تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مكاسب جبهة البوليساريو بعد مرور 39 سنة على تأسيسها هو مبعث فخر واعتزاز للشعب الصحراوي (الرئيس محمدعبدالعزيز)

نشر في

أوسرد (مخيمات اللاجئين الصحراويين)10 ماي 2012 (واص)- أكد رئيس الجمهورية، الأمين العام لجبهة البوليساريو، محمد عبد العزيز أن المكاسب التي حققتها جبهة البوليساريو بعد مرور 39 سنة على تأسيسها "لهو مبعث فخر واعتزاز للشعب الصحراوي" في كلمة ألقاها اليوم الخميس بمناسبة الذكرى ال39 لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بالتزامن مع انطلاق أشغال الندوة الوطنية الثانية حول سياسات تشغيل الشباب المقامة بولاية اوسرد   

و أضاف رئيس الجمهورية قائلا"لقد سجل الشعب الصحراوي و طليعته الصدامية،جبهة البوليساريو، بأحرف من ذهب رصيداً زاخراً بالبطولات والأمجاد، بالمعاناة والتضحيات الجسام، بالانتصارات والمكاسب، حتى أصبحت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية اليوم حقيقة ميدانية وطنية وجهوية ودولية متجذرة لا رجعة فيها".

 وطالب الرئيس محمد عبد العزيز باتخاذ الحزم في مواجهة التحديات والرهانات التي كان المؤتمر الاخير لجبهة البوليساريو قد  اوضحا  قائلا " لقد كان المؤتمر واضحاً أيضاً في توجيه رسائل التحذير والحزم في مواجهة تحديات طارئة، ليس أقلها هذا الوضع المضطرب الذي تشهده المنطقة عامة، بشكل أصبح يهدد الأمن والطمأنينة، ويستدعي اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لمواجهة كل الاحتمالات، والتصدي لأي تهديد يمس أمن وسلامة وكرامة الشعب الصحراوي، مهما كان مصدره، خاصة في ظل استمرار وتصاعد مناورات ودسائس العدو."

 ونبه الامين العام لجبهة الوليساريو الى تداعيات الازمة  الاقتصادية العالمية  الت يصبحت ترمي يثقلها على كاهل سكان المعمورة، مما يتطلب التحلي بالحكمة اللازمة للتعامل مع انعكاسات هذه الأزمة، خاصة وأن الاحتلال المغربي الغاشم لبلادنا جعل شعبنا يعيش في ظل قساوة ومعاناة اللجوء وسياسات التفقير والحرمان من ثرواته الطبيعية.

 

وفي ما يلي النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوات والإخوة،

الضيوف الكرام

 في هذه المناسبة التاريخية الخالدة، ذكرى تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، رائدة كفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والكرامة والاستقلال، نقف وقفة ترحم وإجلال على أرواح شهداء القضية الوطنية الأبرار، ونتوجه بتحية النضال والتقدير إلى مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي، حماة الديار وحاملي مشعل التحرير، وإلى كل جماهير شعبنا المكافح في الأرض المحتلة وجنوب المغرب، في الأراضي المحررة ومخيمات العزة والكرامة، في الجاليات والريف وفي كل مواقع تواجدها.

إن مرور تسع وثلاثين سنة على تأسيس طليعة شبعنا الصدامية وتنظيمه الوطني الثوري لهو مبعث فخر واعتزاز لهذا الشعب الأبي الذي سارع إلى الالتحاق زرافات ووحداناً بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وأعلن قيام دولته الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وسجل بأحرف من ذهب رصيداً زاخراً بالبطولات والأمجاد، بالمعاناة والتضحيات الجسام، بالانتصارات والمكاسب، حتى أصبحت اليوم حقيقة ميدانية وطنية وجهوية ودولية متجذرة لا رجعة فيها.

في بهذد المناسبة، لا يمكن إلا أن نتوجه بعبارات التقدير والعرفان إلى كل الأشقاء والأصدقاء الذين ساندوا ويساندون كفاح الشعب الصحراوي العادل من أجل الحرية والاستقلال، وفي مقدمتهم الجزائر الشقيقة، بلد المليون ونصف المليون من الشهداء، بلد ثورة الأول من نوفمبر المجيدة، مكة الثوار وقـِـبلة الأحرار، التي لم تتوانَ منذ بدايات الكفاح التحرري الصحراوي ضد الوجود الاستعماري الإسباني، وكما فعلت في كل بقاع العالم، عن إبداء موقف المساندة والدعم المبدئي، المستند إلى ميثاق وقرارات الأمم المتحدة.

