تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

رئيس الجمهورية يحيي مشاركة وفد المناضلات والمناضلين من الأرض المحتلة (نص الكلمة)

نشر في

بومرداس (الجزائر) 18 يوليو 2012 (واص) - حيا رئيس الجمهورية و الأمين العام لجبهة البوليساريو، السيد محمد عبد العزيز، مشاركة وفد المناضلات والمناضلين الذين يمثلون الجماهير الصحراوية في الأرض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية المغربية، و ذلك في كلمة ألقاها بمناسبة اختتام أشغال الجامعة الصيفية للإطارات الصحراوية بولاية بومرداس الجزائرية.

 

كما حيا المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية، من أمثال مجموعة اقديم إيزيك والداخلة ، والذين وصفهم بأنهم يرسمون لوحة رائعة من الصمود في مواجهة حملات مغربية متواصلة من العنصرية والشوفينية المقيتة والمعاملة اللاإنسانية.

 

و أكد أن انتفاضة الاستقلال اليوم حقيقة ميدانية تصنع الحدث و تتقدم معركة الشعب الصحراوي الراهنة و تزداد انتشاراً في كل مواقع تواجد الجسم الصحراوي و وشمولية لكل فئاته.

 

و هذا نص كلمة فخامة رئيس الجمهورية الصحراوية، الأمين العام لجبهة البوليساريو، محمد عبد العزيز، في اختتام أشغال الجامعة الصيفية أحمد بن بلة للإطر الصحراوية، المنظمة تحت شعار " الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل"، بومرداس، الجزائر، 17 يوليو 2012:

 

"بسم الله الرحمن الرحيم

السيد جمال الدين خنفر، الأمين العام لولاية بومرداس، ممثل السيد الوالي كمال عباس،

السيد عبد الحميد زرڤين، الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك،

السيد بيير غالان، رئيس التنسيقية الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي،

السيد الحاج محرز العماري، رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي،

وفد جنوب إفريقيا، برئاسة مديرة شمال إفريقيا بوزارة الشؤون الخارجية الجنوب إفريقية،

الأساتذة المحاضرين والضيوف الكرام،

إطارات الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية

الإخوة والأخوات،

مع اختتام فعاليات هذه الطبعة الجديدة للجامعة الصيفية لإطارات الجمهورية الصحراوية، التي حملت هذه السنة اسم الرئيس الجزائري المجاهد الراحل أحمد بن بلة، ونـُظمت تحت شعار الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل، فإنني أود بداية أن أتوجه بأسمى عبارات الشكر والتقدير إلى كل الجهات التي تولت الرعاية والتنظيم لهذه التظاهرة العلمية والفكرية، التثقيفية والتنويرية المتميزة.

وفي المقدمة، نتوجه بجزيل الشكر إلى الدولة الجزائرية، حكومة وشعباً، على هذه الاستضافة الكريمة التي هي ليست بغريبة عليها، وهي التي سارعت في سبعينيات القرن الماضي إلى فتح ذراعيها لعشرات الآلاف من اللاجئين الصحراويين، الفارين من بطش قنابل النابالم والفوسفور، المحرمة دولياً، المتهاطلة من طائرات القوات المسلحة الملكية المغربية، فوفرت لهم المأوى والغذاء والكساء والعلاج.

والشكر موصول إلى اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي التي مثلت خير تمثيل كافة أطياف المجتمع المدني الجزائري، من خلال إشرافها على هذه الجامعة.

والشكر والتحية إلى ولاية بومرداس المضيافة التي دأبت على استضافة الجامعة، وإلى شركة سوناطراك، من خلال المعهد العالي للبترول، الذي لم يدخر جهداً في توفير الظروف الملائمة لإنجاح الحدث.

