تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

رئيس الدولة يؤكد ان المغرب لا يريد لأي طرف أن يشهد على انتهاكاته الجسيمة في حق الصحراويين العزل

نشر في

بئرلحلو (الأراضي المحررة) 18اغسطس2014(واص)- أكد اليوم الاثنين، رئيس الدولة، الأمين العام لجبهة البوليساريو، السيد محمد عبد العزيز ان المغرب لا يريد لأي طرف ان يشهد على انتهاكاته اليومية في حق المدنيين الصحراويين، موضحا سعي دولة الاحتلال المغربي إلى إبعاد الشهود عن جرائمها اليومية

 

 

وجدد رئيس الدولة، في رسالة بعثها الى الامين العام للامم المتحدة السيد بان كيمون، مطالبته "بالتدخل العاجل" للهيئة الأممية من اجل وضع حد لكل الممارسات القمعية ضد الصحراويين" مضيفا" انه حان الوقت لكي تقوم الأمم المتحدة بإنهاء  الحصار  المغربي المفروض على الصحراء الغربية."

 

ونبه الرئيس محمد عبد العزيز  ان الاحتلال المغربي " لا يرمي فقط إلى إبعاد الشهود "مسرح الجريمة  بل وأيضاً يروم "تجميد دور بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، المينورسو، وتجريدها من واجباتها ومسؤولياتها الحقيقية، وجعلها مجرد أداة لإضفاء الشرعية على احتلال عسكري لا شرعي."

 

 

 نص الرسالة:

 

" بئر لحلو، 18 أغسطس 2014

السيد بان كي مون،

الأمين العام للأمم المتحدة،

نيو يورك

 

السيد الأمين العام،

في سياق سياسات استعمارية مقيتة، تمعن دولة الاحتلال الغربي في ممارسة الحصار المشدد على الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، وتعمل على منع وصول المراقبين الدوليين المستقلين إليها بكل الطرق.

وفي الفترة الأخيرة شنت سلطات الاحتلال المغربي حملة متصاعدة من عمليات التضييق الملاحقة والتعنيف والمعاملة الحاطة من الكرامة البشرية والمنع والطرد التعسفي في حق العديد من هؤلاء، بمن فيهم النشطاء الحقوقيون والمحامون والبرلمانيون والإعلاميون وغيرهم.

وننقل لكم في هذه الرسالة انشغالنا العميق إزاء التنامي الخطير لمثل هذه السلوكات التي تمثل تناقضاً مقصوداً مع ما جاء في تقاريركم وفي قرارات مجلس الأمن الدولي، ليس فقط حول ضرورة حماية واحترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، ولكن وخاصة حول ضرورة إيجاد الآليات الكفيلة بمراقبتها وتمكين بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، المينورسو، من التواصل مع المواطنين الصحراويين والاطلاع على حقيقة الأوضاع هناك ومتابعتها.

وسنسوق لكم في هذه الرسالة بعض النماذج فقط من سلسلة طويلة من عشرات الحالات التي عرفت تصاعداً كبيراً في فترات معينة، مثل تلك التي سبقت ورافقت وأعقبت الهجوم العسكري المغربي على مخيم اقديم إيزيك للنازحين الصحراويين في 8 نوفمبر 2010 وما تلاه من محاكمة عسكرية ظالمة في حق مدنيين صحراويين، بمن فيهم نشطاء حقوقيون:

ـ في 11 أبريل 2014، أقدمت سلطات الاحتلال المغربي على طرد وفد نسائي يضم ممثلات عن جميعات إسبانية مدافعة عن حقوق الإنسان.

ـ في 16 أبريل 2014، سلطات الاحتلال المغربي تطرد مجموعة من النشطاء الشبان من منطقة أراغون الإسبانية.

ـ في اليوم نفسه، طردت سلطات الاحتلال المغربي ثلاث نساء من منظمة موندو بات.

ـ بتاريخ 18 أبريل 2014، أقدمت سلطات الاحتلال على طرد وفد من منطقة كناريا يضم 12 فرداً.

ـ في 19 أبريل 2014، قامت السلطات المغربية بطرد المحامية البرتغالية ريتا ريس.

