بئرلحلو (الأراضي المحررة ) 31 أكتوبر2012 ( واص )-بعث رئيس الجمهورية الأمين العام لجبهة البوليساريو، السيد محمد عبد العزيز، اليوم الأربعاء رسالة تهنئة إلى نظيره الجزائري فخامة السيد عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة حلول الذكرى الثامنة والخمسين لقيام ثورة أول من نوفمبر المجيدة
وقال رئيس الجمهورية مخاطبا نظيره الجزائري " لم يكن كل هذا الرصيد الزاخر بمعاني الكرامة والأنفة والشموخ إلا ليقود إلى جزائر اليوم، جزائر العزة والكرامة، التي تخطو، بقيادتكم الرشيدة، بكل عزم وثبات، على طريق التنمية الشاملة والمشاريع الكبرى والإصلاحات المتواصلة، وترسيخ دولة الحق والقانون والديمقراطية، الدولة المحورية التي تتبوأ مكانتها المستحقة ودورها الحاسم، جهوياً وقارياً وعالمياً.
وفيما يلي النص الكامل للرسالة :
بئر لحلو، 31 أكتوبر 2012
فخامة السيد عبد العزيز بوتفليقة،
رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية،
الجزائر
فخامة الرئيس والأخ العزيز،
بمناسبة حلول الذكرى الثامنة والخمسين لقيام ثورة الأول من نوفمبر المجيدة، أتقدم إلى فخامتكم بأحر التهاني وأطيب الأماني، باسم شعب وحكومة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وباسمي الخاص، ومن خلالكم إلى كافة أبناء الشعب الجزائري الشقيق، راجياً له مزيد التطور والنماء والازدهار.
فخامة الرئيس والأخ العزيز،
لقد قدم الشعب الجزائري بتضحياته الجسام وبطولاته العظيمة المثال الخالد على الثورة الشعبية الحقيقية التي كانت وستبقى إلى الأبد، رمزاً خالداً ومثالاً ونبراساً لكل الشعوب التواقة إلى الحرية والكرامة وحقوقها المشروعة في تقرير المصير والاستقلال. ولا نجانب الصواب أبداً إذا قلنا بأن شعوباً كثيرة في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية تدين للجزائر بتلك القطيعة النهائية مع عهد الاستعمار والسيطرة على مقدرات الشعوب.
ويحق للشعب الجزائري اليوم أن يفخر أيما افتخار ويعتز أيما اعتزاز بتلك الثورة المجيدة، التي تتزامن ذكراها الثامنة والخمسين مع احتفالاته بمرور خمسين عاماً على استقلال الجزائر، الذي جاء تتويجاً طبيعياً ومستحقاً لكفاح بطولي ومقاومة مستميتة وإصرار لا حدود له على انتزاع الحق المغتصب.
ولم يكن كل هذا الرصيد الزاخر بمعاني الكرامة والأنفة والشموخ إلا ليقود إلى جزائر اليوم، جزائر العزة والكرامة، التي تخطو، بقيادتكم الرشيدة، بكل عزم وثبات، على طريق التنمية الشاملة والمشاريع الكبرى والإصلاحات المتواصلة، وترسيخ دولة الحق والقانون والديمقراطية، الدولة المحورية التي تتبوأ مكانتها المستحقة ودورها الحاسم، جهوياً وقارياً وعالمياً.
فخامة الرئيس والأخ العزيز،
والشعب الصحراوي، على غرار كل الشعوب المكافحة، يستحضر هذه الذكرى الخالدة، يقف وقفة إجلال وخشوع على أرواح شهداء الجزائر، شهداء الحرية والكرامة، ويسجل بكل الفخر والشكر والعرفان موقف الجزائر المبدئي الثابت إلى جانب كفاحه المشروع من أجل تقرير المصير والاستقلال، انسجاماً مع مبادئ أول نوفمبر وميثاق وقرارات الأمم المتحدة.
إن تاريخ الثورة الجزائرية، وأكثر من مليون ونصف المليون من الشهداء، والتصدي بكل حزم لكل المناورات والمحاولات الرامية للمساس من أمن واستقرار الجزائر المستقلة، إنما يزيد الصحراويين قناعة ً بصوابية نهجهم الكفاحي وصمودهم ومقاومتهم، وثقة ً في انتصارهم الحتمي وبلوغ أهدافهم المشروعة، مهما تطلب ذلك من تضحيات.
ومرة أخرى، فخامة الرئيس والأخ العزيز، نشهدكم على إرادتنا الصادقة في إحقاق السلم العادل والنهائي مع شقيقتنا المملكة المغربية، على أسس واضحة وسليمة، من تطبيق الشرعية الدولية، باحترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، عبر استفتاء حر عادل ونزيه، بإشراف الأمم المتحدة. إننا عازمون على توطيد أواصر الأخوة والصداقة مع الجزائر الشقيقة ومع كل بلدان المنطقة، بما يحقق الأمن والاستقرار والرخاء لشعوبنا وبلداننا.
عاشت ثورة الأول من نوفمبر المجيدة، والمجد والخلود لشهداء الجزائر، وتحيا الجزائر.
وتقبلوا، فخامة الرئيس والأخ العزيز، أسمى آيات التقدير والاحترام.
محمد عبد العزيز،
رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية،
الأمين العام لجبهة البوليساريو(واص)
088/090/090