تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

المؤتمر ال 13 يعقد في ظرف يتميز بتسارع التغيرات دوليا وتواصل مد الانتفاضة ضد الاحتلال ( الرئيس محمد عبد العزيز)

نشر في

التيفاريتي (الاراضي الصحراوية المحررة)  16ديسمبر 2011 (واص)- يعقد المؤتمر ال13 لجبهة البوليساريو في ظرف يتميز بتسارع وتيرة التغيرات على الصعيد الدولي في ظل توصل مد الانتفاضة في مواجهة الاحتلال في الارض المحتلة، حسبما أكده الأمين العام للجبهة السيد محمد عبد العزيز في  التقرير الادبي  يوم امس الخميس.

       
و أكد رئيس الجمهورية- خلال تقديمه للتقرير الأدبي أمام المؤتمر ال 13 لجبهة البوليساريو المنعقد ببلدة التفاريتي المحررة-"ان الظروف التي يعقد فيها هذا المؤتمر تعد نتيجة لتحول دائم طيلة السنوات الأربع المنصرمة. إلا أن وتيرة هذه التغيرات تسارعت بشكل ملحوظ خلال السنتين الماضيتين".

       
و أوضح أنه على الصعيد العالمي "تشهد الأزمات السياسية و الإجتماعية والإقتصادية تفاقما بحيث تظهر بؤر توتر بشكل دائم في مختلف قارات العالم".

       
و أضاف الأمين العام لجبهة البوليساريو أن هذه الأزمات تفضي إلى الحروب و الدمار في الوقت الذي نلاحظ فيه انتشارا للجريمة المنظمة و ارتفاعا للفقر و البطالة و الهجرة غير الشرعية.

       
و أشار في هذا السياق إلى أن تفاقم الأزمة الإقتصادية "يهدد" اقتصاديات الدول الكبرى.

       
و اعتبر أن "هذه الأزمة ستزداد تفاقما مما سيؤثر من دون شك على تمويل التنمية عموما و المساعدات الإنسانية خصوصا".

 وقال السيد محمد عبد العزيز أنه لوحظ  خلال السنوات الأخيرة أن هناك انتشار للجماعات المسلحة في منطقة الصحراء الكبرى.

       
ونبه الرئيس الصحراوي  في استعراضه  لحصيلة 4 سنوات من العمل أنه "خلال المرحلة الماضية ظهرت مخاطر مرتبطة بانتشار جماعات مسلحة في الصحراء الكبرى".

       
و أكد أن "الشعب الصحراوي الذي يواجه إرهاب الدولة المغربية منذ 31 أكتوبر 1975 أصبح هدفا للإرهاب الدولي"  مشيرا في هذا الصدد إلى اختطاف ثلاث متعاونين أوروبيين في المجال الانساني بمخيمات اللاجئين في 22 أكتوبر الفارط.

       
و اغتنم الرئيس محمدعبد العزيز هذه المناسبة لادانة هذا الاختطاف الارهابي "الجبان"  معربا عن "تضامنه التام" مع الضحايا و عائلاتهم.

       
كما جدد التأكيد على عزم السلطات الصحراوية على "عدم ادخار أي جهد" من أجل إطلاق سراح الرهائن في أقرب الآجال بالتنسيق مع دول المنطقة.

       
و أشار الأمين العام لجبهة البوليساريو أنه "في إطار مكافحة الإرهاب استمرت المنافسة بين القوى العظمى حول الموارد الطاقوية و مناطق النفوذ الجديدة".

       
و أضاف أن "عولمة و توسيع وسائل الاعلام الاجتماعية عوامل شجعت على بروز نزاعات جديدة التي بدت فيها شعوب ثائرة ضد القمع كاطراف فاعلة هامة".

       

و أردف الرئيس الصحراوي يقول "أن الأحداث التي وقعت مؤخرا في شمال افريقيا و الشرق الأوسط  كانت "ملحوظة" ليس بالنظر لما أحدثته من تغيرات  بل أيضا بالنسبة للتساؤلات التي أثارتها بشأن سلوك القوى العظمى ازاء هذه الأحداث."

       
و على الصعيد الاقليمي أكد السيد عبد العزيز أن منطقتي المغرب العربي وشمال افريقيا شكلتا "مركز" هذه الحركة التي نالت من الأنظمة التونسية و المصرية و الليببية و التي "لا تزال آثارها مستمرة في دول عربية أخرى".

       
و استرسل قائلا أن "هذه الأحداث لم تمنع وجود و تفاقم الجريمة المنظمة و انتشار الأسلحة".

       
و أرجع الرئيس الصحراوي انتشار الأسحلة في المنطقة إلى نشاطات الجماعات الإرهابية الناشطة في الصحراء الكبرى و التي تحاول دول المنطقة تنسيق جهودها الرامية لمكافحتها و بالتالي منع التدخل الأجنبي.

       
 في سياق اخر، أشار السيد عبد العزيز إلى أن إنشاء حركة 20 فبراير في المغرب لم يكن بسبب الثورات المسجلة في المنطقة فحسب بل أيضا "كنتيجة لقرون من الإستبداد و الفساد الذي عانى منها الشعب المغربي".

       
و بعد أن أبرز بأن الشعب المغربي يرفض الحلول "الترقيعية" المقترحة من قبل السلطات المغربية لتدارك الأزمة التي تهز المملكة اعتبر أنه "بالرغم من المساعدة و الدعم الجلي اللذين تتلقاهما من قبل بعض البلدان المعروفة" إلا أن "الأمور لم تتغير بتاتا في المغرب و لم يتم المبادرة بأي تغيير".

       
و الدليل على ذلك كما قال تواصل الحركة الشعبية بالمغرب "و مواصلة هذا الأخير في استغلال النزاع في الصحراء الغربية التي يحتلها عسكريا ليجعل منه مصدرا لكل المشاكل أمام الشعب المغربي".


و على الصعيد الوطني ، كرس الرئيس محمدعبد العزيز، جل التقرير لاستعراض الحصائل والمكاسب رسم معالم الطريق ، قائلا "ان الشعب الصحراوي أكد تمسكه بوحدته و بخياراته الوطنية و أظهر قدراته اللامحدودة في الصمود و الكفاح أمام آلة الاحتلال و التوسع المغربية التي تستفيد من حماية قوى جائرة و على رأسهم فرنسا".

       
و أوضح في هذا الصدد أن الإنتفاضة السلمية للصحراويين في المدن الصحراوية المحتلة  قد ميزت الفترة التي تفصل بين المؤتمر ال12 لجبهة البوليساريو المنعقد في 2007 و المؤتمر ال13.

      
و تطرق إلى المقاومة "البطولية" للصحراويين باقديم إيزيك بالقرب من مدينة العيون (العاصمة المحتلة للصحراء الغربية) إضافة إلى المظاهرات المتكررة في مدينة الداخلة و كفاح المناضلة من أجل حقوق الإنسان أميناتو حيدر.

       
كما تحدث الرئيس عبد العزيز عن الإنجازات التي حققها المواطنون الصحراويون في مخيمات اللاجئين لا سيما في مجال التربية و الصحة و بناء مؤسسات الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية و كذا الجهود المبذولة من أجل إعمار المناطق الواقعة في الاراضي المحررة على غرار تيفاريتي.

       
كما أبرز الجهود المبذولة من أجل تعزيز جيش التحرير الشعبي الصحراوي مؤكدا أن الأمر يتعلق "بخيار استراتيجي ثابت". (واص) تيفاريتي088