تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

رئيس الجمهورية يشيد بصمود المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية

نشر في

بئر لحلو 16 يوليو 2015 ( واص ) - أشاد رئيس الجمهورية الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد محمد عبد العزيز ، بصمود المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية وتحملكم الأسطوري لظروف الاعتقال الرهيبة ووضعياتكم الصحية الصعبة التي لم تمنعكم من المواجهة اليومية الشجاعة مع جلادي الاحتلال المغربي ، ولا من خوض الإضرابات المتتالية وإصدار البيانات العصماء ، إدانةً لواقع ظالم ومرفوض ليس فقط في جانبه المتعلق بهم مباشرة، ولكن بكل تجلياته وانعكاساته على سائر الجسم الوطني الصحراوي.

 

 

وأوضح رئيس الجمهورية في رسالة تهنئة للمعتقلين السياسيين الصحراويين بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك ، أنهم حاضرون في قلوب ووجدان الصحراويين ، وهم مبعث اعتزاز وافتخار ومصدر إلهام وصمود ، بفضل فعلهم ونضالهم اليومي، وتحملهم الأسطوري لظروف الاعتقال الرهيبة ووضعياتهم الصحية الصعبة.

 

 

وأكد السيد محمد عبد العزيز ، أن غباء الاستعماريين طال الزمن أو قصر، يتحول إلى عناد عبثي محكوم عليه بالفشل المحتوم ، ودولة الاحتلال المغربي تدرك أكثر من غيرها أن كل وسائل القمع والترهيب والحصار وتضييق الخناق لا ولن تزيد الصحراويين المطالبين بحقوقهم المشروعة إلا تشبثاً وإصراراً.

 

نص الرسالة:

 

بئر لحلو، 29 رمضان 1436 هـ، الموافق لـ 16 يوليو 2015م

بسم الله الرحمن الرحيم " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ"

صدق الله العظيم

 

نتوجه إليكم أنتم معتقلي ملحمة أقديم إزيك وكل المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية : أحمد السباعي ، النعمة الأسفاري، محمد بوريال، سيد أحمد لمجيد، إبراهيم الإسماعيلي، الشيخ بنكة، الحسين الزاوي، الديش الداف، عبد الله التوبالي، سيدي عبد الله ابهاه، عبد الله لخفاوني، عبد الجليل لعروسي، محمد امبارك لفقير، محمد خونا ببيت، حسان الداه، محمد التهليل، محمد لمين هدي، البشير خدة، محمد البشير بوتنكيزة، محمد باني، البكاي العرابي، الداودي امبارك، محمد الديحاني، يحي محمد الحافظ، إبراهيم الداودي، أيوب مستغفر، محمد عالي البصراوي، السالك لعسيري، عالي كاش، حسان الشويعر، بوجمعة إيزا، يهديه شكراد، حسان الغزواني، نور الدين الزاوي، محمد سالم الوركاوي، إبراهيم محيتي، محمد ياسين، بومرزوق رشيد، خالد شكراد، محمد الداودي، المجاهيد ميارة، عبد الله بوكيوط، الهيبة قيس، عبد الخالق المرخي، سيدي بوعمود، عبد الفتاح الدلال، المحفوظ كروم، غالي زغام، صلاح بصيري، سيدي باعمر، وناتي الدليمي، ومن خلالكم إلى كافة جماهير الشعب الصحراوي، في كل مواقع تواجدها.

 

أيها المعتقلون السياسيون الصحراويون في سجون دولة الاحتلال المغربي في السجن لكحل في مدينة العيون المحتلة وسجن مدينة الداخلة المحتلة وفي جنوب المغرب وداخل المملكة المغربية في سلا والقنيطرة ومراكش وأغادير وآيت ملول وتيزنيت وتارودانت وكليميم،

 

يحل عيد الفطر مرة أخرى وأنتم داخل تلك الزنازن الموحشة، بعيداً عن الأهل والأحبة، لا لشيء سوى لأن سلطات الظلم والاحتلال المغربي تصر على حرمانكم ، كما تحرم الصحراويين جميعاً، من الحق الطبيعي في العيش في كنف الحرية والسلام على ربوع وطنهم الحر المستقل، الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.

