الجزائر 03 فبراير 2013 (واص)- رحب وزير الشؤون الخارجية السيد محمد سالم ولد السالك اليوم الأحد بالجزائر بتكليف القمة الإفريقية الأخيرة مفوضية الإتحاد الإفريقي باتخاذ كل التدابير لإجراء إستفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية معربا عن إستعداد الجانب الصحراوي للمساهمة في تسريع تحقيق هذا المسعى.
و وصف الوزير في ندوة صحفية نشطها بمقر السفارة الصحراوية بالجزائر العاصمة قرار القمة الإفريقية المنعقدة مؤخرا بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا ب"الحدث التاريخي الهام" مشيرا إلى أن هذا القرار بمثابة لفت الإنتباه بما تم الإلتزام به من طرف منظمة الأمم المتحدة و الإتحاد الإفريقي لتنظيم إستفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية.
و أضاف السيد ولد السالك أنه "أصبح اليوم واضحا بعد سنوات طويلة من المفاوضات أن تماطل و تعنت المغرب وراء فشل كل المبادرات و المحاولات التي قامت بها الأمم المتحدة لإيجاد حل للنزاع في الصحراء الغربية" مشددا على أن ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير "هو الحل الوحيد الذي تتشبت به إفريقيا و العالم".
من جهة أخرى أدان السيد محمد سالم ولد السالك تقديم المغرب ل24 ناشطا حقوقيا صحراويا إلى المحاكمة العسكرية مشددا على أن هذه المحاكمة "تعد دليلا واضحا على أن المغرب دولة محتلة و ليست لها أي صفة قانونية سوى أنها قوة محتلة غير شرعية".
و في هذا السياق دعا المجتمع الدولي للضغط على المغرب من أجل إطلاق سراح المساجين الصحراويين و على رأسهم نشطاء "كديم أيزيك" و كذا لوقف الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية.
و ذكر الوزير أن مطلب مجلس الأمن بتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو إلى مجال مراقبة وضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية يلقى معارضة من طرف فرنسا.
و تأسف كون فرنسا "التي تتدخل عسكريا في مالي بحجة الدفاع عن الوحدة الترابية لهذا البلد تفعل عكس ذلك في الصحراء الغربية من خلال مساندتها للمغرب الذي يرفض إحترام الحدود الموروثة عن الإستعمار".
كما اضاف أنه ليس هناك أي تغيير يذكر في موقف الحكومة الفرنسية في قضية الصحراء الغربية بعد إعتلاء السيد فرنسوا هولاند سدة الحكم في فرنسا مشيرا إلى أن الجانب الصحراوي يطلب من فرنسا أن تؤدي دورا إيجابيا لإنهاء الإحتلال المغربي للصحراء الغربية.
و بخصوص موقف الإدارة الأمريكية الحالية من النزاع في الصحراء الغربية رد الوزير "إننا لم نشهد عملا ملموسا لحد الساعة لفرض الشرعية الدولية على المغرب" داعيا في هذا الإطار الولايات المتحدة الإمريكية إلى إستعمال علاقاتها مع المغرب لحمله على إحترام حدود الدول الجارة و الكف عن الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية.
و أضاف أن الإحتلال المغربي للصحراء الغربية و الكم الهائل من المخدرات التي تنتجها المملكة المغربية من عوامل عدم الإستقرار في المنطقة.
و بخصوص الوضع في مالي جدد وزير الخارجية دعم الجمهورية الصحراوية للمجهودات التي يقوم بها هذا البلد للحفاظ على وحدته الترابية محذرا من جهة أخرى من أن الحرب في مالي ستكون لها عواقب على كل المنطقة.
و فيما يخص مكافحة آفة الإرهاب أكد الوزير أن الأجهزة الأمنية الصحراوية تعمل بالتنسيق مع كل دول الجوار لمواجهة هذه الآفة مشددا على أن الصحراويين لاسيما في مخيمات اللاجئين متأهبون لمواجهة الإرهاب.
و في رده على سؤال حول تقييم الجانب الصحراوي لأداء المبعوت الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية السيد كريستور روس أوضح السيد ولد السالك أن السيد روس "لا يملك القوة غير التي يريد مجلس الأمن أن يمنحها إياه".
و خلص القول بأن المشكل "يكمن في مجلس الأمن الذي لم يلزم أحد طرفي النزاع و هو المغرب بما تم الإتفاق عليه حول تنظيم إستفتاء عادل و نزيه لتقرير المصير في الصحراء الغربية".(واص)
090/091 /700