كما نتوجه بالتحية إلى إفريقيا التي احتضنت قضية الصحراء الغربية كآخر قضية تصفية استعمار في القارة، وإلى الحركة التضامنية في إسبانيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية والعالم.

 

الأخوات والإخوة،

بهذه المناسبة الخالدة، لا يفوتنا أن نتوجه بعبارات التحية والتقدير إلى جماهير انتفاضة الاستقلال، ونحيي صمودها وتحديها البطولي لكل الممارسات القمعية الوحشية وعمليات التضييق والحصار والاختطافات والاعتقالات الترهيبية التي تقوم سلطات الاحتلال المغربية، وندين أشد الإدانة الانتهاكات الجسيمة المرتكبة من طرف الدولة المغربية، ونطالب بإطلاق سراح يحي محمد الحافظ إيعزة ومجموعة اقديم إيزيك والداخلة وكل المعتقلين السياسيين الصحراويين، والكشف عن مصير كل المفقودين الصحراويين لدى الدولة المغربية.

لقد سجلت جماهير شعبنا في الأرض المحتلة ملاحم تاريخية، ساهمت فيها كل شرائح المجتمع، كباراً وصغاراً، ذكوراً وإناثاً، وجعلت من موقعة اقديم إيزيك محطة فريدة في تاريخ كفاح الشعوب، ورفضها للإذلال والخنوع وقدرتها اللامتناهية على ابتداع أساليب المقاومة السلمية، مهما بلغت غطرسة وعنجهية المحتلين.

 

 

إننا نحييهم ونتضامن معهم ونعاهدهم على المضي معاً على درب الصمود والكفاح حتى انتزاع النصر، ونقول لهم بأن كل ما تبديه قوة الاحتلال المغربية من ممارسات استعمارية عفا عليها الزمن ومن تعنت أعمى وهروب إلى الأمام وسباحة عكس التيار في قضية الصحراء الغربية، وحرمان شعب بأكمله من حقوقه التي تكفلها له المواثيق الدولية، وفي مقدمتها الحق في تقرير المصير والاستقلال، إنما يعكس سياسة تصدير الأزمات التي دأب عليها النظام الحاكم في المغرب، لإخفاء واقع مقلق داخل المملكة، ومواجهة وضع اقتصادي واجتماعي متفجر، في محاولة محمومة لإخفاء حالة الحنق والرفض الشعبي لمظاهر الاستبداد والفساد.

 

الإخوة والأخوات،

لقد شكل المؤتمر الثالث عشر للجبهة، مؤتمر الشهيد المحفوظ اعلي بيبا، محطة متميزة في تاريخ كفاح شعبنا المعاصر، سواء من خلال المشاركة الوطنية الواسعة والمتنوعة، بما في ذلك ولأول مرة، من الأراضي المحتلة وجنوب المغرب، أو الحضور التضامني الأجنبي الكبير، ولكن كذلك وبالأساس بما تميز به من عمق في النقاشات وتنوع في الحوار والمستوى الرفيع من الوعي والمسؤولية، وصولاً إلى ما صدر عنه من قرارات ورسائل وتوصيات، تؤكد على الوحدة وتصعيد المقاومة بكل السبل المشروعة وعلى كل الجبهات، وخاصة جبهة الأرض المحتلة وجنوب المغرب، حتى انتزاع النصر الحتمي وإقامة الجمهورية الصحراوية، دولة كل الصحراويين، كاملة السيادة على ترابها الوطني.

وقد حدد لنا المؤتمر بوضوح أولويات أساسية يبنغي أن نستحضرها في كل مناسية، وأحرٍ في ندوة وطنية من هذا الحجم، في مقدمتها الاهتمام، كل الاهتمام، بتقوية جيش التحرير الشعبي الصحراوي، وتأجيج ودعم انتفاضة الاستقلال، وتفعيل وتطوير السياسات الموجهة للشباب، والتحسين المستمر من مستوى الخدمات وتنشيط العمل الدبلوماسي والإعلامي.

