جنيف، 4 ماي 2013 (واص) - نظمت الرابطة الدولية للمرأة من أجل السلام والحرية ندوة اليوم الاثنين حول النزاعات في افريقيا، في مقر مجلس حقوق الإنسان بجنيف، متناولة عدة قضايا افريقية وعلى رأسها القضية الصحراوية.
و في كلمة لها خلال أشغال الندوة، قدمت الناشطة الحقوقية الصحراوية السيدة أمينتو حيدار عرض شامل عن طبيعة النزاع في الصحراء الغربية بوصفه نزاع تصفية استعمار لم يستكمل بعد له انعكاسات خطيرة على الوضعية العامة لحقوق الإنسان.
وذكرت الناشطة الصحراوية بهذا الخصوص أن الأمم المتحدة تعترف بالصحراء الغربية كبلد محتل ضمن لائحة تصفية الاستعمار منذ الستينات، معبرة عن أسفها لاختيار الدولة الاستعمارية السابقة، اسبانيا، التآمر مع المغرب وتسليمه الصحراء الغربية سنة 1975 بدل استكمال تصفية الاستعمار منه، كما تدعو إلى ذلك كل قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة منذ 1963.
كما استعرضت السيدة أمينتو حيدار أهم مظاهر الانتهاكات المغربية لحقوق الانسان، مشيرة إلى أن الشعب الصحراوي لم يعرف في تاريخه مرحلة أكثر "قساوة وقتامة" من فترة الاستعمار المغربي.
"قبل الاحتلال المغربي لم يكن الشعب الصحراوي يعرف أو يقبل الإساءة للإنسان، وخصوصا للمرأة، لكن الغزو المغربي شكل نقطة سوداء في تاريخ هذا الشعب الذي اكتشف معنى الانتهاكات، ومعنى الاختطافات، وتعذيب النساء والاطفال، والاعتقالات التعسفية وغيرها من الانتهاكات" تقول المناضلة الصحراوية.
و أشارت المدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان إلى ما تتعرض له المرأة الصحراوية في المناطق المحتلة من تعذيب وانتهاكات في الشوارع، مشيرة إلى أن المغرب يضرب عرض الحائط بكل الحقوق المدنية والسياسية للشعب الصحراوي وعلى رأسها الحق في حرية الرأي والتظاهر وتشكيل الجمعيات.
من جهة أخرى، عرضت الناشطة الصحراوية للحضور لمحة مختصرة عن تجربتها الخاصة في السجون السرية المغربية، وما تتعرض له النساء الصحراويات عموما من تعذيب، مضيفة أن منهن من ماتت في المعتقل، ومنهن من اعتقلت وهي حامل، ومنهن من لا تزال مفقودة.
ودعت أمينتو حيدار ممثلي كل المنظمات الدولية لدعم النضال السلمي الذي يخوضه المواطنون الصحراويون بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية من أجل الدفاع عن حقوقهم، معتبرة أن هذا النضال "لا يجب أن يكون مسؤولية الصحراويين لوحدهم، بل هو مسؤولية كل محبي السلام وكل الدول والمنظمات الدولية حكومية وغير حكومية"
وقد شاركت في الندوة أيضا مناضلات إفريقيات هن اليان نايكا، عضو مجلس الشيوخ في مدغشقر، والموزمبيقية نيارادزايي غومبونزفاندا، السكرتيرة العام للجمعية الدولية للمرأة المسيحية الشابة، بالاضافة إلى السيدة بريجيت باليبو، من افريقيا الوسطى ممثلة عن المكتب التنفيذي لمنظمة الصداقة بين النساء الإفريقيات.
وقد حضر الورشة ممثلون عن منظمات دولية مشاركة في أشغال الدورة ال23 لمجلس حقوق الإنسان وممثلون عن بعثات بعض الدول الأعضاء في المجلس.
كما حضر الندوة وفد من النشطاء الصحراويين من مخيمات اللاجئين الصحراويين، والمناطق المحتلة والمهجر، يضم كل من خديجتو المخطار، ممثلة عن اتحاد المرأة الصحراوية، ولهدية محمد دافة، رئيسة جمعية صحراء- ميديكال، ومصطفى المشظوفي، عن عائلات المعتقلين مجموعة اكديم ايزيك، وماءالعينين لكحل، ممثل الفيدرالية الدولية للشباب الديمقراطي، بالاضافة الى أميمة عبد السلام، ومتو المصطفى، عن منظمة الطلبة من أجل الأمم المتحدة وتمثيلية جبهة البوليساريو بسويسرا.
و في مداخلتها أثناء الندوة، تساءلت الدكتورة الصحراوية السيدة لهدية محمد دافة عن أسباب رفض المغرب مقترح الولايات المتحدة الأمريكية الأخير الداعي لتوسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، إن كان فعلا مهتما بالدفاع عن اللاجئين الصحراويين كما يدعي في دعاياته. (واص)
090/089