 

أنتم حاضرون في قلوب ووجدان الصحراويين، مبعث اعتزاز وافتخار ومصدر إلهام وصمود، ولكنكم حاضرون بفعلكم ونضالكم اليومي، بتحملكم الأسطوري لظروف الاعتقال الرهيبة ووضعياتكم الصحية الصعبة التي لم تمنعكم من المواجهة اليومية الشجاعة مع جلادي الاحتلال، ولا من خوض الإضرابات المتتالية وإصدار البيانات العصماء، إدانةً لواقع ظالم ومرفوض، ليس فقط في جانبه المتعلق بكم مباشرة، ولكن بكل تجلياته وانعكاساته على سائر الجسم الوطني الصحراوي.

 

إن غباء الاستعماريين، طال الزمن أو قصر، يتحول إلى عناد عبثي محكوم عليه بالفشل المحتوم، ودولة الاحتلال المغربي تدرك أكثر من غيرها بأن كل وسائل القمع والترهيب والحصار وتضييق الخناق لا ولن تزيد الصحراويين المتشبثين بحقوقهم المشروعة إلا تشبثاً وإصراراً.

 

القائمون على دولة الاحتلال المغربي يوهمون أنفسهم بأن كل يوم يمر على المعتقلين السياسيين الصحراويين هو محطة جديدة من الانكسار والاستسلام واليأس، وتثبت لهم الأيام بأن كل يوم يمر على هؤلاء الأبطال، كما كان الحال مع سابقيهم ومع الشعب الصحراوي عامة، إنما يزيد من قوة الإرادة والإصرار، فالصحراويون يدخلون السجون المغربية ظلماً وعدواناً، ويخرجون منها أبطالاً وشجعاناً، أكثر قوة واستعداداً للتضحية والعطاء من أجل أهداف وطنية مقدسة لا يخشون فيها لومة لائم ولا يثنيهم عنها جبروت المتجبر ولا عنجهية المتغرطس.

 

فأنتم اليوم شموع مضيئة تنير درب المقاومة الصحراوية المجسدة في فصول انتفاضة الاستقلال التي لا تتوقف عن إبداع الأساليب وتنويع أشكال النضال في مسار معركة محتدمة مع قوة الاحتلال، لن تنتهي إلا بإحقاق الحق وانتصار الشرعية واستكمال سيادة الدولة الصحراوية على كامل ترابها الوطني.

 

وجودكم في سجون دولة الاحتلال المغربي انتهاك صارخ للقانون الدولي وصورة معتمة من صور الممارسات الاستعمارية الوحشية، وإطلاق سراحكم حق مشروع وقضية وطنية ودولية، والصحراويون لن تنام لهم جفون وأنتم في السجون، ولا بد للقيد أن ينكسر ولا بد للحق أن ينتصر.

 

أيها المعتقلون السياسيون الصحراويون في السجون المغربية، جماهير الشعب الصحراوي البطل:

يحل العيد هذا العام في سنة مليئة بالأحداث التاريخية التي يخلدها الشعب الصحراوي في ذكراها الأربعين، في مقدمتها عيد الوحدة الوطنية 12 أكتوبر 1975، ما يعكس ذلك من روح الإصرار والصمود وطول النفس، انطلاقاً من القناعة الراسخة بالحق المشروع والانتصار الحتمي. كما يستحضر الشعب الصحراوي ذكريات مؤلمة، على غرار الاجتياح العسكري المغربي لبلانا في 31 أكتوبر واتفاقية مدريد اللصوصية في 14 نوفمبر من نفس السنة.

 

وإذا كان العدو لا يدخر وسيلة من وسائله الخبيثة ولا أسلوباً من أساليبه الدنيئة للمساس من هذه المقاومة ومن كفاح الشعب الصحراوي عامة ومن شرعية ووحدانية ممثله وقائد معركته التحريرية، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب واستهداف وحدته الوطنية، فإن رد الجماهير الصحراوية يأتيه كل يوم، صارماً وواضحاً، نهائياً وقاطعاً، بأن لا بديل عن تقرير المصير والدولة الصحراوية المستقلة هي الحل.

