تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

عرض فيلم وثائقي حول الأعمال البشعة المرتكبة في المناطق الصحراوية المحتلة من قبل المغرب

نشر في

باريس 10 نوفمبر 2011 (واص)- تم أمس الأربعاء بباريس عرض الفيلم الوثائقي بعنوان "المشكل : شهادة الشعب الصحراوي" لجوردي فيرير و بابلو فيدال (إسبانيا) أمام جمهور صدم بالتجاوزات الخطيرة المرتكبة من قبل سلطات الإحتلال المغربي ضد المدنيين الصحراويين في الأراضي المحتلة.

 

و يعد هذا الفيلم المطول الذي يتطرق إلى كفاح الشعب الصحراوي من أجل حقه في تقرير المصير و الذي تم تصويره سرا لمدة خمس سنوات شهادة صارخة عن "اللاعقاب السائد في الصحراء الغربية حيث يعد الخوف و الإهانة و التعذيب و الإنتهاك المستمر لحقوق الإنسان ما يميز الحياة اليومية للصحراويين".

 

و ينقل هذا الفيلم الذي برمج بمبادرة من الأرضية من أجل التضامن مع الشعب الصحراوي لإحياء ذكرى التفكيك العنيف لمخيم اقديم إيزيك من قبل القوات المغربية في نوفمبر 2010 و مواصلة الحملة من أجل تحرير المعتقلين السياسيين الصحراويين شهادات مفحمة لمناضلين من أجل حقوق الإنسان حول سوء المعاملة التي يمارسها في حقهم الجيش و الشرطة المغربيين بدعم من المستوطنين.

 

و يروي المناضلون من أجل حقوق الإنسان ظروفهم الإعتقالية و أعمال التعذيب التي تعرضوا إليها طيلة سنوات، و حرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية من قبل الجيش و الحكومة المغربية التي تخوض حربا ضد شعب يناضل من أجل حقه في تقرير المصير.

 

و يبث الفيلم الذي أنجز بكاميرا فيديو بسيطة مدعمة بصور فيديو سجلها صحراويون على الهاتف النقال صورا بشعة تظهر قمع صحراويين رافعين علم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية و نساء تعرضن لعنف لا مثيل له في الشارع من قبل الجيش المغربي و وجوه دامية لأطفال تسحب تحت الأقدام و تعذيب لمواطن صحراوي تجرأ على المناداة ب"صحراء غربية حرة".

 

و تم التنديد في العديد من الشهادات بتواطؤ إسبانيا التي وقعت على اتفاقيات مع المغرب من أجل استغلال الموارد الطبيعية للصحراء الغربية مع اتهام فرنسا أيضا بسبب صمتها على نزاع الصحراء الغربية كونها "تدعي مبادئ المساواة و الحرية و حقوق الإنسان لكنها تتظاهر بجهل حجم مأساة الشعب الصحراوي" المحروم من كل حقوقه.

 

و تطرقت الناشطة الحقوقية أمينتو حيدار في شهادتها إلى ظروف الاعتقال في السجون المغربية حيث تم اعتقالها لفترة طويلة قبل إطلاق سراحها تحت الضغط الذي مارسه المجتمع الدولي. كما أكدت على اغتصاب النساء الصحراويات من قبل الجنود المغربيين بالإضافة إلى اختفاء المناضلات و الإهانات و حالات التعذيب التي يتعرضن إليها.

 

و من جهتهم يؤكد معتقلون سابقون بأن صحراويين حرموا خلال سنوات اعتقالهم الطويلة من حق زيارة أقاربهم لهم.

 

كما صور المخرجان خفية دخول عسكريين مغربيين إلى مدرسة حيث ارتعب الأطفال لرؤية جنود و هم يحملون السلاح.

 

و خلال النقاش الذي تلي هذا العرض تطرق الجمهور الذي صدم لحجم أعمال العنف التي يتعرض لها الشعب الصحراوي سيما إلى مسألة المهام المحدودة لبعثة الأمم المتحدة من أجل تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) و نجاعتها في حماية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة.

 

و تساءل متدخلون آخرون عن نوايا الاتحاد الأوروبي الذي وقع على اتفاقيات و منح الوضع المتقدم "لدولة احتلال" و تأسف البعض الآخر أمام "الغموض" الذي يميز الصحافة الفرنسية عندما يتعلق الأمر بمطالب الشعوب و سياسة "الكيل بمكيالين" الذي تطبقه على حساب القضية الصحراوية.

 

و تم التأكيد خلال النقاش على ضرورة التكفل بالأزمة الإنسانية الخطيرة السائدة في الصحراء الغربية حيث يتعرض السكان "لقمع شرس و ظلم دون الاكتراث للشرعية الدولية و في ظل لا مبالاة المجتمع الدولي".(واص)
090/091 واص