تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

رئيس الجمهورية في رسالة مفتوحة الى ملك المغرب: "كبيرة" التنكيل بالنساء الصحراويات

نشر في

بئر لحلو 30 مارس 2013 (واص)- اكد رئيس الجمهورية ، الامين العام لجبهة البوليساريو، السيد محمد عبد العزيز في رسالة مفتوحة بعث بها اليوم السبت الى ملك المغرب ان " ارتكاب "كبيرة" التنكيل بالنساء الصحراويات المتظاهرات سلميا، وتعريتهن في الشوارع العامة، والتحرش بهن وتهديدهن بالاغتصاب أمام الملأ، يشكل حالة خطيرة من الطيش والنزق والتحلل من أدنى قدر من أخلاق الإنسانية وسماحة الإسلام".

 

"إن ما حدث يوم السبت 23 مارس الجاري في شوارع مدينة العيون المحتلة، على هامش زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد كريستوفر روس إلى الصحراء الغربية، وقبل ذلك في مدينة بوجدور المحتلة، بتاريخ 18 فبراير 2013، من خلال إقدام السلطات الأمنية المغربية، بناء على أوامر رسمية وبحضور كبار المسؤولين الأمنيين، على ارتكاب "كبيرة" التنكيل بالنساء الصحراويات المتظاهرات سلميا، وتعريتهن في الشوارع العامة، والتحرش بهن وتهديدهن بالاغتصاب أمام الملأ، يشكل حالة خطيرة من الطيش والنزق والتحلل من أدنى قدر من أخلاق الإنسانية وسماحة الإسلام" يضيف رئيس الجمهورية

 

ووصف رئيس الجمهورية هذه السابقة "إنه فعل فاضح لا يشرف المغرب ولا الشعب المغربي الأصيل، ولا أتصور أنكم كملك للمغرب تتشرفون أن تتصرف قواتكم باسمكم، ونحن في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، تماما كما كانت تتصرف جيوش الجبابرة من الغزاة في العصور الظلامية".

 

و اردف محمد عبد العزيز قائلا "فالتقارير المصورة التي يندى لها جبين الإنسانية وشهادات الضحايا الموثقة من طرف العديد من المنظمات الحقوقية الدولية والمتناقلة من طرف وسائل إعلامية عديدة، بما فيها وسائل إعلام مغربية دفعت النخوة القائمين عليها إلى التعامل مع فضيحة الدولة المغربية يوم السبت 23 مارس 2013 كمنكر أكبر من أن يـُـسكت عنه تحت أي مبرر كان، ستشكل، دون شك، وصمة عار أخرى على جبين الدولة المغربية التي ارتكبت بحق المدنيين الصحراويين أفظع الجرائم على مدار سنوات النزاع".

 

و اشار الى ان هذه الجرائم "بدأت برمي المدنيين من الطائرات ودفن الأحياء أو حرقهم جماعياً والرمي بهم في مقابر جماعية، أو قصفهم بقنابل النابالم والفوسفور، المحرمة دولياً، مرورا باختطافهم وإخفائهم قسريا لعقود من الزمن، واغتصابهم، نساءً ورجالا، في الزنازن وغرف التحقيق، وانتهاء ب"الاسترجال" على نساء عزل إلا من إرادتهن في الحياة الكريمة وتعريتهن والتحرش بهن جنسيا أمام الملأ".

 

"آخر ما انكشف للعلن من تلك الجرائم، التي تعتبر ممارسات يومية في الأرض المحتلة، هو إقدام سلطاتكم الأمنية على عمل أقل ما يقال عنه أنه نذل وجبان من خلال اللجوء، عن سابق ترصد وإصرار، إلى الاستفراد بالنساء الصحراويات المتظاهرات وتعريتهن في الشوارع العامة والتحرش الجنسي بهن أمام الملأ واختطاف بعضهن واغتصابهن ورميهن في أطراف المدن عاريات مثخنات بجراح التعذيب والقهر على أيدي أشباه رجال يأتمرون بأمركم، يرتكبون الفظائع باسمكم في حق المدنيين الصحراويين العزل" يضيف الامين العام لجبهة البوليساريو

 

و نبه قائلا "فلعلكم، جلالة الملك، لا تعرفون أو يكون قد فاتكم أن الاعتداء اللفظي على المرأة في الثقافة الصحراوية يعد كبيرة من الكبائر وسببا كافيا لإسقاط صفة الرجولة في بعدها الحقيقي كمجموعة قيم عن الرجل، فما بالك بالاعتداء جسديا عليها والوصول إلى حد التعرية والسحل والتحرش الجنسي أمام الملأ كما يفعل ممثلوكم في الصحراء الغربية".

