تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الصحراء الغربية: أوباما يريد حلا "يقبله الطرفان" و يلتزم من أجل حقوق الانسان

نشر في

واشنطن 23 نوفمبر 2013 (واص)-التزم الرئيس باراك أوباما بمواصلة الجهود الرامية إلى التوصل لحل "سلمي و دائم يقبله الطرفان" حول مسألة الصحراء الغربية و بحماية حقوق الشعب الصحراوي الذي نددت كتابة الدولة و الكونغرس و المنظمات غير الحكومية الدولية بانتهاكات حقوقه.

و عقب اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي بالعاهل المغربي محمد السادس أمس الجمعة بواشنطن نشر البيت الأبيض بيانا مشتركا كرس فصلا كاملا لمسألة الصحراء الغربية و حقوق الشعب الصحراوي إضافة إلى الجوانب الأخرى الخاصة بالعلاقات الثنائية الأمريكية-المغربية و الأمن الإقليمي و مكافحة الإرهاب و بالقارة الافريقية و السلام في الشرق الأوسط.


بحث المسألة الصحراوية في إطار الأمم المتحدة


و يشير بيان الرئاسة الأمريكية بوضوح إلى أن ملف الصحراء الغربية يجب أن يعالج في إطار الأمم المتحدة و ذلك من خلال دعم الولايات المتحدة التام للمفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة و مبادرات المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس مع حث المغرب و جبهة البوليزاريو على العمل من أجل التوصل إلى حل.

للتذكير كان السيد روس قد أطلع مؤخرا مجلس الأمن عن عدم تنظيم جولة جديدة من المفاوضات بين طرفي النزاع إلا في حال "تحسن الآفاق" المرتبطة بتنظيم اجتماع مشترك.

و لبلوغ هذا الهدف أعلن حينها عن مقاربة جديدة من خلال إطلاق مرحلة جديدة من المفاوضات تقوم على مبادلات ثنائية منفصلة مع كلا الطرفين المغرب و جبهة البوليساريو.

        مسألة حقوق الإنسان


خلال لقائه مع العاهل المغربي طرح الرئيس الأمريكي مسألة انتهاك حقوق الشعب الصحراوي من قبل المغرب التي ألح أعضاء من الكونغرس الأمريكي و المنظمات غير الحكومية الدولية و الصحافة الأمريكية على بحثها بصفة أولوية.

من هذا المنظور أشار البيت الأبيض إلى أن الرئيس أوباما و العاهل المغربي أكدا على التزامهما المشترك بتحسين الظروف المعيشية للشعب الصحراوي و اتفقا على العمل سوية من أجل الاستمرار "في حماية و ترقية" حقوق الانسان في الصحراء الغربية.

في ردة فعل على كل هذه الالتزامات أعربت جبهة البوليساريو عن ارتياحها بداية لموقف الرئيس أوباما من أجل ضمان حماية حقوق الشعب الصحراوي.

سجلت الحكومة الصحراوية وجبهة البوليساريو"المكانة المتميزة التي حظيت بها قضية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية في محادثات الرئيس الامريكي باراك اوباما مع ملك المغرب امس الجمعة في واشنطن

كما تسجلان ب"ارتياح الاهتمام والعناية التي حظي بها موضوع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، مما يعكس الانشغال العميق إزاء الانتهاكات المرتكبة في حق الصحراويين على مدار أكثر من 38 سنة من الاحتلال المغربي، ويعزز المطلب الدولي بضرورة تولي بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، المينورسو، حماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ومراقبتها والتقرير عنها".

كما تسجلان أيضاً، يستطرد بيان وزارة الاعلام، "دعم الولايات المتحدة لحل عادل ودائم ومتفق عليه لمشكل الصحراء الغربية في إطار الأمم المتحدة والجهود التي يقوم في هذا الشأن السيد كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة".

وتنتظر الحكومة الصحراوية وجبهة البوليساريو "إجراءات عملية ملموسة وعاجلة لتجسيد الالتزام الأمريكي بتسريع وتيرة الحل في إطار الأمم المتحدة وحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية وتحسين ظروف شعبها، والتعجيل بإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية عامة، وخاصة أولئك المدنيين والمدافعين عن حقوق الإنسان الذين حكمت عليهم المحكمة العسكرية المغربية بأحكام ظالمة وجائرة" يقول البيان .

وتعتبر الحكومة الصحراوية وجبهة البوليساريو، على غرار ما نصت عليه محكمة العدل الدولية بلاهاي وقرارات الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي، أن الحل لا يمكن أن يكون ديمقراطياً وعادلاً إلا إذا مكن الشعب الصحراوي، المعني الأول بالسيادة على الصحراء الغربية، من الاختيار بكل حرية وشفافية، عبر استفتاء متعدد الخيارات"

وبالتالي يضيف البيان "تمكينه من حقه الدولي المقدس وغير القابل للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال، مما سيضع حداً لوضعية التوتر وعدم الاستقرار التي يفرضها التوسع والاحتلال المغربي على المنطقة".

ويضيف ممثل جبهة البوليساريو بواشنطن محمد يسلم بيسط، انه  لا بد إذن من اتخاذ اجراءات و ارساء آليات عملية لمراقبة حقوق الانسان من أجل تطبيق هذا الالتزام من طرف الولايات المتحدة.

ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير


في تعليقه من جهة أخرى على الموقف الأمريكي إزاء نزاع الصحراء الغربية مثلما تضمنه البيان أوضح السيد بيسط أن الرئيس أوباما يعتبر أيضا مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب بمثابة "مقاربة محتملة" تعد من بين المقاربات الأخرى المدرجة في اللوائح الأممية منذ يوليو2003.

في ذات السياق يذكر السيد بيسط أن الاستفتاء حول تقرير مصير الصحراء الغربية الموعود منذ عدة سنوات يتضمن ثلاث خيارات تتمثل في استقلال الصحراء الغربية و الضم إلى المغرب أو الحكم الذاتي.
لكن كما صرح لوكالة الانباء الجزائرية, يتعين على الشعب الصحراوي وحده القيام باحدى هذه الخيارات الثلاثة "في إطار ممارسة حقه الثابت في تقرير المصير".

و من جهة أخرى أعرب الممثل الصحراوي عن ارتياحه لتطرق الرئيس أوباما خلال لقائه مع العاهل المغربي محمد السادس إلى مسألة محاكمة مدنيين الذين أحيلوا على المحاكم العسكرية المغربية و التي يشير بشأنها البيان المشترك إلى أن العاهل المغربي "التزم بوضع حد لهذه الممارسة".

في هذا الصدد أعرب السيد بيسط عن أمله في أن يطبق هذا الالتزام للعاهل المغربي بأثر رجعي و أن يتم إطلاق سراح المدنيين الصحراويين الذين تمت ادانتهم من قبل المحاكم العسكرية المغربية مستشهدا بمثال ال24 سجين في قضية اكديم ايزيك الذين صدرت في حقهم أحكام ثقيلة من قبل محكمة الرباط العسكرية في فبرايرالفارط و مثال محمد الحافظ عيازة و مبارك داودي.

الصحراء الغربية أدرجت منذ 1966 في قائمة الأراضي غير المستقلة و بالتالي فهي معنية بتطبيق اللائحة 1514 للجمعية العامة للأمم المتحدة المتضمنة الاعلان عن منح الاستقلال للبلدان و الشعوب المستعمرة. و تعد الصحراء الغربية آخر مستعمرة في افريقيا يحتلها المغرب منذ 1975 بدعم من فرنسا. (واص) 088/700/090