 

وإذا كانت مكانة القضية الوطنية تتعزز يوماً بعد يوم والدولة الصحراوية تترسخ كحقيقة قانونية وسياسية، جهوية ودولية، لا رجعة فيها، فإن التحديات لا تزال ماثلة والمهام لا تزال عالقة، ذلك أن هدف التحرير واستكمال السيادة لا زال قائماً، بكل ما يقتضي ذلك من تضحيات وعطاء واستماتة ويقظة وحذر.

 

وإذا كانت الثورة الصحراوية فخورة بما حققته من إنجازات ومكاسب في فترة زمنية قياسية، وخاصة على مستوى بناء الإنسان والرأسمال البشري، الضامن الحقيقي للانتصار، فإن مهام المرحلة تتطلب من الجميع، ومن الشباب الصحراوي خاصة، مزيداً من الانخراط الواعي والمكثف في المعركة المصيرية.

 

فجيش التحرير الشعبي الصحراوي، تاج الثورة ورمز البطولة والرجولة والأنفة والنخوة والشهامة والتضحية والفداء، حامي حمى الوطن والذائد عن حرية وكرامة الشعب، يفتح ذراعيه بفخر واعتزاز لاستقبال دفعات الشباب التي ستدعم صفوفه بالحماس والاندفاعة والحيوية والخبرات والكفاءات.

 

ومؤسسات الدولة الصحراوية، رغم الظروف والصعوبات الموضوعية القائمة، مشرعة هي الأخرى للأجيال المتلاحقة للعمل والتواصل واستكمال مسيرة البناء والتحرير، بنفس روح التحدي والإصرار التي لا تعترف بالمستحيل والتي تحلى بها أبطال وبطلات، شهداء وشهيدات، معتقلو ومعتقلات الشعب الصحراوي، وفي مقدمتهم، شهيد الحرية والكرامة، الولي مصطفى السيد.

 

أيها المعتقلون السياسيون الصحراويون في السجون المغربية، جماهير الشعب الصحراوي البطل:

 

بمناسبة عيد الفطر المبارك، ونحن نتوجه بالتهنئة والتبريك إلى كافة أفراد الشعب الصحراوي في كل مواقع تواجدهم، في الأرض المحتلة وجنوب المغرب والجاليات، في الأراضي المحررة ومخيمات العزة والكرامة، فإننا نبعث برسالة التحية والتقدير، رسالة التضامن والمؤازرة، مع بطلات وأبطال جماهير انتفاضة الاستقلال، ومع عائلات الضحايا في معاركها لكشف الحقيقة، مثل حالات سعيد دمبر وحسن الوالي ومحمد لمين ولد هيدالة وغيرها. كما نبعث برسالة تحية وتقدير وتضامن وتآزر مع عائلات المعتقلين السياسيين الصحراويين التي تكابد عناء الفراق والحرمان من أبنائها وبعد المسافات وصعوبة التنقلات.

 

 لهم جمعياً نقول بأننا على العهد باقون، وبأن الحقيقة الصحراوية اليوم أكثر وضوحاً وتجذراً وانتشاراً من أي وقت مضى، مجسدة في العديد من الحقائق التي لا تردد فيها ولا تراجع ولا مساومة؛ حقيقة الوطن الصحراوي، حقيقة الشعب الصحراوي، حقيقة الدولة الصحراوية، حقيقة الانتماء الوطني الصحراوي، حقيقة الانتصار الحتمي، حقيقة التشبث بالخيارات الوطنية في الحرية والاستقلال، حقيقة الإجماع حول الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.

 

عيدكم مبارك سعيد، تقبل الله صيام الصحراويين والمسلمين عامة وقيامهم، وأعاد العيد على الشعب الصحراوي باستكمال سيادته على كامل ترابه الوطني، ومن شموخ إلى شموخ، ومن صمود إلى صمود، ومن بطولة إلى بطولة، من نصر إلى نصر، ودمنا أوفياء لعهد الشهداء، والدولة الصحراوية المستقلة هي الحل والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته                  

محمد عبد العزيز، رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب

 

( واص ) 090/100