والشكر والتحية إلى ثلة العلماء والمفكرين والأساتذة المحاضرين الأجلاء الذين نعتز بما قدموه من محاضرات قيمة وأفكار نيرة ستشكل دون شك زاداً ثميناً للأطر الصحراوية، تستعين به في معركتنا التحريرية اليوم، وفي معترك ترسيخ أسس الدولة الصحراوية المستقلة غداً.

كما لا يفوتني أن أشكر كل جنود الخفاء، العمال والمؤطرين الساهرين على تسيير الخدمات المختلفة التي تتطلبها الجامعة.

الإخوة والأخوات،

لا شك أن هذه الجامعة الصيفية لإطارات الجمهورية الصحراوية قد حظيت بميزة خاصة، انطلاقاً من كونها تتزامن مع الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، هذا الحدث التاريخي الذي توج كفاح الجزائر بانتصار ساحق دوى في أرجاء المعمورة، وغير جذرياً من المعطيات الوطنية والجهوية والدولية.

ومن هنا، فإن هذه الذكرى العظيمة، وإضافة إلى كونها تجسد النتيجة الحتمية لإصرار الشعب الجزائري على انتزاع حريته من براثن الاستعمار، واستعداده المنقطع النظير لتقديم كل ما يتطلبه ذلك من تضحيات جسام، فهي تقدم المثال والعبرة والدليل والرمز الخالد لكل ثوار وأحرار العالم.

وهذه فرصة لنهنيء مرة أخرى الجزائر الشقيقة، بقيادة فخامة الرئيس المجاهد عبد العزيز بوتفليقة، بهذه المناسبة الجليلة، ولنعبر، باسم الشعب الصحراوي، عن جزيل الشكر والامتنان والتقدير على الموقف المبدئي التاريخي الراسخ الذي تتبناه الجزائر إلى جانب كفاحه العادل من أجل الحرية والاستقلال، في انسجام كامل مع مبادئ ومثل ثورة الأول من نوفمبر المجيدة ومقتضيات الشرعية الدولية.

ونحن نترحم على كل شهداء الجزائر الأبرار، فإننا نهنيء الجزائر على الانتصارات والمكاسب الجمة التي حققتها خلال خمسين عاماً من الاستقلال، على كافة الأصعدة.

وإننا لنسجل للشعب الجزائري وقفته العنيدة أمام كل محاولات المساس من سيادته ووحدته وأمنه واستقراره، وما تميز به من حكمة وصرامة في مواجهة فترات عصيبة من تاريخه، أرادها الأعداء المتربصون نكسة وخسارة، فحولتها العبقرية والأنفة الجزائرية إلى نقطة تحول نحو مزيد من القوة والانتصار، فتجاوزتها البلاد إلى مسار حافل بالمشاريع والورشات الكبرى وسلسلة متواصلة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ولا شك اليوم أن العالم بأسره أصبح يدرك تمام الإدراك المكانة التي انتزعتها الجزائر عن جدارة واستحقاق، جهوياً وعربياً وإفريقياً ودولياً، وبالتالي الإقرار بدورها المحوري في أي توجه أو استراتيجية حالية أو مستقبلية في المنطقة. ونحن على ثقة كاملة بأن شعباً عظيماً مثل الشعب الجزائري، قهر الغطرسة والعنجهية الاستعمارية بالأمس، لن تعوزه الرزانة والتبصر والحزم للتعامل مع كل التطورات والتحديات الراهنة.

الإخوة والأخوات،

في هذه المناسبة، نحيي مشاركة وفد المناضلات والمناضلين الذين يمثلون الجماهير الصحراوية في الأرض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية المغربية، تلك الجماهير البطلة الصامدة التي لا تنفك تقدم أروع الدروس في مقارعة الأعداء بروح عالية من الاستعداد للتضحية والرفض المطلق للاحتلال المغربي.