 

"لقد توارث الصحرايون، على مر العصور، ثقافة وطنية عريقة أعطت للمرأة حريتها كاملة ومكانتها التي تستحق كعنصر محوري في حياة العائلة والمجتمع، محصن بشكل مطلق ضد كل أشكال العنف اللفظي والجسدي، من خلال التمسك بقيم النخوة والشهامة الأصيلة وتعاليم الدين الإسلامي، التي من المفترض أن نتقاسمها جميعا" تستطرد الرسالة المفتوحة

 

"والحق أن من يستهدف النساء الصحراويات، بالنظر إلى قدسية شرفهن وكرامتهن لدى الإنسان الصحراوي، إنما يعمق من فجوة التباعد والجفاء ويزرغ أسباب التنافر ويغرز سكاكين الحقد في جسد التعايش السلمي بين الشعوب" يقول محمد عبد العزيز

 

و توقف رئيس الجمهورية قائلا "ولكنه، في المقابل، يخطئ خطأ فادحا إن كان يتصور أن استهداف الصحراويين من خلال الإمعان في التنكيل بالنساء أسلوب ناجع لـِـلـَيِّ أذرعهم والتأثير على استعدادهم للتضحية من أجل حقوقهم الوطنية المشروعة في الحرية والاستقلال.

 

"فالصحراويون، والنساء تحديدا، واعون بأن الغزاة منذ الجاهلية، مرورا بحروب الأمبراطوريات والتجارب الاستعمارية الحديثة، يلجؤون لاستعمال السبي والاغتصاب والتحرش الجنسي كسلاح رئيس للسيطرة على الشعوب المقهورة، قبل أن يقروا، في النهاية، بأن طوفان الحرية في أعماق الشعوب المكافحة أعتى وأقوى وأبقى من طحالب الظلم والاستغلال مهما كانت قاسية".

 

ونوه قائلا "لكم أن تتأملوا في شهادة تلك المرأة الصحراوية، وهي تستجمع قواها تحت أقدام أحد رجالكم في مدينة العيون لتصرخ في وجهه : " أما أنا فأريد أرضي". تلك الصرخة، بحد ذاتها، تحمل مرافعة بليغة تختصر مشهد الصراع القائم وواقع أزمة حقوق الإنسان المتفجرة في الأراضي الصحراوية المحتلة".

 

"فالسيدة المناضلة، الشريفة، المفعمة بحب الوطن والمستعدة للتضحية بكل غال ونفيس من أجل رفعة شعبها، تملك سببا أقوى وأنبل وأبقى لمواصلة النضال ألا وهو الأرض، فيما لا يمتلك رجل الأمن المغربي من هدف سوى ممارسة القمع بأساليب غاية في الخسة والدناءة، وأتصور أن ذلك لا يشرفكم كملك للمغرب، ولا يشرف الشعب المغربي الشقيق المعروف بالنبل والشهامة وحسن الأخلاق" يضيف الامين العام لجبهة البوليساريو

 

و في نهاية رسالته، خاطب محمد عبد العزيز ملك المغرب قائلا "فلتتحملوا مسؤوليتكم، ولتجعلوا ضباط وجنود جيشكم وشرطتكم وأجهزتكم الأمنية الذين تبعثونهم إلى الصحراء الغربية المحتلة يتوقفون عن ارتكاب مثل هذه السلوكات المشينة الفاضحة باسمكم في حق النساء والأطفال والرجال والمسنين الصحراويين العزل".(واص)
090/091 واص