تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

أوراق عائد من المناطق المحررة 2 (واص)

نشر في

بئر لحلو المحررة (الصحراء الغربية)14 فبراير 2014 (واص)- بعد انعقاد المؤتمر 12 لجبهة البوليساريو نهاية 2008 اتخذت سلطات الجمهورية الصحراوية قرارا بالشروع في تأسيس الإدارة المحلية في المناطق المحررة التي كانت تديرها بالكامل عبر الإدارة العسكرية الصحراوية .

 

و كانت البداية من المنطقة الشمالية (زمور) من خلال إصدار مراسيم رئاسية بإنشاء بلديات في كل من بئر لحلو،  تيفاريتي، ابير تيغيسيت و امهيريز.

 

هذا القرار اتبع بقيام هياكل إدارية و اجتماعية و خلق بنى أمنية و خدماتية متعددة.

و تم تأصيل هذا المنحى عبر المؤتمر 13 لجبهة البوليساريو سنة 2011 ،  تم عقبه مباشرة استحداث وزارة البناء و اعمار المناطق المحررة من ضمن التشكيلة الحكومية الجاري بها العمل حتى ألان

 

وقد  تعزز هذا التوجه بإنشاء بلديات في المناطق الجنوبية المحررة  (تيرس) بكل من ميجك، اغوينيت، ة الدوكج.. و هي ألان في طور الإعداد للالتحاق بأخواتها بالمنطقة الشمالية من حيث تأهيلها في قدرتها على تسيير الحياة المدنية التي أصبح قوامها السكاني معتبرا، إقامة و عبورا.

 

و كانت الجولة الرئاسية التي قادها رئيس الدولة، محمد عبد العزيز قد شملت هذه البلديات و المناطق المشمولة بها  إداريا، مباشرة بعد  اختتام  فعاليات المسابقة العسكرية و ملتقى جاليات الجنوب يومي 4 و 5 فبراير الجاري في بلدة اغوينيت المحررة، حيث عاين جوانب من هذه الحياة في المناطق الشمالية (زمور)، واطلع على أوضاع السكان و مشاغلهم ، وقف وعاين سير المدارس و المصحات و غيرها من الشؤون الهامة .

لكن الرئيس، بحسب الصحفي المرافق له، اهتم بشكل استثنائي بمصادر المياه بهذه المناطق كون الماء المصدر الرئيسي للحياة و العنصر الأول في  خطط تعميرية أو إنمائية.

 

هنا توقف الرئيس عند مجموعة من مصادر المياه منها ما هو قديم مثل "لبيردات" الواقعة في نطاق الناحية العسكرية الرابعة، و "ابير تيغيسيت" بالناحية العسكرية الثانية ، و "ابير ليغاثة" بمنطقة الناحية الخامسة التي توقف بها  الرئيس وقدم تعليمات في استكمال  البحث  عن المياه و الحفر للابار.

 

للإشارة فالمواقع الثلاثة الأولى بها تجهيزات ضرورية لاستخراج المياه و الاستفادة منها سواء بالنسبة للإنسان أو الحيوان، و هي قابلة للتوسيع خاصة و أنها تغطي الاحتياج في مناطق شاسعة جدا و رعوية "بامتياز" بحسب أهل المنطقة، رغم ان الطلب يتضاعف  أثناء فترة الصيف الطويلة.

 

و يتوقع الصحفي الذي رافق الوفد الرئاسي في جولته الاستطلاعية أن يعطي الرئيس تعليماته للجهات المعنية للقيام بما يتطلبه الموقف، علما بأن جهود وزارتي البناء و اعمار المناطق المحررة و المياه و البيئة قد انصبت بالتنسيق مع النواحي العسكرية خلال السنوات الثلاث الماضية لتهيئة الظروف المناسبة حسب الإمكانيات من اجل انطلاق الإدارة و الحياة المدنيتين في تلك الربوع المحررة.

 

"و فيما لا ينبغي أن يغيب عن البال ان اي مسعى في هذا المجال يبقى محدودا في الزمن و الأبعاد في الوقت الراهن كون مخططات التعمير و التنمية في الصحراء الغربية بصورة نهائية، تظل رهينة تمكين شعبها من تقرير مصيره" بحسب المراقبين.

 ويضيف " ان  مثل هذه الخطط تحتاج إلى المال الوفير و المقدرات العلمية و التقنية، لكن الجهد المبذول حتى الآن ، يستحق كل التقدير و الإعجاب و يعطي العربون الأمثل على أن غد هذه المناطق في ظل الاستقلال سيكون واعدا بالتأكيد إنشاء الله" يختم الصحفي انطباعاته في الأخير و ارتساماته عن جولة الرئيس و الوفد المرافق له للمناطق المحررة و التي استغرقت أسبوعا كاملا. (واص)
0110/088/090