فانتفاضة الاستقلال اليوم حقيقة ميدانية تصنع الحدث، تتقدم معركة الشعب الصحراوي الراهنة، تزداد انتشاراً في كل مواقع تواجد الجسم الصحراوي، وشمولية لكل فئاته. وقد سجلت الانتفاضة محطات بارزة، شكلت امتداداً طبيعياً لعمل نضالي دؤوب، يرسخ الإجماع الوطني الصحراوي، ويتبنى الوحدة والتصعيد والتنويع في أساليب المقاومة السلمية.

وهذه مناسبة لنقف وقفة تقدير وإجلال وتحية نضالية حارة لأولئك الأبطال المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية، من أمثال مجموعة اقديم إيزيك والداخلة وغيرهم، والذين يرسمون لوحة رائعة من الصمود في مواجهة حملات مغربية متواصلة من العنصرية والشوفينية المقيتة والمعاملة اللاإنسانية، وتبعات إضرابات عديدة عن الطعام وتهديدات مغربية مستمرة بتقديمهم إلى المحاكمة العسكرية.

هذه الجامعة التي تجمع الإطارات الصحراوية من كل مواقعها هي رسالة تضامن وتآزر مع كل هؤلاء المعتقلين ومع عائلاتهم ومع كل ضحايا السياسات القمعية المغربية. وفي وقت نترحم فيه على أرواح شهداء القضية الوطنية، فإننا نندد بما تعرضت له عائلة الشهيد سعيد دمبر من قمع وتضييق ومصادرة لحقها المشروع في دفن ابنها الذي دفنته سلطات الاحتلال عنوة وفي غياب العائلة التي لا تزال متشبثة بمعرفة الحقيقة كاملة عن جريمة الاغتيال الجبانة، ونستنكر هذه الأساليب البشعة التي باتت تتكرر بشكل مريب وفظيع في حق المواطنين والعائلات الصحراوية في الأراضي المحتلة.

الإخوة والأخوات،

لقد شهدت قضية الصحراء الغربية تطورات خطيرة في الأشهر الأخيرة، بحيث أن الحكومة المغربية لم تكتف بممارسة احتلال عسكري لا شرعي لبلادنا، وتصعيد انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة وتكثيف نهبها لثروات الشعب الصحراوي الطبيعية، بل إنها تسعى اليوم إلى نسف جهود السلام الدولية.

إن إعلان المغرب وقف التعاون مع السفير الأمريكي كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، يمثل تحولاً في غاية الخطورة، ودليلاً إضافياً  على المشكل المزمن والأساسي للمملكة المغربية، ليس مع أمين عامٍ للأمم المتحدة أو مع مبعوث شخصي أو ممثل خاص له، ولكن مع مجمل منظومة الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، وبالتالي مع القانون والشرعية الدولية.

إن التواجد المغربي فوق الصحراء الغربية هو تواجد قوة احتلال لا شرعي، احتلت الأرض بالقوة العسكرية، ضداً على كل المواثيق الدولية، وفي الغياب الكامل لأي سند قانوني، فإن سلطات الاحتلال المغربي تلجأ إلى سياسات التعنت والمماطلة والعرقلة.

هذه السياسات مرفوضة جملة وتفصيلاً، قانونياً وأخلاقياً، لكن الأكثر إيلاماً وإثارة للاستغراب هو هذا الصمت المريب والتغاضي المخجل بل والدعم المفضوح الذي تتلقاه قوة الاحتلال المغربي من طرف قوى دولية فاعلة، لا تتوانَ عن توفير الحماية للأطروحة الاستعمارية التوسعية المغربية، في تناقض كامل ومطلق مع المثل والمبادئ والقيم التي تدعي تبنيها والدفاع عنها في العالم.

من غير المقبول ومن غير المفهوم أن نجد مثل هذه القوى تتحرك بحماسة واندفاع غير مسبوقين لحماية المدنيين وحقوق الإنسان في بقاع شتى من العالم، وتتحرك بنفس السرعة والاندفاع للتغطية على ممارسات قوة الاحتلال المغربية الوحشية في حق الشعب الصحراوي الأعزل.

