تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مجلة "ذي الثنكر" الجنوب أفريقية تنشر مقالا للصحفي الصحراوي ماءالعينين لكحل بعنوان "افريقيا لم تتحرر بعد"

نشر في

 

جوهانسبورغ، 30 أكتوبر 2015 (واص) ،  نشرت المجلة الجنوب أفريقية المعروفة، "ذي الثنكر"، في عددها للرباعي الأخير من هذه السنة، مقالا للصحفي الصحراوي، ماءالعينين لكحل، بعنوان "أفريقيا لم تتحرر بعد" ضمَنه شروحات و افكار عن واقع الاحتلال المغربي للصحراء الغربية وموقف الاتحاد الأفريقي من ذلك.

 

وذكر الصحفي الصحراوي  قراء المجلة المعروفة بأنها من مجلات النخبة في جنوب أفريقيا، بأن "وجه المستعمر هذه المرة ليس ذلك الاستعمار الأوروبي الاسباني، بل استعمارا مستمرا خلافا لكل التوقعات من قبل حكومة افريقية، هي المملكة المغربية".

 

الصحفي الصحراوي ذكر القراء أيضا بالخطاب التاريخي لأحد زعماء الوحدة الأفريقية، الرئيس الغاني المشهور كوامي نكروما، والذي قال سنة 1963: "كيف يمكن، بدون جهودنا الموحدة، للمناطق الغنية ولكن المستعبدة من قارتنا أن تتحرر من ربق الاستعمار لتصبح متاحة لنا نحن من أجل التنمية الشاملة لأفريقيا؟ لقد تسببت كل خطوة ناجحة في تصفية الاستعمار من قارتنا في تصلب ومقاومة أكبر في تلك المناطق التي ما تزال بها ثكنات المستعمر. إن هذا مخطط كبير وشامل للمصالح الامبريالية التي تغذي الاستعمار والاستعمار الجديد، وسنكون مخطئين وبشكل لا يتصور لو تخيلنا للحظة بأن تصرفات المستعمرين تصرفات فردية وغير مترابطة".

 

ليشيرالصحفي كاستنتاج، بأن هذا الخطاب ما يزال ينطبق على واقع الحال في أفريقيا، وفي الصحراء الغربية بالخصوص، مع الفرق البسيط أن المستعمر الأوروبي ترك مهمة الاحتلال والتنكيل والقتل لعميل أفريقي، هو المغرب.

 

و يستعرض الكاتب  القضية الوطنية من مختلف الجوانب مشيرا إلى ما يعنيه الاحتلال المغربي من قمع، وانتهاكات لكل الحقوق السياسية والإنسانية لشعب الصحراء الغربية، ومذكرا القراء أن هذا الشعب الأفريقي ما يزال يكافح من أجل الحصول على حقه في الاستقلال.

 

من جهة أخرى ،حمَل الكاتب الصحراوي فرنسا المسؤولية الكاملة عن استمرار الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية لأن المغرب حسب قوله "حظي بدعم غير مشروط وحماية من باريس منذ بداية المغامرة الاستعمارية المغربية في الصحراء الغربية في اكتوبر 1975".

 

 

وتعرض الكاتب في مقاله للطرق التي تقدم بها فرنسا هذا الدعم المخزي في مجلس الأمن الأممي وفي غيره من المنابر الدولية مشيرا إلى أن فرنسا التي تدعي حماية حقوق الإنسان تقف بقوة ضد أي نوع من مراقبة أو حماية نفس هذه الحقوق المنتهكة في الصحراء الغربية.

 

لكن أفريقيا، يقول الكاتب، وخصوصا القوى التقدمية منها تدعم ودعمت الشعب الصحراوي دائما في معركته العادلة، مذكرا بقامات أفريقية كبيرة وقفت إلى جانب الصحراويين من قبيل اوليفر تامبو، ونيلسون مانديلا، وديسموند توتو، وطوماس سانكارا، وهواري بومدين، وغيرهم كثير.

 

وفي هذا الإطار ذكر القراء الجنوب أفريقيين بخطاب قائد حزب المؤتمر الوطني الجنوب أفريقي، اوليفر تامبو، للصحراويين سنة 1988 حين قال :"سنواصل دعمنا لكفاحكم بكل السبل الضرورية حتى تنتصر قضيتانا العادلتان".

 

 

من جهة أخرى ،اعتبر السيد ماءالعينين لكحل أن استمرار الاحتلال المغربي للصحراء الغربية ناتج عن اصراره على الاستمرار في نهب ثرواتها، حيث أشار إلى الثروات التي تزخر بها هذه المستعمرة الأفريقية.

 

 

وعبر كاتب  المقال عن أسفه لتساقط بعض "الدول" الأفريقية المتأثرة بالنفوذ الفرنسي، والتي تقف ضد التاريخ، وضد المواقف المشرفة للاتحاد الأفريقي بسبب مصالح ضيقة وأحيانا شخصية، معتبر أنهم "يقفون وبجلاء ضد المبادئ والأهداف التي سطرها الآباء المؤسسون لمنظمة الوحدة الأفريقية ولرواد الوحدة الأفريقية الشاملة".

 

وفي الأخير طمأن السيد ماءلعينين لكحل القراء إلى صلابة الموقف الأفريقي من تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية رغم كل شيء، مذكرا بالقرار التاريخي الذي اعتمد مجلس السلم والأمن مؤخرا حول الموضوع، في اجتماعه رقم 496 في أديس ابابا يوم 27 مارس 2015.

(واص)  120/ 090