تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

العمال الصحراويون حاضرون بقوة في مسيرة المقاومة الصحراوية ( رئيس الجمهورية )

نشر في

الشهيد الحافظ 01 ماي 2014 ( واص )- أبرز رئيس الجمهورية الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد محمد عبد العزيز ، أن العمال الصحراويين ظلوا حاضرين بقوة في مسيرة المقاومة الصحراوية ضد الوجود الاستعماري، وسجلوا مساهمتهم الميدانية مع بقية مكونات المجتمع الصحراوي في محطات عديدة، على غرار انتفاضة الزملة في 17 يونيو 1970 ومظاهرات الطنطان سنة 1972.

 

 

 

وأبرز رئيس الجمهورية في كلمة له خلال حفل تكريم العمال والعاملات الصحراويين بمناسبة فاتح ماي اليوم الخميس ، أنه بعد تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب واندلاع الكفاح المسلح في 10 و20 ماي 1973، كان العمال الصحراويون سباقين إلى الالتحاق بصفوف الثورة الصحراوية ، من داخل الوطن ومن تواجدات الجاليات الصحراوية في دول الجوار وأوروبا وغيرها ، فانخرطوا في وحدات جيش التحرير الشعبي الصحراوي وقادوا الأعمال البطولية ضد الوجود الاستعماري الإسباني ، وأبلوا البلاء الحسن وسجلوا صفحات ناصعة من البطولة والتضحية والإقدام.

 

 

وذكر الأمين العام لجبهة البوليساريو ، أن الحدث هو مناسبة للتذكير بالحملة الوطنية والدولية لإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية ، وأن الشعب الصحراوي في كل مواقع تواجده يجدد لهم آيات التضامن والمؤازرة، معهم ومع عائلاتهم ومع كل ضحايا همـجـيـة الاحتلال المغربي، ويقول لهم : معتقل يا رفيق، سنواصل الطريق، ولن تنام لنا جفون وأسرانا في السجون، ونحن على عهد الشهداء في المضي قدماً على درب التحرير، والنصر حتمي وأكيد وقريب، وما ضاع حق وراءه مطالب.

 

 

نص الكلمة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوة والأخوات،

يصادف فاتح ماي من كل سنة الذكرى السنوية لليوم العالمي للعمال، وبهذه المناسبة نتقدم بالتهنئة إلى كل العاملات والعمال الصحراويين وفي كل أنحاء العالم.

العاملات والعمال الصحراويون والشعب الصحراوي قاطبة يخلدون اليوم هذه المناسبة التاريخية التي تقترن بكفاح الإنسان من أجل التمتع بحقوقه المشروعة والقضاء على كل صنوف الظلم والقهر والاستغلال.

 

 

وقد ظل العمال الصحراويون حاضرين بقوة في مسيرة المقاومة الصحراوية ضد الوجود الاستعماري، وسجلوا مساهمتهم الميدانية مع بقية مكونات المجتمع الصحراوي في محطات عديدة، على غرار انتفاضة الزملة في 17 يونيو 1970 ومظاهرات الطانطان سنة 1972.

وعلى إثر تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب واندلاع الكفاح المسلح في 10 و20 ماي 1973، كان العمال الصحراويون سباقين إلى الالتحاق بصفوف الثورة الصحراوية، من داخل الوطن ومن تواجدات الجاليات الصحراوية في دول الجوار وأوروبا وغيرها، فانخرطوا في وحدات جيش التحرير الشعبي الصحراوي وقادوا الأعمال البطولية ضد الوجود الاستعماري الإسباني، وأبلوا البلاء الحسن وسجلوا صفحات ناصعة من البطولة والتضحية والإقدام.

 

 

وفي هذه السنة 2014 ستحل الذكرى الأربعين لعملية 20 أكتوبر البطولية التي قادها عمال صحراويون وأدت إلى تعطيل آلة النهب الاستعمارية الإسبانية  لإحدى أهم ثروات بلادنا.

وقد أردنا اليوم أن نعبر في هذا التكريم الرمزي عن تهنئتنا وتقديرنا وعرفاننا لكل العاملات والعمال الصحراويين، أين ما تواجدوا، بمن قضى منهم نحبه وبمن لا زال يزاول مهام النضال والكفاح.

