الجزائر 14 ديسمبر 2013 ( واص ) ـ استغرب رئيس الجمهورية الأمين العام لجبهة البوليساريو محمد عبد العزيز ، مصادقة البرلمان الأوربي على توقيع اتفاق للصيد البحري مع دولة الاحتلال العسكري المغربي اللا شرعي، والمساهمة معها ، في عملية سرقة في واضحة النهار، لثروات شعب محتل وأعزل في منطقة دولية تنتظر تصفية الاستعمار.
ودعا رئيس الجمهورية في كلمته أمام المشاركين في ندوة الجزائر الدولية : " حق الشعوب في المقاومة، حالة الشعب الصحراوي"، في طبعتها الرابعة ، دعا البرلمانيين الأوروبيين ، إلى إعادة النظر في مثل هذا القرار الجائر، الذي ينتهك القانون الدولي ويضرب في الصميم المثل والمبادئ والقيم التي تأسس عليها الاتحاد الأوروبي.
وذكر رئيس الجمهورية ، الدولة الإسبانية بأنها لا تزال مسؤولة قانوناً عن تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره، ودعاها إلى لعب الدور البناء المنسجم مع تلك المسؤولية للتوصل إلى الحل الديمقراطي العادل، وهو دور يتنافى تماماً مع تشجيعها لمثل هذا الاتفاق الذي يسهم في إطالة أمد النزاع ومعاناة الشعب الصحراوي وحرمان المنطقة من الاستقرار والتنمية.
واعتبر محمد عبد العزيز ، أن انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية منذ اجتياحها العسكري للصحراء الغربية في 31 أكتوبر 1975 لم تعد خافية على أحد ، لأنها موثقة ، ليس فقط على أجساد الصحراويين ومعاناتهم ، ولكن في مئات التقارير لمنظمات حقوقية ومؤسسات حكومية ودولية.
وأكد أن " الاستقرار والسلام في المنطقة يتعرض لتهديد حقيقي محدق بسبب السياسة التوسعية الاستعمارية للدولة المغربية التي لا تعترف بالحدود الدولية وترسم خرائط وحدود زئبقية خارج القانون وتهاجم الجيران وتحتل أراضيهم وتعيث فيها فساداً وخراباً " وأن جدار الاحتلال العسكري المغربي اليوم " يمثل جريمة ضد الإنسانية بتقسيمه الصحراء الغربية ، أرضاً وشعباً ، بترسانة رهيبة من آلات الدمار وملايين الألغام، بما فيها المضادة للأفراد، المحرمة دولياً.
دولة الاحتلال المغربي " هي نفسها التي تحتل المرتبة الأولى في العالم في إنتاج مخدر القنب الهندي، بشهادة الأمم المتحدة نفسها " وأن التدفق الكبير لهذه السموم في كل الاتجاهات " أصبح يشكل خطراً داهماً على شعوب المنطقة، يهدد بنشر الآفات في أوساط شبابها وتدمير مستقبلها " بل إن هذه المخدرات المغربية " تسهم إسهاماً مباشراً وفاعلاً في تكوين وتشجيع وتمويل عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية في المنطقة " يؤكد رئيس الجمهورية الأمين العام للجبهة في كلمته أمام المشاركين في الطبعة الرابعة من ندوة الجزائر الدولية : " حق الشعوب في المقاومة، حالة الشعب الصحراوي"
وقدم رئيس الجمهورية تحية للحضور الدولي خاصة البرلمانيين، سفراء الدول والسلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر
وعرج رئيس الجمهورية في كلمته على اهمية الحدث مذكرا انه يعقد بعد ندوة ابوجا النيجرية وايطاليا وفي افق ندوة مدريد السنة المقبلة، قبل ان يدين بقوة ." شراسة" الهجمة المغربية على الشعب الصحراوي وقضيته العادلة في ظل انتهاكات حقوق الاسان ونهب الثروات الطبيعية ومحاولة توريط الاتحاد الاوربي في عملية النهب
وابرز محمد عبد العزيز كيف ان النظام في المغرب صب جام غضبه على افريقيا وشعوبها بصفة عامة، مذكرا في هذا الخصوص بلدان بعينها مثل نيجريا والجزائر وجنوب افريقيا
وقال الرئيس ان افريقيا تحتضن القضية الصحراوية وترافع عنها في المحافل الدولية
رئيس الجمهورية ادان سلوك نظام الاحتلال ، خاصة التهجم على الجزائر، مذكرا بما وقع من تدنيس للعلم الجزائري فاتح نوفمبر الماضي، وهنأ الجزائر على تشريفها للعرب في مونديال البرازيل متنيا لفريقها المزيد من التألق
نص الرسالة :
" بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة الحضور،
أود في البداية أن أتوجه إليكم بالشكر الجزيل على حضوركم لهذه الطبعة الرابعة من ندوة الجزائر الدولية : " حق الشعوب في المقاومة، حالة الشعب الصحراوي"، وأن أشكر باسمكم جميعاً اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، برئاسة السيد الحاج محرز العماري.