لقد كان المؤتمر واضحاً أيضاً في توجيه رسائل التحذير والحزم في مواجهة تحديات طارئة، ليس أقلها هذا الوضع المضطرب الذي تشهده المنطقة عامة، بشكل أصبح يهدد الأمن والطمأنينة، ويستدعي اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لمواجهة كل الاحتمالات، والتصدي لأي تهديد يمس أمن وسلامة وكرامة الشعب الصحراوي، مهما كان مصدره، خاصة في ظل استمرار وتصاعد مناورات ودسائس العدو.

كما أن الأزمة الاقتصادية العالمية أصبحت ترمي يثقلها على كاهل سكان المعمورة، مما يتطلب التحلي بالحكمة اللازمة للتعامل مع انعكاسات هذه الأزمة، خاصة وأن الاحتلال المغربي الغاشم لبلادنا جعل شعبنا يعيش في ظل قساوة ومعاناة اللجوء وسياسات التفقير والحرمان من ثرواته الطبيعية.

 

الأخوات والإخوة،

لقد تبوأ موضوع المرأة والشباب مكانته المستحقة في صلب نقاشات وقرارات المؤتمر الثالث عشر للجبهة. ومن هنا تأتي أهمية هذه الندوة، الثانية من نوعها بعد تلك التي نظمت السنة الماضية، بمشاركة وطنية شاملة لكامل الجسم الصحراوي، وعلى كل المستويات، والتي أُدرجت اليوم في مقدمة الاستحقاقات المقررة بعد المصادقة على البرنامج السنوي للحكومة من طرف المجلس الوطني الصحراوي.

لقد كان واضحاً، ومنذ البدايات المبكرة، وكتوجه استراتيجي ثابت يركز على بناء الإنسان، أن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ستولي أهمية خاصة لشريحة الشباب، ذكورراً وإناثاً، انطلاقاً من الإيمان بأن ضمان التحرير والبناء يمر حتماً بتكوين الأجيال القادرة على تحمل مسؤولياتها وحمل المشعل ومواصلة المسيرة الكفاحية حتى النهاية.

غير أنه من المنصف التذكير بأن الرؤية التي تنطلق منها الجبهة ليست هي تلك القاصرة والمحدودة والتي تنحو إلى التصنيف والتمييز، بل تلك الرؤية الشمولية التواصلية التي تصهر كل مكونات المجتمع في بوتقة واحدة، فيصبح الحديث عن أي شريحة هو بالضرورة حديث عن المجتمع بكامله، ليس فقط لعمق واتساع العلاقات والروابط بين هذه المكونات، ولكن لأن الهدف في النهاية هو هدف جامع لها في إطار مشروع وطني شامل.

وانطلاقاً من هذه الرؤية، فإن حضور الشباب، مثل المرأة، على كل مستويات التسيير وفي كل هيئات ومؤسسات الدولة الصحراوية، أمر واقعٌ، حتمي وضروري ولكنه، في الوقت نفسه، محكوم بجملة من المقتضيات الموضوعية التي لا يستقيم بدونها، في مقدمتها الجدية والالتزام والمواظبة والاستمراية والعطاء والجدارة والاستحقاق، وفوق كل هذا وذاك، التشبث المطلق بالدفاع المستميت عن أهداف وتطلعات الشعب الصحراوي وكفاحه الوطني التحرري، بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.

وفي مسألة تشغيل الشباب والتشغيل عامة، من المهم التأكيد على ضرورة إيجاد صيغة كفيلة بتحقيق أعلى مستويات التأطير، وهو ما يتطلب من مؤسساتنا وهيئاتنا بذل كل الجهود الممكنة لاستيعاب الطاقة الشبانية، ومن كل شاباتنا وشبابنا التحلي بالمسؤولية والمسارعة إلى العمل الجاد والدؤوب، المنتج والمفيد، وانتزاع الثقة المستحقة.

ومن هنا فإن تشغيل الشباب يتجاوز الأهداف التأطيرية والمادية البحتة ليصبح واجباً وطنياً ومسؤولية جماعية مشتركة بين الشباب وكافة مكونات المجتمع وهيئات ومؤسسات الدولة الصحراوية.