بمثل هذه السياسات المتعنتة التي لا تتوقف عند عرقلة تنظيم استفتاء تقرير المصير بل وتمتد إلى توقيف المسار التفاوضي بين طرفي النزاع والتهديد بنسف الجهود السلمية، وبتشجيعها لتجارة المخدرات، كواحد من أكثر البلدان إنتاجاً وتصديراً لمخدر القنب الهندي، بما لهذه الأخيرة من صلة وثيقة بنشاطات عصابات التهريب والجماعات الإرهابية، فإن الحكومة المغربية تسهم اليوم، مع الأسف الشديد، في زعزعة السلم والأمن في كامل منطقة شمال إفريقيا.

على العالم أن يسارع إلى وضع حد للسياسات الخطيرة التي تكيل بمكيالين، ولا تسهم سوى في تشجيع الظلم والعدوان والتوتر واللا استقرار. ومن هنا، فإننا نطالب مجلس الأمن الدولي بأن يفرض كل الضغوطات والعقوبات اللازمة لجعل الحكومة المغربية تـمـتـثل لمقتصيات الشرعية الدولية، وتستجيب لإرادة المجتمع الدولي في تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه، غير القابل للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال، بكل حرية وشفافية وديمقراطية.

إننا نطالب مجلس الأمن الدولي بأن يتحمل المسؤولية في جعل بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، المينورسو، تقوم بمأموريتها بشكل كامل، وتتواصل بحرية مع المواطنين الصحراويين وتمارس دورها الطبيعي في حماية حقوق الإنسان ومراقبتها والتقرير عنها، وتتحرك باستقلالية منسجمة مع طبيعتها كبعثة دولية فوق منطقة دولية، تتمثل مهمتها الرئيسية في تنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي.

لا بد في هذا السياق من إطلاق سراح يحي محمد الحافظ إيعزة وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين والكشف عن مصير أكثر من 651 مفقوداً صحراوياً لدى الدولة المغربية، وإنهاء عمليات النهب المغربي للثروات الطبيعية الصحراوية وإزالة الجريمة ضد الإنسانية التي يمثلها الجدار العسكري المغربي الفاصل، ورفع الحصار الأمني المفروض على الأراضي الصحراوية المحتلة، وإزالة مظاهر العسكرة المكثفة داخل المدن الصحراوية، وفتح الإقليم أمام الدبلوماسيين والمراقبين والإعلاميين المستقلين.

الأخوات والإخوة،

ها هو الشعب الصحراوي مقبل على تخليد الذكرى الأربعين لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، جبهة البوليساريو، ممثله الشرعي والوحيد، ورائدة كفاحه التحرري الوطني، وهي فترة زمنية حافلة بالنضال المستميت والتضحيات الجسام،  ولكنها في الوقت نفسه تمثل الدليل القاطع والنهائي على صدق القرار وصوابية النهج والاختيار الذي تبناه الشعب الصحراوي، ويبعث برسائل واضحة وصريحة إلى العالم أجمع.

وعلى غرار تلك الملاحم البطولية التي سجلها بأحرف من ذهب جيش التحرير الشعبي الصحراوي في معارك خالدة قدم فيها المقاتل الصحراوي أروع دروس الشجاعة والتضحية والعبقرية، فإن المقاومة الشعبية الصحراوية الشاملة، وبكل السبل التي تكفلها المواثيق الدولية للشعوب المستعمرة والمضطهدة، إنما تتعزز وتتواصل، وستظل تقض مضاجع الاحتلال، بلا هوادة، لأنه لا مفر، طال الزمن أو قصر، من أن يبلغ الشعب الصحراوي أهدافه الوطنية العادلة والمشروعة.

