الأمم المتحدة (نيويروك) 12 يناير 2012 (وأص)- صرح وزير الشؤون الخارجية الجزائري السيد مراد مدلسي أمس الأربعاء بنيويورك أن الجزائر حققت تقدما معتبرا في مجال الإصلاحات السياسية و الاقتصادية التي يتعين تعزيزها أكثر.
و قد أدلى رئيس الديبلوماسية الجزائرية بهذه التصريحات خلال ندوة صحفية دولية نظمت بمقر الأمم المتحدة بنيويورك بمناسبة حفل انتقال رئاسة مجموعة ال77 من الأرجنتين إلى الجزائر.
و عن سؤال حول طبيعة الحركات الحالية للمطالب الاقتصادية والاجتماعية في بعض المدن الجزائرية و حول آثار محتملة "للربيع العربي" على الجزائر أكد الوزير ان هناك حقيقة حاجيات اجتماعية ولكن تم أيضا تحقيق إنجازات كبيرة من خلال البرامج المتتالية للاستثمارات العمومية الكبرى.
أما فيما يخص الحركات الاحتجاجية فقد لاحظ السيد مدلسي أنها جرت حتى في البلدان المتطورة الكبرى مضيفا أن هذه المظاهرات "تبين أن مجتمعاتنا باتت تعبراكثر فاكثر عن مطالبها".
أما فيما يخص السؤال المتعلق ب"الربيع العربي" فقد أكد السيد مدلسي انه خلافا للبلدان العربية التي شهدت منذ السنة الماضية اضطرابات سياسية و التي كانت تتميز بأنظمة سياسية مغلقة امام كل معارضة و بغياب حرية التعبير والصحافة فإن الجزائر أرست التعددية منذ سنة 1988.
و أوضح الوزير في هذا الصدد انه منذ نهاية التسعينيات "باتت الأحزاب السياسية الإسلامية ممثلة في الحكومات التي تعاقبت حيث تحالفت مع أحزاب" من اتجاهات سياسية أخرى.
و لاحظ مع ذلك أن "ما رفضته الجزائر سنة 1991 و ما لا نريده هو العنف". كما اشار الى أن حرية الصحافة في الجزائر "استثنائية" مسجلا انه "لا يمر يوما واحدا لا يكون فيه أعضاء الحكومة موضع انتقادات".
و بخصوص الوضعية الاقتصادية ذكر السيد مدلسي انه في غضون ما يزيد قليلا عن عقد من الزمن انتقلت الديون الخارجية العمومية من 36 مليار دولار إلى الصفر حاليا و بلغت احتياطات الصرف قيمة 180 مليار دولار و نسبة
البطالة انتقلت من 30 بالمائة إلى 10 بالمائة.
و أردف يقول في نفس السياق أن الجزائر ماضية نحو تدارك تأخر تاريخي لاسيما في مجال السكن و هي تواصل إصلاحاتها كما يتجلى ذلك من خلال المصادقة مؤخرا على ستة قوانين كبرى منها القانون المشجع على فتح وسائل الإعلام المرئية أمام المستثمرين الخواص.
و لكن بالنسبة للوزير "لا يعني ذلك أن +الربيع العربي+ لم يكن له أثر على الجزائر" مضيفا أن الأمر يتعلق ب"أخذ ذلك من الناحية الإيجابية" و "الذهاب بعيدا" في الإصلاحات.
و بخصوص الانتخابات التشريعية التي ستجري خلال ربيع سنة 2012 أكد الوزير أن الجزائر أخطرت العديد من المنظمات الإقليمية والدولية لإرسال ملاحظين لهذا الموعد الانتخابي.
و أوضح أن الأمر يتعلق بمنظمة الأمم المتحدة و الاتحاد الأوروبي و الاتحاد الإفريقي و الجامعة العربية و منظمة التعاون الإسلامي.
و عن سؤال حول الاتهامات الأخيرة للوزير الأول التركي ضد فرنسا التي اتهمها بارتكاب "إبادة في الجزائر" في سياق القانون حول إبادة الأرمن أكد السيد مدلسي انه "خلال الفترة الاستعمارية ارتكبت العديد من المجازر و كانت تلك الفترة صعبة للغاية بالنظر إلى التضحيات الجسام التي تبقى راسخة في الذاكرة الجزائرية".
و اعتبر مع ذلك أنه "إذا كان يستحيل محو الذاكرة" يجب كذلك "النظر نحو المستقبل" مذكرا بان الجزائر ستحتفل في يوليو المقبل بالذكرى الخمسين لاستقلالها.(وأص)
700\062