الشهيد الحافظ 31 يناير 2014 ( واص )- نشطت المحامية والحقوقية الأمريكية الشهيرة السيدة كاترين توماس محاضرة بعنوان : " السياسة الأمريكية ومسألة الصحراء الغربية ". وذلك يوم الأربعاء الماضي بوزارة الشؤون الخارجية.
وأبرزت السيدة كاترين توماس أن الصراع بين جبهة البوليساريو والمغرب ، اندلع خلال الحرب الباردة وحينها كان المغرب حليفا لأمريكا وقد دعمت الولايات المتحدة الأمريكية المغرب ولم تكن تعرف توجهات البوليساريو المستقبلية ولا طبيعة الدولة الصحراوية في حال استقلالها ، إلا أنه بعد انتهاء الحرب الباردة تغيرت الأمور كثيرا واتضحت الصورة أكثر بالنسبة لجبهة البوليساريو ، لكن من جهة أخرى ظل المغرب دوما حليفا قويا للولايات المتحدة وبعد أحداث 11 سبتمبر 2001 أصبحت مسألة الأمن تشكل هاجسا كبيرا بالنسبة لأمريكا وهو ما استغله المغرب ليعمد في السنوات الأخيرة إلىالترويج لمقولة أن بعض قادة ومقاتلي البوليساريو لديهم صلة بالإرهاب وخصوصا بتنظيم القاعدة وشكل ذلك قلقا لدى بعض المسؤولين الأمريكيين.
وأوضحت المحامية والحقوقية الأمريكية التي عملت منذ سنة 1994 كمستشارة مكلفة بالشؤون القانونية في منظمة الأمم المتحدة ، أن الموقف الأمريكي بدأ يميل بالتدريج إلى احترام حقوق الإنسان وهو أمر يخدم بعثة المينورسو كثيرا وأدى ذلك في الأخير إلى أن تتقدم الإدارة الأمريكية ( ونذكر بالأخص دور سوزان رايس ) بمشروع قرار إلى مجلس الأمن كي تقوم المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية.
عند التحدث إلى الرسميين الأميين فإن ردهم هو أن المسألة قانونية وتكمن المشكلة في كيفية تطبيق البند السادس (6) من قانون مجلس الأمن والذي توجد به مرونة من حيث التعامل مع هذا الملف ، وفي العام الماضي وقبل التقدم بمشروع القرار كانت هناك مواقف تحاول فرض وجهة النظر المغربية وتم تشكيل لوبي معارض للتخفيف من القرار ، لذلك تم إلغاء المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة والمغرب ، ليتم في النهاية التخفيف من لهجة القرار لكن رغم ذلك كله ومع مرور الوقت ، فإن هناك أملا كبيرا في الدفع بملف حقوق الإنسان إلى الأمام كما أن هناك ضعفا في موقف الطرف الآخر.
وحول إمكانية حل النزاع والأوراق الرابحة للصحراويين ، أشارت السيدة كاترين توماس إل أن الصحراويين لديهم ورقة مهمة وحاسمة متمثلة في الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية والنقاش الدائر حاليا هو كيف يتم تقرير المصير ؛ هل سيتم عن طريق الاستفتاء أو عن طريق أساليب أخرى. ومن جهة أخرى ، فإن موقف الخبير القانوني للإدارة الأمريكية هو مطابق لموقف هانس كوريل ولا يوجد في الإدارة الأمريكية من يعارض هذا الموقف القانوني.
و هكذا, فإذا نظرنا إلى مجمل هذه الأمور فإنها في صالح الصحراويين ولا داعي للتذكير بالقرارات الأممية التي هي كلها في صالح الشعب الصحراوي. وفي حقيقة الأمر فإن المشكل هو مشكل سياسي.
( واص ) 100/088/090