بئر لحلو المحررة 12 أكتوبر 2015 ( واص ) - أكد رئيس الجمهورية الأمين العام لجبهة البوليساريو ، السيد محمد عبد العزيز، اليوم الاثنين بمنطقة بئر لحلو المحررة في كلمته بمناسبة الذكرى الأربعين للوحدة الوطنية ، التصميم على الوفاء لعهد الوحدة الوطنية، والرفض القاطع لكل محاولات العدو البائسة، اليوم كما بالأمس، الرامية إلى الزج بالشعب الصحراوي في غياهب التخلف والتبعية والتقسيم.
كما اعتبر رئيس الجمهورية ان الوحدة الوطنية هي "رسالة إرادة لجعل المؤتمر الرابع عشر للجبهة محطة نضالية ناصعة أخرى، تجسد الثبات والاستمرارية معاً، الثبات على عهد الشهداء والاستمرارية في حربنا المقدسة حتى استكمال سيادة الدولة الصحراوية على كامل ترابها الوطني".
وفيما يلي نص كلمة رئيس الجمهورية :
"بسم الله الرحمن الرحيم
مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي،
الإخوة والأخوات،
نلتقي اليوم في هذه المنطقة التي احتضنت منذ أربعين سنة إعلان الوحدة الوطنية لكل الصحراويات والصحراويين، أينما تواجدوا، في معركتهم الوجودية من أجل الحرية والاستقلال، بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
بهذه المناسبة، نقف اليوم وقفة إجلال وتقدير أمام المؤسسين والمساهمين، مَن رحل منهم ومن لا زال يواصل الدرب، ومنهم الحاضرون معنا اليوم، والذين دشنوا لمرحلة فاصلة في تاريخ الشعب الصحراوي، وفي مقدمتهم شهيد الحرية والكرامة، قائد ثورة العشرين ماي الولي مصطفى السيد.
وقد مر كفاح الشعب الصحراوي بمحطات خالدة، حيث كان تأسيس الجبهة وإعلان الكفاح المسلح في 10 و20 ماي 1973 لحظة انطلاق نحو الانعتاق والتخلص من الاستعمار، وكان قيام الجمهورية الصحراوية في 27 فبراير 1976 تكريساً نهائياً للوجود الصحراوي ككيان مستقل بين الشعوب والأمم.
لكن إعلان الوحدة الوطنية في 12 أكتوبر 1975 كان هو لحظة الانصهار والاندماج في بوتقة الانتماء إلى الهوية الوطنية الصحراوية الواحدة الموحـِّـدة. كان لحظة إعلان القطيعة مع سياسات الاستعمار التدميرية التي تشجع الجهل والتخلف والاستعباد والقبلية والتشرذم. كانت لحظة أبان فيها الصحراويون عن إدراك واعٍ وفهم عميق بأن خلاصهم يكمن في وحدتهم وتماسكهم. وقد جسدوا تلك القناعة بالتجاوب والانخراط الطوعي والشامل لكل جماهير الشعب الصحراوي، وبكل حماسة واندفاع، في مسار التحرير والبناء.
الأخوات والإخوة،
إن أكثر من أربعين سنة من الصمود والكفاح، وما حققته القضية الوطنية من حضور ومكانة على الساحة الجهوية والقارية والدولية، قد برهنت على أنه لا شيء سيمنع الصحراويين من انتزاع حقوقهم. فهذا الشعب المظلوم يخوض معركة بطولية، باسم البشرية جمعاء، لأنه يتشبث بقيمها ومثلها السامية ويدافع عن ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها، وخاصة حق الشعوب في تقرير المصير والاستقلال وحقوق اٌلإنسان.
جيش التحرير الشعبي الصحراوي، برصيده الزاخر بالبطولات والأمجاد، على أهبة الاستعداد، واليد على الزناد. وانتفاضة الاستقلال لا تتوقف عن إبداع الأساليب النضالية بروح التواصل والاستمرارية ، والجمهورية الصحراوية اليوم عامل توازن واعتدال واستقرار في المنطقة، لأن جبهة البوليساريو، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، تقود مشروعاً حضارياً قائماً على تكريس الديمقراطية والعدالة والمساواة والتعايش في ظل التفاهم والسلام، في مواجهة مشروع عدواني تقوده المملكة المغربية، يقوم على فلسفة التوسع والاعتداء على الجيران وزرع التوتر واللا استقرار في المنطقة، بإغراقها بالمخدرات ودورها الحاسم في دعم وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية.
إن التعنت والعجرفة والصلف هي صفات لصيقة بالمحتلين والاستعماريين على مر التاريخ، فلا سند لهم سوى قوة الظلم والعدوان، ولكن الانتصار في النهاية حليف الشعوب المضطهدة المكافحة، بقوة الحق وقوة القانون.
الشعب الصحراوي المكافح يستحق العيش حراً مستقلاً، في كنف السلم والاستقرار. يستحق من الأمم المتحدة أن تتحمل مسؤولياتها في تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا وتنظيم استفتاء ديمقراطي عادل لتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال. يستحق من المجتمع الدولي أن يسارع إلى حمايته من بطش وجبروت الاحتلال المغربي، ووقف النهب المغربي لثرواته الطبيعية، وإطلاق سراح معتقلي أكديم إيزيك، ضحايا المحكمة العسكرية المغربية الجائرة، وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية، وإزالة جدار الاحتلال المغربي، الجريمة ضد الإنسانية.
الأخوات والإخوة،
من هذا المكان المرصع بجوهرة الكفاح الصحراوي، الوحدة الوطنية، في ضيافة الناحية العسكرية الخامسة، ونحن نرحب أيما ترحيب بضيوف الشعب الصحراوي الذين حلوا بين ظهرانه لمشاركته احتفالاته بهذه المناسبة التاريخية، من جنوب إفريقيا والجزائر ومصر وتونس وإسبانيا وغيرها، فإننا نرفع تحية التقدير والشكر والعرفان إلى جميع أشقاء وحلفاء وأصدقاء الشعب الصحراوي في كل أنحاء العالم، وفي مقدمتهم الجزائر الشقيقة، بقيادة فخامة الرئيس المجاهد، أخينا عبد العزيز بوتفليقة.
في هذا اليوم العظيم، نحن مدعوون لاستحضار فضل الوحدة الوطنية التي تحطمت على صخرتها مؤامرات ودسائس الغزاة المحتلين، وارتوت شجرتها بالدماء والعرق والدموع والمعاناة والمكاسب والإنجازات ؛ فالوحدة الوطنية هي الفيصل بين الانتصار والانكسار، بين الوجود والاندثار.
الشعب الصحراوي يبعث من هنا رسالة التصميم على الوفاء لعهد الوحدة الوطنية، والرفض القاطع لكل محاولات العدو البائسة، اليوم كما بالأمس، الرامية إلى الزج بالشعب الصحراوي في غياهب التخلف والتبعية والتقسيم ، رسالة إرادة لجعل المؤتمر الرابع عشر للجبهة محطة نضالية ناصعة أخرى، تجسد الثبات والاستمرارية معاً، الثبات على عهد الشهداء والاستمرارية في حربنا المقدسة حتى استكمال سيادة الدولة الصحراوية على كامل ترابها الوطني.
وحدتنا وحدة من حديد، وستظل سائرة، والدولة الصحراوية المستقلة هي الحل، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته." ( واص )
090/500/100