كما أود أن أشكر جزيل الشكر كل الأشقاء والأصدقاء وكل الأساتذة والباحثين الذين قدموا من كل قارات العالم من منطلق التضامن مع قضية عادلة ودعم مقاومة شعب مظلوم.
السيدات والسادة،
إن مقاومة الشعوب للاستعمار والاحتلال والاضطهاد كانت وستبقى حقاً مشروعاً وواجباً مقدساً. وقد أقرت الأمم المتحدة للشعب الصحراوي حقه في الدفاع عن نفسه ومقاومة المستعمرين المحتلين، بما في ذلك باستخدام الكفاح المسلح، حتى يـتـمـتع بتقرير المصير والاستقلال.
وإن الكفاح البطولي الذي خاضه الشعب الصحراوي، بقيادة جبهة البوليساريو، على مدار أكثر من 40 سنة، قد أوضح بجلاء كيف أن إرادة الشعوب لا يمكن قهرها، لأنه خيار شعبي نابع من واقع ومن قناعة الصحراويين، المتمسكين، دون تردد ولا تراجـع، بقيام دولتهم المستقلة، الجمهورية الصحراوية، على كامل ترابها الوطني.
لقد أنجز الشعب الصحراوي تجربة رائعة في بناء أسس دولته المستقلة وهو في غمرة الحرب التحريرية الضروس، واختار بناء مجتمع عصري متفتح، متمسك بحقه مؤمن بمثل الديمقراطية واحترام الحريات والمساواة والتعايش بين الثقافات، ويعطي للمرأة والشباب مكانتهما المستحقة.
لم ولن تنجح أساليب البطش والتنكيل التي انتهجتها وتنتهجها دولة الاحتلال المغربي في كسر شوكة المقاومة الصحراوية. وكل محاولة استعمارية جديدة تصطدم بشحنة متجددة من الرفض الصحراوي القاطع للاحتلال ومن الاستعداد للتضحية من أجل قضية عادلة مقدسة.
السيدات والسادة،
إن انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية منذ اجتياحها العسكري للصحراء الغربية في 31 أكتوبر 1975 لم تعد خافية على أحد، لأنها موثقة، ليس فقط على أجساد الصحراويين ومعاناتهم، ولكن في مئات التقارير لمنظمات حقوقية ومؤسسات حكومية ودولية.
وإضافة إلى الشهادات الكثيرة والمؤثرة التي ستتلقى الندوة نماذج منها من الأراضي المحتلة، فإن المقابر الجماعية الرهيبة المكتشفة مؤخراً لصحراويين اغتيلوا غدراً على يد القوات المغربية لا تكشف فقط ممارسة دولة الاحتلال للإبادة الجماعية، بل تؤكد بأن مزاعمها السابقة مليئة بالأكاذيب والمغالطات.
السيدات والسادة،
إن هذه الانتهاكات تمثل حقيقة دامغة، معاشة يومياً في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية وجنوب المغرب، لم يسلم منها حتى المواطنون الأوروبيون، بمن فيهم أعضاء البرلمان الأوروبي.
إن هذا الأمر يجعلنا ننظر بكل استغراب واستنكار إلى مصادقة هذه المؤسسة على توقيع اتفاق للصيد البحري مع دولة الاحتلال العسكري المغربي اللا شرعي، والمساهمة معها، مع الأسف الشديد، في عملية سرقة في واضحة النهار، لثروات شعب محتل وأعزل في منطقة دولية تنتظر تصفية الاستعمار.
إننا ندعو البرلمانيين الأوروبيين، ممثلي الشعوب الأوروبية، إلى إعادة النظر في مثل هذا القرار الجائر، الذي ينتهك القانون الدولي ويضرب في الصميم المثل والمبادئ والقيم التي تأسس عليها الاتحاد الأوروبي.
كما أنه مناسبة لنذكر الدولة الإسبانية بأنها لا تزال مسؤولة قانوناً عن تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره، وندعوها للعب الدور البناء المنسجم مع تلك المسؤولية للتوصل إلى الحل الديمقراطي العادل، وهو دور يتنافى تماماً مع تشجيعها لمثل هذا الاتفاق الذي يسهم في إطالة أمد النزاع ومعاناة الشعب الصحراوي وحرمان المنطقة من الاستقرار والتنمية.
