تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

حصاد سنة 2012 : تعزيز كريستوفر روس في مهمته بدعم من الأمم المتحدة

نشر في

الرباط 29 ديسمبر 2012 (واص)- شكلت مواصلة المبعوث الشخصي للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للصحراء الغربية السيد كريستوفر روس لمهمته بدعم تام من الأمم المتحدة إحدى الأحداث الهامة التي ميزت النزاع الصحراوي خلال سنة 2012.


و كانت الأمم المتحدة قد أكدت مرارا على دعمها للسيد روس إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون الذي جدد تأكيده على ذلك خلال زيارته إلى المنطقة في أكتوبر الفارط و هذا بعد القرار الذي أعلنه المغرب في ماي الماضي بسحب ثقته و نشر بأسابيع فيما بعد لتقرير يكشف العراقيل المغربية التي تعترض بعثة الأمم المتحدة من أجل تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) في الأراضي المحتلة.

و أبرز ملاحظون للساحة السياسية المغربية لا سيما دبلوماسيته تعزيز مهمة السيد روس بعد "رفض" القرار الذي اتخذه المغرب بشكل أحادي الطرف.

و أكدت المجلة المغربية "تال كال" أن "العودة الكبيرة" لروس إلى المملكة تعتبر "إهانة" بالنسبة للمغرب مشيرة إلى "عدم نضج" دبلوماسية الرباط.

و أشارت المجلة إلى أنه "بعد ستة أشهر من سحب الثقة من السيد روس رحبت الرباط مجددا بالمبعوث الأممي الذي كان قد اتهم من قبل بالحياد و معارضة المصالح العليا للأمة" مضيفة أن السيد روس "حظي باستقبال ملكي رسمي من قبل قادة المؤسسات الهامة في البلاد".

و في ذات الإتجاه جاء في الصحيفة اليومية الإلكترونية "أو في ماروك" أن الإبقاء على المبعوث الشخصي للسيد بان كي مون يعد "إهانة بالنسبة للمغرب جميعا و لدبلوماسية الرباط على وجه الخصوص" مشيرة إلى أن معاودة الاتصال مع روس يعني أن "المعطيات قد تغيرت".

أما اليومية الناطقة باللغة العربية "أخبار اليوم" فاعتبرت أن الدبلوماسية المغربية ارتكبت "خطأين" في ملف روس. "فالأول تمثل في قرار المغرب الصريح بسحب الثقة في حين تمثل الخطأ الثاني في الموافقة على عودة روس و كأن شيئا لم يكن".

و ذكر السيد روس المعزز بدعم الأمم المتحدة و المجتمع الدولي خلال تواجده بالمغرب بأن زيارته تندرج في "إطار المهمة" التي كلفه بها الأمين العام للأمم المتحدة منذ ثلاث سنوات".

و سمح تواجده بالمغرب و لأول مرة لمبعوث أممي بالإلتقاء بشخصيات "خارج" الحكومة المغربية و التنقل إلى الصحراء الغربية لأول مرة منذ تعيينه سنة 2009 بصفته مبعوثا شخصيا للسيد بان كي مون مما سمح له بإجراء محادثات مع مناضلين صحراويين بمقر المينورسو ثم زيارة بلدة التفاريتي المحررة على الجانب الاخر من الجدار المغربي في اشارة الى ان الصحراء الغربية يتقاسم السيطرة لها المغرب وجبهة البوليساريو وانها بيد الامم المتحدة، بنظر المراقبين .
من جهة أخرى و في إطار زيارة السيد روس إلى المنطقة حظي سفير الولايات المتحدة بالرباط السيد سامويل ل. كابلان بفرصة التأكيد مجددا بأن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ليس مبعوث واشنطن بل "يمثل الأمم المتحدة".

في حديث خص به مجلة "تال كال" في محاولة للقول بأن الولايات المتحدة تعمل "تحت مظلة الأمم المتحدة" صرح السيد كابلان "تذكروا أنه بالرغم من الغموض الذي غذته الصحافة في أغلب الأحيان فان كريستوفر روس ليس مبعوثنا إنه يمثل الأمم المتحدة و كونه أمريكي مجرد صدفة".

للتذكير كان من المقرر أن يقوم السيد كريستوفر روس بزيارة إلى المنطقة في منتصف شهر ماي الفارط قبل أن تقرر الحكومة المغربية بشكل أحادي سحب ثقتها منه بعد التقرير الذي وجهه السيد بان كي مون لمجلس الأمن في أبريل الماضي.

في هذا التقرير ندد الأمين العام الأممي بالعراقيل التي يضعها المغرب أمام بعثة الأمم المتحدة مشيرا إلى "العراقيل" التي تمنع هذه الأخيرة من أداء مهمتها على أكمل وجه و بكل "مصداقية" في الأرضي الصحراوية المحتلة.

و كان السيد بان كي مون قد تأسف قائلا أن "المينورسو ليست قادرة على ممارسة مهامها في المراقبة و حفظ السلم و لا تتمتع بكل السلطة التي تسمح لها بمنع تآكل دورها".

و كان صحفي من يومية "أوفيت" قد اعتبر بشأن ادراج جانب حقوق الانسان في بعثة المينورسو أن "سلوكنا المتمثل في معارضة اقتراح نبيل مثل مراقبة احترام حقوق الإنسان يجعلنا نبدو كدولة رجعية".

في ختام جولته إلى المنطقة و أوروبا قدم السيد روس في نوفمبر الفارط تقريره لمجلس الأمن الذي أوضح فيه أن الوضع في الصحراء الغربية يبقى "جد مقلق".

و أعلن السيد روس بالمناسبة أنه يعتزم مباشرة مشاورات "واسعة" على الصعيد الدولي و الإقليمي من خلال "جولات دبلوماسية جديدة" معربا عن أمله في أن يفضي هذا الإجراء إلى "تمهيد الطريق لاستئناف ناجع للاجتماعات" بين جبهة البوليساريو و المغرب.

و سيتم تقديم التقرير المقبل للأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء الغربية لمجلس الأمن في أبريل 2013. (واص)088/090/700