بئر لحلو (الاراضي المحررة) 19 غشت 2012 (واص)-بعث السيد محمد عبد العزيز رئيس الجمهورية الأمين العام لجبهة البوليساريو، برسالة تهنئة الى المعتقلين السياسيين الصحراويين بسجون الاحتلال بمناسبة عيد الفطر المبارك
وجاء في الرسالة"وأنتم تقبعون في غياهب الزنازن الموحشة في سجون الاحتلال، في السجن لكحل بمدينة العيون المحتلة وسجن تاورطا بالداخلة المحتلة، وسجونه في سلا 1 و2، ايت ملول، وتيزنيت، و تارودانت والقنيطرة،إنما تصنعون ملحمة أخرى من العز والشرف، باسم كل أبناء الشعب الصحراوي البطل.
وفيما يلي النص الكامل للرسالة:
بئر لحلو في 30 رمضان 1433 للهجرة ، الموافق لـ 18 غشت 2012
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ "
صدق الله العظيم
أيها المعتقلون السياسيون الصحراويون، يحي محمد الحافظ إيعزة، النعمة الأسفاري، محمد التهليل، احمد اسباعي ، حسن الداه، سيد احمد لمجيد، البشير خدا، محمد لمين هدي، عبد الله لخفاوني، الشيخ بنكا، ابراهيم الاسماعيلي ، عبد الجليل لمغيمض، محمد البشير بوتنكيزة، عبد الله ابهاه، الحسيين الزاوي، عبد الله التوبالي، محمد بوريال، عبد الرحمان زيو، محمد باني، التاقي المشظوفي، محمد أمبارك الفقير، محمد خونا بابيت، الديش الضافي، محمد الايوبي، المنصوري لحبيب، محمد براك، ايوب احمد، ابراهيم شليح، اعبيليل سعيد، سليمة مسعدالساهل الرتيمي، المحفوظ الهيط، سيدي أحمد مرير، عيسى بودا، محمد عالي البصراوي، الشيخ أميدان،نور الدين حمو، إبراهيم الخليل امغيميمة، بوعمود مولاي اعلي، لحمام سلامة، الحسن ولد محمد لحسن، المحجوب العيلال،أحمد فال السباعي، حسنة خلاد، السالك لعسيري، الصالح أميدان، المحجوب أولاد الشيخ، كمال الطريح، محمد مانولو، عبد العزيز براي، عتيقو براي، حسنة الوالي، غالي بوحلا، بارك الله خلهن دبلوح، أنور لحميد، خالد أميمو، حمدي السيد العلوي، المحجوب عمار الكزاري، الشريف الناصري، محمد أندور بيزي، مصطفى البوداني، ابراهيم لحبيب رمضان، محمد الدو أكماش، الفاضل أمبارك، الدية هنون، الركيبي محمد سالم، لدور محمد حيا، سالم بركة حسان علي عبدالله.
في الوقت الذي تستعد فيه الشعوب الاسلامية للاحتفال بعيد الفطر المبارك، مناسبة للتراحم والتسامح وزرع بيوت المسلمين بالطمأنينة، بعد شهر كامل من العبادة ونذر الجوع والعطش لله جل وعلا، مازال الاحتلال المغربي يصر على الاحتفاظ بكم وراء القضبان، أغلبكم دون محاكمة، والكثيرون منكم مهددون بتقديمهم إلى المحاكمة العسكرية في القرن الحادي والعشرين، وما من جرم اقترفتموه سوى الوقوف في مقدمة صفوف شعبكم المقاوم في أكثر لحظات تاريخه النضالي حسما وعطاء واستعدادا للمضي قدما من أجل انتزاع حقه غير القابل للتصرف والذي تقره جميع الشرائع في الحرية والاستقلال.
وفي الوقت الذي تفتح فيه العائلات المسلمة أبواب بيوتها للقاء والفرح وصلة الرحم، أرادت آلة الاحتلال المغربية أن تجعل من بيوتكم في مدينة العيون والسمارة وبوجدور والداخلة وآسا اكليميم والطنطان والطرفاية ولمسيد ولقصابي وامحاميد الغزلان والزاك وتيغمرت وغيرهاحزينة، يخيم عليها الخوف، عرضة للتطويق والترهيب والمداهمات في كل لحظة، وهي التي تأوي آلاف العائلات المكلومة في فلذات أكبادها من الشهداء والمعطوبين والمعتقلين السياسيين من أمثالكم والآلاف ممن يتحرقون للحصول على شرف التضحية الذي تجسدونه ويجسده كافة أفراد الشعب الصحراوي تحت الاحتلال يوميا.
