الشهيد 6 نوفمبر 2013 (واص)-مع حلول ذكرى مسيرة الاجتياح المغربي للصحراء الغربية , تعود الرباط لعادتها القديمة في "خلط الأوراق" و تجييش السياسة و الراى العام و صرف أنظار المغاربة و تصدير أزماتها الداخلية و ذر الرماد في الأعين و خلق عداوات مع الجيران .
ذلكم إن المسيرة أرادها نظام المغرب المريض ب"عقيدة التوسع" مطية للتغطية على" جريمة الحرب" التي اقترفها في حق المدنين الصحراوين الذين لإزالت المقابر الجماعية شاهدة على بشاعتها وتحكي تفاصيلها المؤلمة.
لقد أقام النظام في المغرب الدنيا يومها ولم يقعدها من خلال حملة من "الدعاية و البهرجة" غير المسبوقة جندت لها الأبواق و انخرطت فيها جوقة الأحزاب و سخرت لها إمكانيات البلد بقدها و قديدها و بدعم سخي من بعض الحلفاء مستغلا يومئذ أجواء الحرب الباردة والتعتيم و المؤامرة التي كانت تطبخ في دهاليز مدريد و الرباط و واشنطن و التي كانت اتفاقية مدريد الثلاثية عنوانها الأبرز .
نحن على مشارف ذكرى تلك المسيرة السوداء التي لم تصل الصحراء الغربية و لم تكن سوى "مظلة دعائية" لحجب "حرب الابادة" التي دشنها الجيش المغربي منذ 31 اكتوبر 1975، والتمويه على المجازر المرتكبة في اجديرية و حوزة و الفرسية و القنبلة بالنابالم في امدريكة و امكالة و التفاريتي و الكلتة ورمي الصحراويين من الطائرات ودفنهم احياء في مقابر جماعية..
هنا نتساءل ما أشبه الأمس باليوم؟ فالنظام السياسي في المغرب ركب منذ البداية موجة "التغليط مطية والتوسع عقيدة" فاقحم المغاربة في حرب خاسرة تحت يافطة "إجماع مصطنع" و بات اليوم مثل الكلب المسعور جراء الهزات التي يتكبدها سياسيا و دبلوماسيا بعد ان تكشفت فظائعه, حقائقا يندى لها الجبين و بات مدانا من طرف الهيئات و المنظمات المعنية بحقوق الإنسان على المستوى الدولي .
إن مشروع التوسع المغربي الذي لم يسلم منه أي من الجيران، قد انتكس ومني بالفشل الذريع،كونه لم يعد مستساغا في ظل المتغيرات الدولية الجديدة التي لم يستوعبها نظام المخزن بعد ..
ذلكم ان النظام في المغرب لازال "أسير سمفونية" مشروخة، بل وتثير الاشمئزات في مواقع كانت بالامس القريب تشكل سندا ومتكأ له، كونه لم يعد بقادر على مواكبة مستجدات العالم في ثوبه الجديد . (واص)
088/090