ـ في 05 ماي 2014، سلطات الاحتلال المغربي تطرد وفداً من أربعة نشطاء من النرويج واثنين من بلجيكا.

ـ في 6 يونيو 2014، سلطات الاحتلال المغربي تطرد صحافيين اثنين من إيطاليا.

ـ في 4 أغسطس 2014، سلطات الاحتلال المغربي تطرد ثلاثة صحفيين من منقطة الباسك، إسبانيا.

ـ في 6 أغسطس 2014، تعرضت السيدة ميشيل دي كاستير، الأمينة العامة للجمعية الفرنسية للتضامن مع شعوب إفريقيا (AFASPA)، لعملية اختطاف من طرف سلطات الاحتلال المغربي، قبل أن تقوم بطردها في ظل ظروف مهينة.

ـ في 7 أغسطس 2014، سلطات الاحتلال المغربي تطرد المحامية الكندية سارة غيل، عضو منظمة اليونسيف.

 

السيد الأمين العام،

هذه فقط نماذج من عمليات الطرد التي تمت في معظمهما من مطار مدينة العيون، عاصمة الصحراء الغربية المحتلة، وشملت جنسيات أوروبية وإفريقية وأمريكية وغيرها، والتي قدم ضحاياها شهادات يندى لها الجبين عن سلوكات وممارسات لا قانونية ولا أخلاقية ولا إنسانية قامت بها في حقهم قوات الاحتلال المغربي، بزي عسكري ومدني.

إن قيام دولة الاحتلال المغربي بطرد المراقبين الدوليين المستقلين وفرض الحصار المشدد على منطقة واقعة تحت مسؤولية الأمم المتحدة لا يمثل فقط انتهاكاً سافراً للقانون والشرعية، ولكنه إهانة للمجتمع الدولي ومساس بمصداقية المنظمة الدولية.

وهو إلى ذلك دليل قاطع على أن دولة الاحتلال المغربي لا تريد لأي طرف أن يشهد على تلك الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها كل يوم في حق المدنيين الصحراويين العزل، المطالبين سلمياً بتنفيذ ميثاق وقرارات الأمم المتحدة بتصفية الاستعمار من بلادهم وتمتيعهم بحقهم المشروع في تقرير المصير والاستقلال، على غرار كل الشعوب والبلدان المستعمرة.

لا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى مكتوف الأيدي أمام استمرار جريمة الاحتلال العسكري المغربي اللاشرعي للصحراء الغربية وجريمة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان الصحراوي وجريمة نهب ثرواته الطبيعية وجريمة الحصار الظالم وجريمة الإهانة والطرد الممنهج في حق المراقبين الدوليين المستقلين.

إننا نطالبكم بالتدخل العاجل لوضع حد لكل هذه الممارسات التي تقوم بها دولة الاحتلال المغربي، والتي لا تتواني عن انتهاج خطاب التعنت والتمرد على الشرعية الدولية والتهجم على كل من يدافع عن القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ليس فقط على المراقبين الدوليين المستقلين، بل على الدول والحكومات بل والمنظمات الدولية، مثل الاتحاد الإفريقي، وصولاً إلى درجة التشكيك في مصداقية الأمم المتحدة وجهودها.

 لقد حان الوقت لكي تقوم الأمم المتحدة بإنهاء هذا الحصار المفروض على الصحراء الغربية المحتلة والذي لا يرمي فقط إلى إبعاد الشهود عن جرائم الاحتلال ولكن أيضاً، مع الأسف الشديد، إلى تجميد دور بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، المينورسو، وتجريدها من واجباتها ومسؤولياتها الحقيقية، وجعلها مجرد أداة لإضفاء الشرعية على احتلال عسكري لا شرعي.

أرجو أن تـتـفضلوا بنقل محتوى رسالتنا هذه إلى السيدات والسادة أعضاء مجلس الأمن الدولي.

 

و تقبلوا، السيد الأمين العام، أسمى آيات التقدير والاحترام

 

         محمد عبد العزيز،

 الامين العام لجبهة البوليساريو"

081/090/18اغسطس2014واص