عمان (الاردن)، 5 فبراير 2012 (واص) - أبرزت صحيفة السوسنة الأردنية انه رغم معاناة اللجوء والحرمان إلا ان الصحراويين لازالوا متشبثين بقضيتهم وحقوقهم المشروعة لدرجة تفوق الاعتقاد والإيمان
وقال الصحيفة الأردنية في مقال نشرته في عددها اليوم الثلاثاء " ان لا همّ للصحراويين إلا العودة إلى أرضهم التي أخرجوا منها، والتي ذادوا عنها ضد الأسبان، متطلعين إلى بناء دولتهم على ترابهم الوطني
وأضافت الصحيفة التي زار مندوبها مخيمات اللاجئين في مقالها المعنون " السوسنة في الصحراء الغربية بحثا عن الاستقلال المنسي "في مخيمات لجوء شعب الجمهورية العربية الصحراوية يختزل كل فرد في نفسه وفكره مأساة، فيروي كيف استشهد اقرب الناس إليه بأيد عربية، فلا يكاد يخلو بيت من شهيد على الأقل وبعضها يصل إلى ثلاثة شهداء، كانت تتوالى أخبار استشهادهم في يوم واحد.
ويقول محمد عمر- واحد من الذين استضافوا مندوب السوسنة الزميل خالد هيلات في بيوتهم – أثناء توجهنا لحضور حفلة زواج ابن خاله التي دعانا إليها: كان أخوالي أربعة، استشهد اثنان منهم في اللحظة ذاتها، وبعد أسبوع استشهد الثالث، لم نقم لهم عزاء شعرنا بالفخر، بيتا قدم ثلاثة شهداء.
وقالت إن محكمة العدل الدولية في لاهاي أكدت في 16 تشرين أول 1975 أن الصحراء الغربية كانت مأهولة بالسكان غداة احتلالها من قبل اسبانيا عام 1884، وأن المحكمة التي لجأت إليها المغرب لتثبت أحقيتها بالسيادة على الصحراء أقرت أن كل ما قدمه المغرب لا يثبت وجود أية روابط سيادة إقليمية بين الصحراء الغربية من جهة، والمملكة المغربية أو موريتانيا، وهتفت ثلاث مرات ( لا بديل لا بديل عن تقرير المصير) وصدحت حناجر الجميع بذلك، ذكورا وإناثا شيبا وشبابا وأطفالا، ثم رددوا النشيد الوطني الذين يحفظه دون استثناء جميعهم.
وأؤكد أني لا ابحث هنا بأحقيتهم بإقامة دولتهم المستقلة أو انضمامهم لأي من الدول وإنما انقل مشاهدات رأيناها وروايات استمعنا لها على مدى ثلاثة أيام هي الفترة التي استغرقتها جولتنا في تلك المخيمات أو الولايات كما يسمونها.
تجولنا في ثلاث ولايات (مخيمات) من أصل خمس هي ولايات الجمهورية العربية الصحراوية بشقيها المحررة والمحتلة، وهي ولايات السمارا العاصمة الثقافية، واوسرد، و بوجدور، والداخلة، والعيون وهي عاصمة الجمهورية، إضافة إلى مخيم الشهيد الحافظ وهو المركز السياسي والإداري لتسيير أمور الجمهورية في اللجوء، وعن هذه الولايات وتسمياتها في ارض اللجوء روى لنا محمد علي " كل ولاية يقابلها أخرى في الصحراء المحتلة تحمل الاسم ذاته وكل ولاية تتكون من 7 دوائر وكل دائرة من أربع بلديات".
وباستثناء مخيم الشهيد الحافظ وولاية بجدور التي تصلها شبكة الكهرباء فان أبناء باقي الولايات يعتمدون على الطاقة الشمسية فيوجهون نهارا الألواح التي تحمل الخلايا الموصولة ببطارية سيارة تجاه الشمس، إلى حين شحنها وملئها بالطاقة وفي المساء يستخدمونها بالإنارة حيث يقسمون لمبة الإنارة ( النيون) بين غرفتين من خلال ثقب الجدار الفاصل بينهما ليوفر لهم قدرا من الرؤية التي تمكنهم من تلمس الأشياء.
يعيشون غير بعيد عن أرضهم وذكرياتهم حيث تقع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في شمال غرب إفريقيا، يحدها من الشرق والجنوب، موريتانيا، ومن الشمال المغرب ومن الغرب المحيط الأطلسي بشاطئ طوله 1200 كلم، يرمقونها بنظراتهم كلما خرجوا من تحت أسقف (الزينكو) ويرقبون القمر والنجوم التي تتلألا في سمائها علهم يرون فيها صورة ذكرياتهم ويتنفسون عبق ونسيم دماء شهدائهم (واص)
062\090