 

 

إننا نحيي صمود العاملات والعمال الصحراويين، في كل الميادين والاختصاصات، من صحة وتربية وتعليم وإدارة وغيرها، والذين عملوا ويعملون بكل تفان وإخلاص، وقدموا التضحيات الجسام وعملوا في أصعب الظروف، ليس من منطلق انتظار راتب أو جزاء أو شكور، ولكن من منطلق القناعة والإحساس بأنهم إنما يخدمون قضيتهم الوطنية ويعملون في سبيل عزة وكرامة وحرية واستقلال شعبهم المظلوم.

 

 

الأخوات والإخوة،

صادق مجلس الأمن الدولي نهاية الشهر المنصرم على قراره 2152 الذي فند بشكل قاطع دعايات الاحتلال وحدد بشكل لا لبس فيه الإطار القانوني للنزاع الصحراوي المغربي. فالخلاصة الواضحة هي أنه لا سيادة للمغرب على بلادنا التي تنتظر تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا، وأن كفاح الشعب الصحراوي، بقيادة جبهة البوليساريو، عادل ومشروع، لأنه ما لم يتم تمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال، فسيبقى الوجود المغربي في الصحراء الغربية وجود احتلال عسكري لا شرعي.

لقد كان تقرير الأمين العام واضحاً في التعبير عن نفاذ صبر المجتمع الدولي إزاء تعنت الحكومة المغربية. لقد آن الأوان لكي تتحمل الأمم المتحدة مسؤوليتها وتعجل بإنهاء هذا الاحتلال لأنه يتعارض مع ميثاقها وقراراتها.

 

 

وحين يحــض مجلس الأمن الدولي على احترام حقوق الإنسان فإن أصابع الاتهام تتجه مباشرة وبوضوح إلى المغرب، ذلك أن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الأخير، الذي تناول أيضاً ملف نهب الثروات الطبيعية الصحراوية، شكل تزكية من أعلى هيئة في العالم لمئات التقارير التي أعدتها مختلف الهيئات والمنظمات والجمعيات والوفود المعنية، والتي تعد وثيقة إدانة قاطعة للمغرب بتوثيقها للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف دولة الاحتلال المغربي في حق المدنيين الصحراويين العزل.

 

 

إنه مكسب للشعب الصحراوي في مسيرة لا توقف فيها، وهو لم يأت عبثاً، بل بفضل تلك التضحيات التي قدمها ويقدمها الشعب الصحراوي كل يوم، والتي تجسدها اليوم انتفاضة الاستقلال بمظاهراتها وقفاتها واستمراريتها وانتشارها وتنوع أساليب المقاومة السلمية البطولية التي يخوضها رجال ونساء وأطفال وشيوخ، عمال وطلبة وتلاميذ، في الأراضي المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية.

 

 

هي حقائق ميدانية دامغة تعكس مشهداً ناصعاً من وحدة وصمود وإصرار الشعب الصحراوي على الكفاح والمقاومة بكل السبل المشروعة حتى انتزاع حقوقه كاملة، وتشبثه الراسخ بخياره الذي لا رجعة فيه، مهما طال الزمن ومهما تتطلب من ثمن، ألا وهو إقامة دولته المستقلة على كامل ترابها الوطني.

 

 

وفي هذا اليوم التاريخي، نقف وقفة ترحم وإجلال على أرواح شهداء القضية الأبرار، وفي مقدمتهم شهيد الحرية والكرامة، الولي مصطفى السيد، ووقفة تقدير وإكبار أمام مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي، المرابطون على عهد الشهداء، المتأهبون لكل الاحتمالات، وإلى جماهير شعبنا البطلة الصامدة في مخيمات العزة والكرامة وفي كل مواقع تواجدها.

كما أنها مناسبة للتذكير بالحملة الوطنية والدولية لإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية. إن الشعب الصحراوي في كل مواقع تواجده يجدد لهم آيات التضامن والمؤازرة، معهم ومع عائلاتهم ومع كل ضحايا همـجـيـة الاحتلال المغربي، ويقول لهم : معتقل يا رفيق، سنواصل الطريق، ولن تنام لنا جفون وأسرانا في السجون، ونحن على عهد الشهداء في المضي قدماً على درب التحرير، والنصر حتمي وأكيد وقريب، وما ضاع حق وراءه مطالب.

تحية إلى كل العاملات والعمال الصحراويين، والدولة الصحراوية المستقلة هي الحل،  والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

 

( واص ) 090/100