شرف أنتزعتموه من خلال عطائكم وإقدامكم على أن تكونوا عنوانه الأكبر بالنسبة لشعبكم وبالنسبة لأجياله الصاعدة التي تتمثلكم الآن كمثل يحتذى وصورة تعكس استمرار رسالة البذل والاستعداد للاعتقال والتعذيب والاستشهاد من أجل كرامة الصحراويين الذين لا تبرحون تفكيرهم اليوم وهم يستعدون للاحتفال بعيد الفطر ويضربون لكم موعدا مع الانتصار القريب وتتويج تضحياتكم بهدفها الاسمى الا وهو الاستقلال الوطني.
أيها المعتقلون السياسيون الصحراويون،
وأنتم تقبعون في غياهب الزنازن الموحشة في سجون الاحتلال، في السجن لكحل بمدينة العيون المحتلة وسجن تاورطا بالداخلة المحتلة، وسجونه في سلا 1 و2، ايت ملول، وتيزنيت، و تارودانت والقنيطرة،إنما تصنعون ملحمة أخرى من العز والشرف، باسم كل أبناء الشعب الصحراوي البطل.
لقد ساهمتم بجدارة واستحقاق في كبرى معارك مقاومتنا الوطنية ضد الاحتلال خلال السنوات الأخيرة، والتي احتضنتها بامتياز جماهير انتفاضة الاستقلال ومحطاتها المشعة الناصعة في أكديم ايزيك والداخلة وغيرها، والتي سطر من خلالها الشعب الصحراوي ملاحم وطنية بامتياز، جعلت الاحتلال المغربي الغشم يحبس أنفاسه ويعد لياليه، وشكلت مناسبات تاريخية للشعب الصحراوي، في مختلف نقاط تواجده، للالتفاف حول الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، والوقوف اجلالا أمام تضحياتكم وحسكم الوطني المتأصل واستعدادكم لبذل الغالي والنفيس من أجل الهدف الوطني الأسمى.
ومثلما وجد الاحتلال نفسه في الماضي القريب مجبرا على الرضوخ للإرادة الصحراوية ولإرادة احرار العالم واطلاق سراح قوافل من المعتقلين السياسيين الصحراويين، صاغرا، فتأكدوا من الفرج القريب، ليس فقط بخروجكم المظفر، رافعي رؤوسكم، رغم أنف العدو، ولكن بالانتصار الحتمي للشعب الصحراوي.
واذ نستقبل جميعا عيد الأضحى حزينا هذا العام بدونكم بيننا، فاننا نقف لنترحم على شهداء انتفاضة الاستقلال الذين وهبوا أنفسهم قرابين من أجل حرية هذا الوطن، وعلى أرواح كل شهداء المقاومة الوطنية الصحراوية، ونشد على أيديكم، وانتم تصنعون ملحمة وطنية من الصمود في سجون الاحتلال، قاطعين على أنفسنا عهد الوفاء لعهد الشهداء، ومواصلة الكفاح حتى النصر النهائي، مهما كلف الأمر من تضحيات.
كونوا على ثقة ويقين بأن الشعب الصحراوي البطل في الأرض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية، في الأرض المحررة ومخيمات العزة والكرامة، في الجاليات والأرياف وفي كل مواقع تواجده، وهو يهنئكم بهذه المناسبة السامية، سوف يمضي على الدرب الذي ضحيتم من أجله، لأن الجماهير الصامدة لا تعرف التخاذل ولا الخذلان، وها هي تهتف ليل نهار برسائل التضامن والمؤازرة وتقول لكم بكل صدق وثقة وإصرار :
يا معتقل يارفيق، سنواصل الطريق،
يا صحراوي لا تمل، الاستقلال هو الحل،
الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل
محمد عبد العزيز
رئيس الجمهورية العربية الصحروية الديمقراطية،
الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب(واص)088/090