السيدات والسادة،
إن هذا الاستقرار والسلام في المنطقة يتعرض لتهديد حقيقي محدق بسبب السياسة التوسعية الاستعمارية للدولة المغربية التي لا تعترف بالحدود الدولية وترسم خرائط وحدود زئبقية خارج القانون وتهاجم الجيران وتحتل أراضيهم وتعيث فيها فساداً وخراباً. وإن جدار الاحتلال العسكري المغربي اليوم يمثل جريمة ضد الإنسانية بتقسيمه الصحراء الغربية، أرضاً وشعباً، بترسانة رهيبة من آلات الدمار وملايين الألغام، بما فيها المضادة للأفراد، المحرمة دولياً.
دولة الاحتلال المغربي هي التي تحاكم، في القرن الواحد والعشرين، مدنيين صحراويين، بمن فيهم النشطاء الحقوقيون، أمام المحاكم العسكرية. إنها مناسبة لنطالب بتحرك دولي عاجل، على كل المستويات، من أجل إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية والكشف عن مصير المفقودين.
دولة الاحتلال المغربي هي التي تنكرت نهاراً جهاراً للاتفاقيات والالتزامات التي وقعتها مع الطرف الصحراوي، برعاية الأمم المتحدة، والتي تقضي بتنظيم استفتاء حر، عادل ونزيه لتقرير مصير الشعب الصحراوي. إن سعي المغرب للتملص من خطة التسوية الأممية الإفريقية لعام 1991 هو محاولة مكشوفة لمصادرة إرادة الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال.
دولة الاحتلال المغربي هي نفسها التي تحتل المرتبة الأولى في العالم في إنتاج مخدر القنب الهندي، بشهادة الأمم المتحدة نفسها. وإن التدفق الكبير لهذه السموم في كل الاتجاهات أصبح يشكل خطراً داهماً على شعوب المنطقة، يهدد بنشر الآفات في أوساط شبابها وتدمير مستقبلها. بل إن هذه المخدرات المغربية تسهم إسهاماً مباشراً وفاعلاً في تكوين وتشجيع وتمويل عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية في المنطقة.
السيدات والسادة،
حضرنا منذ أيام في تأبين أحد رموز المقاومة في إفريقيا والعالم، المناضل الكبير نيلسون مانديلا. إنها لحظة حزينة دون شك، ولكننا نأبى إلا أن نعبر اليوم عن مشاعر الافتخار والاعتزاز والثقة.
نحن فخورون ومعتزون لأننا مع مانديلا وشعب جنوب إفريقيا في خندق واحد، في مقاومة الاستعمار والظلم والاضطهاد.
نحن فخورون ومعتزون لأننا مع مانديلا وشعب جنوب إفريقيا وكل الشعوب المكافحة من أجل الحرية والكرامة، حظينا ونحظى بموقف الجزائر العظيمة، الداعم بكل وضوح وصرامة لتصفية الاستعمار وحق الشعوب في تقرير المصير، انطلاقاً من تشبث حازم بمتقضيات الشرعية الدولية.
وليس هذا بالأمر الغريب على الجزائر، على بلد ثورة المليون ونصف المليون من الشهداء، بلد الشعب الجزائري العظيم الذي رفض الاستكانة للاستعمار رغم بقائه 130 سنة جاثماً على صدره. ليس غريباً على مكة الثوار التي احتضنت، بكل فخر وثقة، المحاربين من أجل الحرية من إفريقيا ومن العالم. إنها الجزائر التي تحتل اليوم، بجدارة واستحقاق، مكانة ريادية في المنطقة والعالم، وتحظى بالاحترام والتقدير لدورها المسؤول في حماية السلم والاستقرار، وتجربتها المتميزة في مكافحة التطرف والإرهاب. إنها الجزائر التي تشق اليوم، بقيادة فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، طريقها نحو إرساء دولة الحق والقانون، دولة المؤسسات والإصلاحات الكبرى على طريق التنمية الشاملة.
إنها الجزائر التي تشكل لنا ولشعوب العالم مصدر إلهام وثقة بأنه ما ضاع حق وراءه مطالب. إننا واثقون إذن، ونحن نقتفي آثار الثورة الجزائرية وكفاح نيلسون مانديلا وكل الشعوب المكافحة من أجل الحرية والانعتاق، بأن النصر حتمي لا رجعة فيه. واليوم، ونحن نستعد لاختتام سنة 2013، سنة الذكرى الأربعين لتأسيس جبهة البوليساريو واندلاع الكفاح المسلح ضد الوجود الاستعماري، فنحن على يقين بأن المقاومة الصحراوية العادلة والمشروعة سوف لن تتوقف، بل سوف تتواصل، وسوف تتصاعد، وسوف تـنـتصر" .
( واص ) 100/088/090