إنها رسالة واضحة إلى قوة الاحتلال المغربي الغاشم بأن إرادة الشعوب لا تقهر، وأنه لا الجدران العسكرية الفاصلة المدججة بأعتى أنواع التسليح ولا التضييق والحصار العسكري المشدد ولا الاعتقالات والاختطافات وكل الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية ضد المواطنين الصحراويين العزل سوف تثني الشعب الصحراوي عن المضي قدماً، بإصرار لا تزيده الأيام إلا قوة ورسوخاً، نحو التمتع ببحقوقه الكاملة في تقرير المصير وإقامة دولته، الجمهورية الصحراوية، كاملة السيادة، فوق ترابه الوطني الحر المستقل.

ولكنها في الوقت نفسه، رسالة أخوة ومحبة وسلام إلى الشعب المغربي الشقيق الذي لا نشك لحظة في براءته من السياسات الشوفينية والتوسعية المدمرة التي تتبناها الحكومة المغربية، ودعوة صريحة وصادقة لمد يد التعاون من أجل بناء السلام الحقيقي الدائم، بتطبيق مقتضيات الشرعية الدولية، في ظل الاحترام الكامل لإرادة الشعوب في العيش الحر الكريم وحسن الجوار والسلم والوئام.

الأخوات والإخوة،

هذه لحظة تاريخية فريدة، ذلك أن هذه الجامعة الصيفية قد جمعت في جنباتها أكثر من أربعمائة من الإطارات الصحراوية من مختلف الاختصاصات، والقادمة من كل مؤسسات الدولة الصحراوية.

إنه لأمر في غاية الروعة وزاخر بالدلالات أن تجتمع فوق أرض الثورات، أرض العزة والكرامة، هذه الجموع من المناضلين المكافحين الصحراويين، من كل مواقع الفعل النضالي على الساحة الوطنية. فمنهم من جاء من مخيمات اللاجئين الصحراويين والأراضي المحررة، من مواقع الصمود والمعاناة ومواجهة شتى الصعوبات المادية والمناخية، ولكن أيضاً من واقع تحدي المستحيل وبناء هياكل ومؤسسات الدولة الصحراوية، في إطار تجربة تحررية ديمقراطية معاصرة، تركز على بناء الإنسان.

ومنهم من جاء من الأرض المحتلة وجنوب المغرب، من ذلك الواقع المرير المتسم بسياسات الاحتلال المغربي الوحشية الشوفينية القمعية الشرسة، في ظل التضييق والحصار المشدد والاغتيالات والاختطافات والاعتقالات والمحاكمات الصورية والسجون الرهيبة، ولكن أيضاً من واقع الصمود والبطولة والتحدي وانتفاضة الاستقلال والمقاومة السلمية الباسلة.

هذه فعلاً لحظة متميزة تتاح للمناضلات والمناضلين الصحراويين، فوق هذه الأرض الطبية، في هذا المعهد الجميل، لتوطيد لحمة الوحدة والنضال بين كل مكونات الجسم الوطني الصحراوي والاستفادة معاً من عصارة التجربة الفكرية الجزائرية والإنسانية، على يد نخبة من الأساتذة والمفكرين والعلماء الأجلاء.

فهؤلاء المناضلات والمناضلون من أطر الجمهورية الصحراوية يمتحون من نفس المنبع الصافي الذي طالما نهلت منه الثورات وحركات التحرير في العالم. إنه لمصدر فخر واعتزاز أن نتواجد في مكة الثوار، نستلهم دروس الوطنية والإخلاص والتضحية والفداء من ثورة المليون ونصف المليون من شهداء الحرية والكرامة.

إننا نقدر كل التقدير ونثمن كل التثمين هذه المبادرة السامية، ونعتز أيما اعتزاز بأن يحظى الشعب الصحراوي بمظاهر راقية من التضامن والتآزر مثل هذه، والتي تجسد خير تجسيد علاقات الأخوة والصداقة والتعاون والتحالف الأبدي بين البلدين الشقيقين، الجمهورية الجزائرية والجمهورية الصحراوية.

 

عاش التضامن بين الشعبين الجزائري والصحراوي،

الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل،

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته." (واص)

 

062\090 واص