 

وتضيف الموندو الإسبانية ، أنه يكفي فقط أن ننظر لقدوم محمد السادس إلى مدينة العيون المحتلة يوم الجمعة الفائت ، وما رافقه من دعاية ومن مظاهر الاستقواء والغطرسة. في الوقت الذي لازال الشعب الصحراوي لم يمارس حقه في تقرير المصير ، على الرغم من أن الأمم المتحدة تطالب ومنذ الثمانينات بتطبيق الاستفتاء لأن الأمر يتعلق بإقليم لم تتم تصفية الاستعمار منه من الناحية القانونية.

 

من هنا ، فالصحراويون يشعرون بخيانة إسبانية مزدوجة : الأولى نهاية سنة 1975 عندما تجرأ الهالك الحسن الثاني على ابتزاز مدريد مستغلا الفراق السياسي في الحكم نتيجة الموت الوشيك للجنرال فرانكو ، التردد السياسي والخوف من هاجس الحرب في البلد ؛ أما الثانية فهو عدم تحمل إسبانيا مسؤولياتها كمستعمر سابق للإقليم.

 

وتتابع صحيفة الموندو تقول :

قرارات الأمم المتحدة المتتابعة ، كانت جلية وواضحة في المطالبة بتقرير مصير الشعب الصحراوي دون قيد أو شرط . ومنذ وقف إطلاق النار 1991 بين جبهة البوليساريو والمغرب ، كل أساليب المفاوضات التي توجت بمخطط بيكر 02 تهدف وبصورة وحيدة إلى تطبيق الاستفتاء وفقا لإحصاء متفق عليه بين الطرفين ، لكن الاستشارة لم تصل ونتيجة لعناد واستكبار المملكة المغربية ، فإن هذه الاستشارة الشعبية تصبح كل مرة غير قابلة للتحقيق.

 

ولبعض الأسباب ، كما تندد بذلك السلطات الصحراوية في مخيمات اللاجئين الصحراويين ، فإن عملية مغربة المستعمرة الإسبانية السابقة وصلت إلى حد أن السكان الأصليين باتوا يشكلون فقط  نسبة 20 بالمئة من المجموع ، والبقية هم مستوطنون مغاربة تم جلبهم إلى المنطقة تحت الترهيب أو الترغيب. كما يوجد حوالي 200.000 لاجئ صحراوي ، يعانون من شظف العيش وندرة الإمكانيات في مخيمات اللاجئين الصحراويين ؛ فالمغرب لا يلقي بالا ولا يستمع لقرارات الأمم المتحدة والتي ألحت هذه الأيام من جديد على إجراء حوار حقيقي وبناء. لكن إستراتيجية المملكة المغربية تتجسد في منع المبعوث الشخصي للأمم المتحدة من زيارة المنطقة وإطالة عمر النزاع بهدف تكريس الاحتلال المغربي للصحراء الغربية.

 

واستطردت افتتاحية صحيفة الموندو الإسبانية الصادرة السبت : الرباط تنهب الثروات الطبيعية للصحراء الغربية وتقمع الصحراويين بشكل رهيب وكمثال لهذا الوجه البشع هو سجن واعتقال العشرات من الحقوقيين الصحراويين ، كما أن المغرب مستعد للتفاوض في حالة واحدة فقط وهي الحكم الذاتي المحدود للصحراء الغربية ، دون أن يعير أذانا صاغية للوائح وقرارات الأمم المتحدة. لكن إسبانيا التي ترافع عن حل متفاوض عليه بين الطرفين يجب أن تتحمل مسؤولياتها في هذا الصدد ، "لا ننسى ، أننا قانونيا لا زلنا القوة المديرة للإقليم لأن انسحابنا منه لم يعنِ التخلي عن السيادة".

 

لهذا وللعدالة التاريخية ، فإنه يجب على الحكومة الحالية والتي ستأتي أن توظف كل إمكاناتها الدبلوماسية وتمارس الضغوط من أجل تطبيق الاستفتاء قبل فوات الأوان ، تخلص افتتاحية صحيفة الموندوالإسبانية.

 

( واص ) 090/100