وإننا في هذا المجال لندعو إلى تعميق الحوار والنقاش والبحث الدؤوب للوصول إلى أفضل الصيغ الكفيلة بالتوظيف الأمثل للمقدرات البشرية والإمكانيات المادية المتاحة، وفتح الأبواب واسعة أمام الكفاءات الشابة في هذا الخصوص، بما يضمن استغلال كل الطاقات الوطنية للصالح العام، وتطوير أساليب ومجالات العمل وبلورة حلول عملية للمشاكل والصعاب القائمة.

على شبابنا أن يكون واعياً بالمخاطر المحيطة المحدقة، وعلى المجتمع أن يكون مدركاً لدوره في ذلك، وعلينا أن نعمل جميعاً على حماية هذا الشباب الصحراوي الطاهر من الانزلاق إلى أي شكل من أشكال الجريمة أو الانحراف أو التطرف. ومن هنا، فإننا نلح على محاربة الفراغ وعلى استغلال الوقت وتوظيفه للاستفادة مما هو متوفر، وما هو بقليل، من فرص التكوين، في جميع المجالات، من أجل بناء الإنسان وتأهيله، سواء في المراكز المختصة المتوفرة لدينا أو تلك التي لدى الدول الصديقة والشقيقة.

 

الأخوات والإخوة،

في وضعية خاصة ومتميزة واستثنائية مثل وضعية الشعب الصحراوي المكافح، فإن كل الخطط والتوجهات والسياسات التي تـُـرسم اليوم لا يمكنها أن تخرج عن هدف أول وأسمى، هو التحرير لبلوغ الاستقلال وبناء الدولة الصحراوية المستقلة على كامل ترابها الوطني. وفي ظل وضعية يكون فيها التحرير هو أولوية الأولويات وهو الشغل الشاغل، فإنه من الطبيعي أن يحتل جيش التحرير الشعبي الصحراوي الأولوية في ميادين التشغيل.

 

 

 

 

ويحق للشعب الصحراوي اليوم أن يفخر كل الافتخار ويعتز كل الاعتزاز بشباب الثورة الصحراوية، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً. فلقد سجل التاريخ بأحرف من ذهب مساهمة ومشاركة الشباب الحاسمة عبر مختلف حقب المقاومة الصحراوية. فمن منا لا يتذكر الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري، قائد انتفاضة الزملة التاريخية ضد الوجود الاستعماري الإسباني؟ ومن منا لا يتذكر الشبان الذين لبوا النداء، بكل قوة وحماس واندفاع، في مراحل الثورة المبكرة، وامتشقوا البندقية والتحقوا بجيش التحرير الشعبي الصحراوي وقدموا قوافل الشهداء البررة، وفي مقدمتهم مفجر الثورة، شهيد الحرية والكرامة، الولي مصطفى السيد؟. ومن منا لا يتذكر هؤلاء الشبان الأبطال الذين ضحوا ولا زالوا يضحون بكل عزيمة وإصرار، عبر فصول انتفاضة الاستقلال المباركة في الأراضي المحتلة وجنوب المغرب من أمثال الشهيد سعيد دنبر الذي لا زال جثمانه لم يوارَ الثرى بفعل ظلم وتعنت سلطات الاحتلال المغربي؟

وإن الالتحاقات المكثفة لشبابنا اليوم بصفوف جيش التحرير الشعبي الصحراوي وانخراطه في العمل داخل مؤسسات الدولة وحضوره على أعلى المستويات القيادية والتسييرية، وما يظهره من إصرار على مواصلة معركة التحرير وتشبث بأهداف الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، في الأرض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية داخل المغرب وغيرها، وفي الأراضي المحررة ومخيمات العزة والكرامة وفي كل مواقع تواجده، كل ذلك إنما يعزز لدينا الثقة والقناعة بأن شبابنا هم حملة مشعل الثورة وضمانة استمراريتها حتى بلوغ أهدافها السامية في الحرية والاستقلال.

 

أتمنى لهذه الندوة الوطنية حول سياسات الشباب كل النجاح والتوفيق،

 

الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل،

 

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركات

090/091  واص